مواضيع اليوم

التهجار المستمر (فرط هجر مرضي مستمر)

سمير ساهر

2009-07-15 10:32:33

0

السلام عليكم

التهجار المستمر

التهجار: هو الابتعاد عن الناس بسبب عرض له علاقة بـ"التروات"، كـ"المضييق"، والممغيص، والمحديج، والملحيس"، والمحميم، والمعريق، إلخ، حيث إذا حصل شيء منها؛ فإنَّ تركيز صاحبها مع من معه يقلّ؛ وذلك لأنَّ الإنسان عندما يُصاب بمرض فإنَّ الألم الناتج عنه يوجه تفكيره إليه جبرا، فمهما حاول صاحب الألم أنْ يُبْعِد تفكيره عن الألم؛ فإنَّ بعضا من التفكير يَبْقَى متعلق بالألم، هذه سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلا، حيث التبدل من سنة الله التي لا يمكن أنْ تتبدل، وإذا فهمنا هذا؛ فإننا نعلم أنَّ ما له علاقه بـ"الروت" له قدرة جبارة على تشتيت التركيز، فنحن لا نجدُ إنسانا "ضُيِّق عقله" لأنه أصيب بعمى، أو جرح، أو مُناع، أما مرضى الروت فيصابون بـ"ضيف العقل"، ثم على افتراض أنَّ مَنْ أصيب بعمى، أو جرح، أو مُناع، قد "ضُيِّق عقله"؛ فإنَّ الاحتمال بمروره من مرض الروت عندما "ضُيِّق عقله" مرتفع جدا؛ وإذا فهمنا هذا نعلم أنَّ المُصَابَ بـ"التروات" يكون جزء من تفكيره متجه نحو المرض جبرا لا اختيارا، أي أنَّ الترواتي إذا جاءه شخص فلا يمكن أنْ يكون كل تركيزه معه، بل إنَّ الشخص الذي يأتي إليه يفقد جزء من تركيزه لـ"توتر" اعتراه من الترواتي، وهذا الحال يجعل الترواتي يَأْبَي أنْ يَذهبَ لأحدٍ أو يجيء إليه أحد، اللهم إلا إذا كَمُنَ الكثير من الأعراض، ودون كُمُون الأعراض؛ فالمريض تهجاري، ولكن تتفاوت الأعراض في إحْداث التهجار، فـ"التمغاص" يصيب بـ"تهجار" أقل من التضياق، والتضياق يصيب بـ"تهجار" أقل من التخناق، والتخناق يصيب بـ"تهجار" أقل من التحداج، والتحداج يصيب بـ"تهجار" أقل من التلحاس، والتلحاس يصيب بتهجار أقل من تقطاب اللبت والعنفقة، والأعراض عندما تكون ما دون الرأس تصيب بـ"تهجار" أقل مما لو كانت في الرأس، وأعراض الوجه تصيب بـ"تهجار" أكثر مما لو كانت في بقية مواطن الرأس، وهكذا دواليك، فالتفاوت في قدرة الأعراض على جعل المريض تهجاري واضحة..
لمزيد من التوضيح، إليكم ما يلي:

مثال على: مَهْجَرَة أمْرُوحية:..
مثال: كان مقهور يعاني من التعراق الحاد، وكان يتجنب الخروج من البيت إلا لقضاء شيء ضروري، ولكن ذات يوم كان بالقرب من الطريق أمام بيت أهله، فمرَّ جاره ماصع بسيارة ووقف عنده، وقال له: هيا اركب لنذهب إلى المنطقة ص حيث تبتعد 25 كيلو متر – تقريبا - عن بيوتهم، فرفض مقهور، ولكن بعد إصرار ماصع ركب معهم، ولكنه كان متوتر قليلا، من التعراق الذي في جسده عموما وفخذيه خصوصا، فالفخذان يَنْفَرِز منهما تعراق كثير، فهو مزخمة، فرائحته كريهة جدا، ولكن لا سبيل إلى إيقاف التعراق، فالجسد يُفْرِز تعراقا عندما يكون في الأعصاب تحماما؛ ولهذا فالزخم يدور مع التحمام، دوران المعلول مع علته، حيث الزحم معلول للـ"تحمام”..
بعد دقيقتين تقريبا سَمِعَ مقهور تكرب تقول لتمطاف زوجة أخوها: مسكين، يا حرام، ولم يكن هذا منها استهزاءً، وكانت تظن أنَّه لم يسمعها، وربما ظَنَّتْ أنَّ عقله لا يمكن أنْ يستوعب هذا الكلام المعقد بالنسبة له – في نظرها -، وقد انضاق مقهور من كلامها بعض الشيء، ولكن ليس بيده حيلة، فهي لم تتكلم عن شيء لم ترَه، فمقهور تغير ولم يعُد مقهور الذي كانت تعرفه قبل أنْ يُصاب بـ"تروات"، ثم أنَّ تَغَيُّرَه جعل رائحته ليست جيدة.. لم يَسْمَعْهَا تقول: أنَّ رائحته ليست جيدة، ولا: أنَّه لا يستحم، ولا: أنَّه مُهْمِلٌ في نفسه، ولكن ربما قالت شيئا من هذا، من باب الحد والتعريف، لا من باب القدح والذم..
ولمَّا وصلوا إلى حيث أراد ماصع أنْ يْذْهَب، خرجوا من السيارة جميعا وبقيَّ مقهور فيها، وكان التعراق لا يُطَاق من كثرته، حيث يجعل رائحة السيارة كريهة، وهذا ما جعله يخرج من السيارة، وأراد الذهاب، فقال لماصع: أريد الذهاب، فقال له ماصع: اصبر سنذهب سويا بعدما نُنْهِي أغراضنا هنا، ولكن مقهور قال: سأذهب لأشتري بعض الأغراض من السوق، ولم يكن يريد أنْ يشتري شيئا، ولكنه تحجج بالشراء لكي يـ"هجرهم"، ولمَّا هجرهم ذَهَبَ إلى موقف سيارات ليعود إلى بيته، وقد وعاد..

كما نرى من المثال السابق، أي شيء يؤذي المريض، ويُشْعِره بـ"توتر" مهما قلَّ؛ يمكن أنْ يكون مهجرة، فـ"يَهْجُر" من كان معه؛ ولهذا لست بحاجة أنْ أُكْثِر من الأمثلة، فمن خلال الأمثلة التي ذكرتها في موضوع الهجر وأخواته يمكن معرفة بقية الأمثلة التي يمكن صياغة الأعراض التالية – وغيرها – فيها -: التهياذ، والصوض، والتحداج، والتمغاص، والتمغاذ، والتضياق، والتخناق، والتخناه، والتثقال، والتحراك، والتلحاس، والتحمام، والتحكاك، والتقطاب، والتفسان، والتعضاض، والتصداع، والشقاق، والتأهاف، والتحضاك، إلخ.. ولكن هناك اختلاف في الأعراض التي ذكرتها من حيث هي مهجرة، فالـ"تثقال" يمكن أنْ يَحْدُثَ في شخصٍ ولا يُفْضِي إلى تهجار، بعكس ما لو كان في الرقبة، أو الوجه مثلا، ولكن هذا لا يعني أنَّ الشخص إذا كان مصابا بـ"تثقال" في الوجه - مثلا - ليس لديه إلا خيار التهجار، فهذا غير صحيح، فيمكن ألا يَهْجُر الناس، ولكن سيكون قليل التركيز، وسَيُزاد مرضه، وهكذا دواليك..

مَهْجَرَة إمْدُحانية: تتراو وتروات حادان يجعلان المصاب بهما يصاب بـ"تهجار”..

تَهْجَار إمْرُحاني: الابتعاد عن الناس بسبب مجهرات توتارية حادة، .. وتَحْدُث عندما يكون التهجاري متوتر، وليس بعد التوتر، ولكن إنْ حَدَثَ بعد التوتر فهذا يعني أنْ التهجار الإمروحاني أفْضَى إلى مهجرة ممريحية:

مَهْجَرَة مُمْرِيحية: فرط روت مرضي يسبب فرط هجر الناس من قِبِل المُصاب..

تَهْجَار مُمْرِيحي: فرط هجر مرضي مُفْضَي من فرط روت مرضي، ولكن ليس بالضرورة أنْ يُبْتَعَد عن الناس، فيمكن البقاء معهم، ولكن كما ذكرنا سَيَقِل التركيز، وذلك بسبب المرض؛ فـ"المرض" يَسْتَأثِر بجزء كبير من التركيز، خصوصا إذا كان المريض بين الناس، بعكس ما لو كان وحده، فهوعندما يكون وحده قد يترك جزء كبير تركيزه في المرض، وهذا يجعل المهجرات تقل، إلى أنْ يستطيع العيش معهم، رغم جميع الصعوبات التي تَطْرَأ على العيش معهم، وهو بمرضه هذا..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات