إن التهجم على الإسلام أضحى السمة الغالبة لدى كثيرين لإبراز شهرتهم ولو على حساب إهانتهم للدين الاسلامي الذي يدين به جل المغاربة وهو الدين الرسمي للدولة وأصبح موضة العصر بامتياز،فبعض وسائل الاعلام عندنا التي تدعي الحداثة ما فتئت تبث سمومها بشكل واضح وخطير،فاصبحنا نقرأ ونسمع هجمات شرسة وحاقدة على الدين الإسلامي، وللأسف الشديد على يد أفراد يحملون نفس أسمائنا ويدًعون أنهم مسلمين، وليس من طرف مستشرقين أو باحثين غربيين،يصُبون جام غضبهم ويبثون سمُومهم على دين المغاربة متهمين الإسلام بالتخلف والإنحطاط ،ومدعين أن القران كتاب يحث على الإرهاب والعنف وأنه كتاب ينقص من قيمة المراة )تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا(ومُدعين أن اللغة العربية فقدت دورها وأنها مرادفة للجهل والجمود،وأن الإسلام يُشكل مصدرا لإنتاج قيم التعصب المفضية الى العنف،في حين أنهم جُبناء وعديموا الأخلاق الفاضلة والكرامة ولايجرؤون على إنتقاد اللغة الفرنسية ووصفها بالتخلف أو يقوموا باتهام الإنجيل بالتحريض على الإرهاب والكراهية وقذف المسيحية بالعنف ونبذ الآخر
هؤلاء العلمانيون الدٌمى الذين تحركهم أيادي خفية خارجية هدفها تشويه الهوية الاساسية للمغاربة،وخلق جو من الفتنة داخل إجماع المجتمع المغربي،تجعلنا نتأسف حقا على هؤلاء الذين يدًعون الحداثة وحرية التعبير،في وقت ينبري فيه مفكرون غربيون يدافعون عن الإسلام وعن الحجاب والنقاب وعن كون الإسلام دين التسامح والتعايش
إن ما يتعرض له الإسلام من تحقير وهجوم بشكل منظم وعلني ومستفز من هذه الشرذمة التي تستهين بالقرآن الكريم،وهذه الحرب المعلنة على القرآن الكريم الذي نزل باللغة العربية، وربطه بأوصاف التخلف والجمود مردُه إلى التساهل والتغاضي عن تطبيق القانون، وهو ما شجعها أكثر على التمادي في غيها واستفزازها لمشاعر المسلمين
هذه الظاهرة الإسلاموفوبية التي تتمثل في الإستفزاز والاحتقار لمشاعر المسلمين المغاربة،تزكي التشنج والصراع والفتنة بين أفراد المجتمع الواحد بالمغرب المعرف بالتعايش المشترك والتسامح
الإسلام الحقيقي هو التعايش مع الآخر والتعلم قبل العمل،والعلم هو النور الذي يضيء غابة الدنيا ويرشد حركة المسلم في هذه الدنيا، فالله تعالى يحثنا على العلم لطرح وجهة نظر الإسلام بشكل صحيح وسليم بدون تشدد ولا غلو
عندما يكون هناك قضاء مستقل ونزيه لاسلطة عليه إلا من ضميره،يطبق القانون على الجميع بغض النظرعن الأسماء العائلية ومناصب الآباء والآجداد، ويكون هناك عُلماء ربانيون لايخافون في الله لومة لائم،علماء همُهم الأخرة وليس الدنيا يذودٌون عن الإسلام الحق بالحجة والموعظة الحسنة المبنية على الحوار وإحترام الآخر مهما كان،حينئذ ستتحرك العدالة لتطبيق القانون على هؤلاء الذين يستهزئون بديننا الحنيف ومعاقبتهم، فلا تسمع لهم حِسَا ولا رَكزا ويوم القيامة هُم من المقبوحين.أو لم يقل الله عزوجل في محكم كتابه: (يريدون أن يُطفئوا نور الله بأفواهِهم ويأبى الله إلاً أن يُتم نُورَه ولو كرِه الكافرون). سورة التوبة. السًلامُ عليكٌم
بقلم : طارق والقاضي oulkadi7@yahoo.es
التعليقات (0)