مواضيع اليوم

التنويم المغانطيسي وتطوير الطاقة البشرية 9

شريف هزاع

2009-05-17 07:16:11

0

التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية

شريف هزاع شريف

الحلقة (9) من كتاب التنويم المغناطيسي

هذه حلقات من كتابي ( التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية )  الذي كان قد نشر في العراق وهي طبعة جيدة وتختلف عن الطبعة السورية التي صدرت عن دار الرضوان  ، وتوخيت نشره في مدونتي لكي تصل معلوماته الى من يهتم بهذا العلم وبتطوير النفس البشرية ..

ملاحظة:

لا يمكن الحصول على النوم المغناطيسي الكلي إلا عند 10 أشخاص من كل 100 تقريباً ، ويمكن الحصول على نوم مغناطيسي جزئي عند 40 شخصاً من كل 100 ، ولكن الإيحاء يؤثر بسرعة تكثر أو تقل على جميع الناس تقريباً بشرط أن يمارس بذكاء وبالتكرار ..

تمارين الإيحاء الذاتي

ذكرنا في سياق الحديث عن أهمية الطاقة وتطويرها أهمية الإيحاء الذاتي أو النفسي  وهو من القضايا المهمة جدا في تطوير القدرات الذاتية أولا وقدراتنا على إجراء تجربة التنويم المغناطيسي ومنذ فترة قصيرة بدأ الاهتمام بهذه التقنية ففي أمريكا يهتم الأطباء بالتنويم المغناطيسي الذاتي. وهي تقنية مشتقة من الإيحاء الذاتي تساعد بشكل جاد على صقل الشخصية والتحرُّر من بعض العادات السيئة واكتساب أخرى أكثر ملائمة.

تستخدَم هذه التقنية من أجل التخلص من التدخين والكحولية والتثبيط الجنسي والخوف والشعور بالدونية ومن بعض الآلام النفسية والجسدية. وتقوم هذه الطريقة على خلق صورة عن الذات تندمج تدريجياً مع الشخصية بحيث يصبح الإنسان ما يريد أو ما يفكر فيه.

أجد من الضروري للذي يريد الدخول في تجربة التنويم كممارس أن يتقن هذا الفن وبشكل جيد فالإيحاء وهو جزء من حياتنا اليومية نتعرض له أو نقوم به مع الآخرين فالأفلام والحوارات التلفزيونية قد يكون لها أثرا في حياتنا اليومية كما أن الوسائل التقنية في فن الإعلان والترويج لا تستغني عن استخدام كل الطرق والإجراءات الفنية في سبيل الترويج لمنتجاتها ومنها الإيحاء الموجه باستخدام الديكورات والموسيقى والألوان والصوت والإلقاء ، لذا فنحن عرضة للإيحاء من أطراف عديدة ومن الضروري أن نوجه الإيحاءات الموجبة إلى الباطن العميق للانا لأجل نجاح الإيحاء مع الآخرين .

يمكننا أن نجري اختبارا صغيرا مع مجموعة من الأصدقاء وهو أن نتحدث لهم عن أمر ما ونقيس مدى اهتمامهم وتفاعلهم مع الموضوع ، حاول قبل كل شيء أن تكتب الموضوع الذي تريد إجراء الاختبار حوله (1000كلمة مثلا) ولا تنس أن تحفظه على ظهر قلب والقه على نفسك أولاً ، ولا تحاول أن تسرده سردا سريعا بل اعرف أين تقف وأين تقف بصوتك درجة قليلة وأين تخفض صوتك درجة اقل واستخدم صوتا واضحا وواثقا ومتوسط السرعة لان الإسراع يفقد الإيحاء دوره  لنختار مثلا :

قصة عاطفية .

 عرض كتاب علمي شيق .

التحدث عن آفاق علم النفس وتطوير الطاقة .

الباراسايكولوجيا والغوامض .

 فن الإدارة الحديثة وفن الاقناع  .

قصص عن التنويم المغناطيسي .....الخ .

لكن علينا أولاً أن نجري هذه التمارين والرياضات لنتمكن من تحقيق الهدف ويمكننا أن نستخدم بعضاً من هذه التقنية في المنزل و أوقات العمل وفي الحافلة لبساطتها وفعاليتها أيضا وكل ما نحتاجه هو التركيز على فكرة ايجابية ومتابعة التنفس المنتظم والإيحاء بالنشاط أو القوة أو الهدوء والتركيز وتحفيز الطاقة في العقل والجسد ... الخ.ومحاولة فصل الشعور عن العالم الخارجي
( وهو أمر فيه بعض الصعوبات في البداية ) إلا انه سهل مع التمرين المستمر .

في المنزل عليك التمرن بالطرق التي ذكرناها وخلال فترة من الزمن ستجد الفرق بين ما كنت عليه في السابق وما ستكون عليه بعد التمارين وهذا ما سيساعدك في تطوير قدرتك على الإيحاء والتنويم بسهولة ويسر ، كل ما تحتاجه الخلو في مكان هادئ ثم إغماض العينين واخذ شهيق عميق من المنخرين ثم زفير هادئ من الفم ثم البدء بعملية الإيحاء الموجه للذاكرة أو العضلات أو الجزء الذي تشكو منه مرضيا او التي تحاول بث الإيحاء لها بالطاقة والحيوية  .. كأن توحي لنفسك خلال العمل ( إنني مرتاح .. العضلات مسترخية..إنني اكسب الطاقة من قدمي .. إنها تصعد إلى الفخذين .. إلى الركبتين .. إنها تستقر هناك.. اشعر بالحرارة والدفء ) ثم سر بها إلى البطن ( إنها تستقر فوق المعدة حيث مركز الطاقة إنها تعلو إلى القلب اشعر وكأنني أطير في السماء إنني احلق بدوامات من الطاقة اللانهائية أرى مجموعة من الألوان الرائعة يقوم جسدي بامتصاصها من مساماته الكثيرة ابدأ ( باللون البرتقالي لأنه يشعرك بالطاقة والحيوية أما الأزرق فهو لون الهدوء والطاقة الروحية وكذلك البنفسجي فهو لون روحي شديد الفاعلية في النفس ) .

لا تحاول النهوض سريعا من جلسة الإيحاء بل دع جسدك يستوعب الطاقة وقم من جلستك بهدوء بعد ان تفتح عينيك وتجلس برهة من الزمن على كرسيك ...

( مرة واحدة قبل النهوض من السرير ومرة وقت الخلود للنوم ).

1- اختر وضعاً مريحاً كالجلوس على أريكة أو الاستلقاء على السرير لمدة  10دقائق على الأقل بعيداً عن أي مؤثر خارجي – أصوات السيارات ،الأطفال ، الهاتف ... يجب ان لا تفكر بأي موعد او لقاء او متعلقات مع احد خلال التمرين فهذا الأمر يفسد القدرة على تفريغ الشحنات السلبية التي نكسبها يوميا ويمنع تطوير قدراتنا الذاتية خلال التمرين  .

2- أغمض عينيك وركز على إرخاء كامل جسدك من الأقدام إلى الرأس مع تنظيم التنفس ومراقبته بشكل جيد.

3- ابتدأ باسترخاء قدميك واصابعهما وردد مع نفسك كلمة "استرخي" مراراً حتى تشعر بوخزة دفء في كل عضلة من عضلات جسمك ابتداءً من القدمين وتابع الاسترخاء مهما حصل لأن مع مرور الزمن ستزيد طاقتك على ذلك.

4- عندما تشعر باسترخاء كامل لقدميك حافظ على تركيزك الفكري على إرخاء باقي أجزاء الجسم والشعور بزوال أي توتر عصبي يرتابك .

5- تابع مسيرتك وركز على عضلات الأرجل والكاحلين وعضلة الساق والركب والبطن والصدر والظهر.

6- اشعر باللذة عندما يزول التوتر والانكماش من كل أجزاء جسدك.

7- عندما تصل إلى الصدر حاول التنفس ببطء وعمق واستنشاق الهواء وزفره بسرعة مسترخية ومنتظمة حتى تشعر بالاسترخاء التام.

8- بعد استكمال تلك الوسيلة على كل أجزاء جسمك اعد استعمالها مرة ثانية وبسرعة متزايدة مع التركيز على الأجزاء الكاملة في جسمك مثل الأقدام والأرجل والذراعين والبطن والصدر والوجه والرأس مع شعورك بدفء عارم يغمر جسدك وتركيز تفكيرك على ذلك الشعور مع تكرارك لنفسك بوجوب الاسترخاء خصوصاً عندما تصل إلى الصدر وتستعمل التنفس العميق والمنتظم.

9- بعد حصولك على حالة استرخاء كاملة وعميقة حوّل أفكارك بعيداً عن الروتين المألوف وابعد عنك كل الهواجس الاضطرابات الفكرية واقترح على نفسك أمنية تستطيع تحقيقها عندما تستيقظ تماماً من تنويمك المغناطيسي الذاتي فتردد مثلاً انك ستستطيع القيام بمشروع خاص وصعب بنجاح وحماسة وانك ستحول أي شعور بالغضب بشعور بالمحبة والثقة تجاه نفسك والآخرين ومعاملتهم بكل محبة ورفق ومسامحتهم لأخطائهم ومسامحة نفسك والتعالي على الحقد والضغينة. عليك أن تردد تلك الاقتراحات عدة مرات أثناء التنويم المغنطيسي الذاتي.

10- حاول بتلك الوسائل الفعالة والسهلة وستحصل على نتائج ممتعة ومرضية خصوصاً إذا ما استعملتها مرة ومرتين في اليوم وتذكر انه كلما ثابرت عليها كلما أصبحت سهلة بحيث انك ستتمكن بعد بضعة أسابيع بالاسترخاء التام بسرعة وفي أصعب الظروف. ([1]) ( يمكنك أن تستخدم هذا التمرين كلما شعرت بالتعب ).

فوائد العلاج بالتنويم الإيحائي

يعد العلاج بالتنويم الإيحائي واحد من أكثر الوسائل العلاجية سلامة وفعالية لعلاج معظم حالات الأمراض النفسية.

 ويعزز العلاج بالتنويم الإيحائي القدرة على الاستقلال والقدرة على مواجهة المشاكل بالإضافة إلى زيادة التغلب على العديد من المشاكل النفسية والتعامل معها بصورة صحيحة.

وتشمل المميزات الإيجابية للعلاج بالتنويم الإيحائي إلى درجة عالية من الاسترخاء وتقليل من نسبة التوتر والشد العصبي .

يوصي العديد من الأطباء والمعالجين النفسيين بأهمية استخدام العلاج بالتنويم الإيحائي كوسيلة علاجية فعالة لحياة افضل .

إن جميع حالات الإيحاء  لا تتم إلا من الشخص نفسه. ويختص دور المنوم على إرشاد وتوجيه الشخص إلى الإيحاء وكيف يصل إليه ويمارسه, وكيف يستفيد منه.

تجربة  التنويم المغناطيسي

وطرق  الإعداد  لها

بعد ممارستك للتمارين التي بيناها والتي  هي في حقيقتها مجرد مدخل أولي لان ممارسة التنويم تحتاج إلى خبرة نفسية عالية وتجارب كثيرة لا يكفي كتاب واحد لإتمامها مهما بلغ من العلمية والاتساق العلمي فالكتب والمحاضرات تقدم تعزيزا للسير في طرق العلم  وليس نهاية الشوط والتجربة ، لا أريد هنا تثبيط القدرات التي قد امتلكتها خلال سيرك في رحلة التنويم بل ادعوك إلى الوقوف طويلا قبل التجربة وليس الفشل في التجربة الأولى يعني الفشل ابدا ، بل هو بداية نجاح قادم .

( ابدأ من نفسك ) أول خطوة تخطوها في النجاح هو أن تبدأ من حيث ينتهي الاخرون ، والآخرون ينتهون بـ( النفس) ، إذاً عليك ان تبدأ انت  بالنفس وقتها ستعرف من هم ( الاخرون ) هذه هي القاعدة الذهبية في عملنا التطويري ، وفي الوقت الذي تكتشف فيه أفاق ذاتك ومجاهل نفسك وقتها تكون على استعداد للرحلة في مجاهل الأنفس الإنسانية الأخرى حينها سيكون النجاح حليفك بالتأكيد .

الغاية الأساسية من أحداث حالة التنويم، أو الغيبة التنويمية بمسمى آخر، عند العميل هي تجاوز العنصر المحلل والناقد للعقل الواعي للوصول مباشرة إلى العقل الباطني الخلاق لأحداث التغيير المطلوب لنظم معتقداته التي يعزى أليها الاضطرابات السلوكية والوجدانية والفكرية التي يشكو منها. وهذا يحدث بإعطاء العميل إيحاءات لفظية تساعده على الاسترخاء البدني والعقلي لأحداث الحالة ومن ثم العمل على تعميقها بصور ذهنية متخيلة للدرجة التي يحصل فيها توافق كامل بين العقلين الباطني والواعي يسمح لهما بالعمل معا وبانسجام لتقبل واستيعاب الإيحاءات الايجابية والمرغوبة لتشكل نظام معتقدات جديد يساعد على عملية التغيير. وعندما يكون الشخص في حالة غيبة تنويمية تكون قابليته للإيحاء عالية وقدرته على التخيل والتركيز قوية كما انه يكون أكثر استعدادا للتعاون واقل تحفظا؛ أي انه يتصرف بتلقائية وعفوية كبيرة . ([2])

الجلسة التمهيدية الأولى يحاول فيها المعالج خلق جو من الثقة والود والانسجام بينه  والعميل ومن ثم يقوم بأخذ تفاصيل الحالة التي يشكو منها. بعدها يقوم بشرح للتنويم وما يحدث أُثناء العملية ويصحح كل المفاهيم الخاطئة لديه عن العملية وذلك لاطمئنانه ولإزالة كل عوامل الشك والخوف والتردد. ومن بعد يقوم باختبار مدى استجابته الإيحائية وذلك بأجراء بعض الاختبارات التي توضح له مدى تعاونه واستعداده لإنجاح العملية.

المرحلة التالية يطلب من العميل أن يستلقى على ظهره أو يجلس على كرسي مستقيم الظهر ويريح نفسه بالكامل ويستعد للتنويم. وقد يطلب منه أن يثبت بصره على نقطة أو شيء محدد يختاره هو  ومن ثم  يعطى إيحاءات لفظية تساعده على الاسترخاء. ولتعميق الحالة قد يطلب منه أن يأخذ عدة تنفسات عميقة وبطيئة أو يطلب منه أن يتخيل بكل حواسه الخمسة منظرا يجلب له الهدوء والطمأنينة والراحة النفسية  ويقوم بتعميق استرخاء جسمه وعقله للدرجة التي تدخله في غيبة تنويمية عميقة. بعد ذلك يعطى العميل إيحاءات قوية لتقوية الأنا ولدعم الثقة ولمضاعفة دافعيته لتحقيق التغيير الذي يريده لنفسه. وقبل أن يخرج العميل من غيبته يعطى إيحاء انه سيكون في الجلسة القادمة أسرع وأعمق تنويما وأقوى عزيمة على تحقيق التغيير الذي ينشده.

الجلسة العلاجية الثانية بعد أن يستعرض المعالج مع العميل ما دار في الجلسة السابقة وما طرأ  خلال الأسبوع المنصرم، يقوم بتوجيهه بإيحاءات لفظية  لكي يدخل في غيبة تنويمية كما حدث في الجلسة السابقة ومن ثم يتبع  أسلوبا متعارفا في العلاج النفسي، قد يكون سلوكيا أو معرفيا أو تحليليا أو أحد تقنيات العلاج بالطاقة أو البرمجة اللغوية العصبية وذلك على حسب متطلبات الحالة وذلك لأزالتها أو تغييرها أو التخلص من أثرها النفسي أو السلوكي على العميل. ودائما يشرح للعميل  الوسيلة العلاجية  قبل بداية الجلسة.

وقبل أن يفيق العميل يعطى  إيحاءات لتدعيم العلاج وتحقيق التغيير المطلوب في الأيام التالية والى أن يحضر للجلسة القادمة.

نجاح العلاج يتطلب أن يكون العميل:

1- مقتنعا بالعملية.

2- راغبا في العلاج.

3- واثقا بإمكانيات وقدرات وخبرة المعالج.

4- متعاونا أثناء الجلسة ومتقيدا بالتعليمات بين الجلسات.

5- متفائلا ومتوقعا نتيجة ايجابية ومتصورا التغيير وقد حدث في النهاية. ([3])

ملاحظات حول التنويم  المغناطيسي

أولا :تلجأ التقنيات التنويمية لتخفيض الوعي في اليقظة مع استخدام الإيحاء أو بدونه إلا أن الإيحاء عند الكثير من الأخصائيين يعتبر الحجر الأساس في التنويم "إن كلاما ايجابيا معبرا ملفوظا بقوة، يكفي لأن يحدث ردود فعل سريعة وقوية في أذهان المستمعين ، وعليه نحتاج إلى تثقيف الصوت والإلقاء " ([4]) ، فبالإمكان  استخدام العوامل الميكانيكية والكهربائية التي تسهل عملية إحداث التنويم من ذلك مثلا الأثر ألاسترخائي الذي يحدثه ضوء مصباح كهربائي ازرق اللون منخفض ألواط أو ما يؤثر به الإنصات إلى الموسيقى الحالمة أو الإنصات إلى إيقاع يدق ( 50 دقة في الدقيقة ) ([5]).

ثانيا: إن التنويم المغناطيسي هو نوع من النوم حيث يشير تخطيط المخ الكهربائي على ان المخ في حالة يقظة تامة، إي أن شكل التخطيط يكون بشكل ألفا بموجات تتراوح من 8 الي 12 موجة في الدقيقة وهو ما نراه في حالات اليقظة والوعي الكامل.

ثالثا: التنويم هو عملية يقوم بها الشخص المنوم ليؤثر خلالها على العميل ويدخله في حالة نوم أو غيبوبة مغناطيسية. هذه عبارة غير صحيحة فانه لا يوجد هناك شخص يؤثر على الأشخاص الآخرين ويجبرهم أو يدفعهم إلى حالة نوم مغناطيسي، فكل ما هنالك، ان الشخص المستعد لأن ينوم تنويما مغناطيسيا يكون مستعدا وموافقا على إرشادات وتعاليم الشخص المنوم ويدخل بعدها في حالة غيبوبة مغناطيسية وهذا ما يقوم به الإيحاء .

رابعا: ان بعض المصابين ببعض الحالات النفسية خصوصا العصبية. مثل حالات الهستيريا، قابليتهم للتنويم عالية ولكن معظم المصابين بالأمراض النفسية الشديدة الذهنية مثل الشيزوفرينيا ومرضي الهوس والاكتئاب الشديد تكون قابليتهم ضئيلة جدا للتنويم، وأحيانا غير ممكن تنويمهم.

خامسا: الدخول في الغيبوبة في حد ذاته لا يشكل اي علاج لاي حالة نفسية ولكن الطبيب النفسي الخبير يستطيع استخدام هذه الغيبوبة بحيث يعطي العميل بعض الإرشادات والنصائح التي يمكن استخدامها لتحسين حالته النفسية.

سادسا: لا وجود لأي رد فعل عكسي أو خطورة بأي شكل كانت من الدخول في الغيبوبة المغناطيسية وقد يستغل بعض الأشخاص لأغراض خبيثة وهذا الضرر لا يأتي من التنويم في حد ذاته ولكنه يأتي من الشخص الذي يستغل هذه الظاهرة لأغراضه الشخصية.

سابعا: ان السلوك المميز للشخص المنوَّم مغناطيسيا يمكن فهمه اذا نحن قارناه بالشخص الذي يحلم فهناك علاقة وثيقة بين حالة الحلم وحالة التنويم ([6]) وتقف بعض اتجاهات علم النفس ضد التنويم المغناطيسي لأن المعالج يمكن أن يوحي للشخص المنوَّم بإيحاءات ليست في صالح هذا الأخير، أو أن تحل بعض الأعراض العائدة للتنويم مكان أعراض سابقة. بمعنى آخر، يمكن للمعالِج أن يُسقِط جزءاً من اضطراباته على المعالَج. وتبقى عملية التنويم المغناطيسي غير واضحة تماماً. لقد قال (شاركو) بأن التنويم المغناطيسي يخلق هستيريا مصطنعة عند المنوَّم عن طريق إحداث انقسام وظيفي في الشخصية. وقد وصفه بعضهم بأنه نوم جزئي ناجم عن تثبيط جزئي لوظائف الدماغ !. وبعضهم يقول بتوقف الفعّالية الدماغية أو تغييرها. أما فرويد من جهته فقد رأى في التنويم المغناطيسي أحد تنويعات التحويل transfer ليس إلاّ ، ويعزو العالم النفساني باربر، تأثير الإيحاء التنويمي إلى إعادة بناء إدراكي معرفي مؤكدا أن الظواهر المتأتية عنه يمكن ان تفهم من ضوء مبدأ واحد هو أن الشخص الصالح للتنويم يتقبل كلمات المنوِّم باعتبارها مقررات حقيقية فهو يدرك ويتصور الحقيقة كما يحددها ذلك المنوِّم([7])

ثامنا: يجمع علماء النفس والمختصون بالتنويم ان حالات النوم ومدتها تتصل بكيفية سير العملية ومراحل العمق فيها. لذلك قسموا النوم إلى ثلاث حالات. تبدأ الحالة الأولى بالإغفاءة البسيطة التي لا تزيد على 15 إلى 20 دقيقة حيث ترتخي العضلات. والحالة الثانية يزداد النوم عمقاً أكثر من الحالة الأولى فيتراوح زمنها من نصف ساعة إلى ساعة والحالة الثالثة هي النوم العيمق الطويل الأمد الذي يوحي إلى النائم بان يواصل نومه عدة ساعات أو أيام بلياليها وان لا يستيقظ من نومه إلا في فترات يحددها المنوم لقضاء حاجته من تناول الطعام وغيرها من الحاجيات ثم يعود بعدها إلى النوم ثانية. وقد تستغرق أمثال هذه الجلسات عدة شهور حسب فاعليتها ومدى تحسن أحوال العميل وتقدمه نحو الشفاء التام.([8])

تاسعا : يحدث تقليص للمنبِّهات السمعية والبصرية المحيطة بعد أن يتم جذب انتباه الشخص إلى شيء أو فكرة ما. وتُستعمَل عادة الأغراض اللامعة والإيحاءات الكلامية والحركية، فيدخل الفرد في حالة انتقالية تتنوع بتبدِّياتها ودرجة عمقها. ويصبح الفرد قابلاً لتلقي إيحاءات وتنفيذ أفعال لا يتذكر منها شيئاً عند استيقاظه. يمكن أن ينفِّذ بعض الأمور بعد الاستيقاظ دون أن يعلم أن الإيحاء بها قد تم أثناء التنويم، فالتنويم هو رقاد ناقص ينجم عن الإيحاء وهو ليس رقادا كاملا فالشعور لا يشرد لكنه يسترخي ويحتفظ بقدرته على الانتباه والتركيز وأما المدركات الحسية فتبقى قائمة ولا تفقد العضلات حيويتها الأمر الذي يتيح للنائم مغناطيسيا المشي والوقوف وتنفيذ
الأوامر ([9])  .

عاشرا: يمكن للتنويم المغناطيسي أن يكون فعالاً في معالجة حالات مختلفة ومعالجة بعض الأمراض النفسية الجسدية (الربو، ارتفاع التوتر الشرياني، الخ) وفي بعض الحالات من الممكن استخدام التنويم المغناطيسي كأحد أنواع العلاج التي تستعمل في العلاج النفسي، فأول خطوة هي في اختيار العميل الملائم، خاصة الذين يتقبلون التنويم بصورة سريعة، وبإمكانهم التأثر بها، فان ارشدوا إرشادات فيها نفعهم أثناء التنويم فإنهم سوف يستفيدون أكثر من هذا النوع من العلاج.ان طريقة الإيحاء التي تستخدم في هذه الحالة تفيد العميل لاستعادة أشياء وحوادث قد تكون حدثت في طفولته والتي سببت مرضه وباستعادة هذه الأشياء يستطيع الطبيب تشخيص العلاج اللازم .

احد عشر: يجب عدم التسرع في إدخال الشخص إلى مرحلة التنويم لان هذا يسبب إجهادا عليه يجب ان تكون متأنيا وان تأخذ الجلسة تمهيدا ويفضل أن تكون هناك جلسات إيحاء سبقت جلسة التنويم وذلك للتأثير الايجابي على حالة الشخص ولتهيئته لمرحلة التنويم التي ستليها .

اثنا عشر :إن الفشل في التجربة  الأولى لا يعني انك غير مؤهل لممارسة التنويم بل عليك دراسة كل تجربة تقوم بها مسجلا كل الملاحظات كي تتجنب الوقوع بالاخطأ مستقبلا .

 المؤشرات الدالة على التنويم

ارتخاء العضلات واحيانا يدخل في حالة التخشب .

تغير لون الوجه واليدين الى اللون الشاحب .

بطء في التنفس .

رجفان الجفن او الدخول في حالة الرومشة وهي شبيهة بحالة الحلم عند النائم .

تغير في وظيفة الابتلاع .

قد يحدث انتفاخ في حجم الشفة السفلى .

أحيانا يسخن جسم الشخص المنوم .

وبشكل علمي دقيق يمكننا ان نقسم الظواهر الناتجة عن التنويم الى "ظواهر فسيولوجية وظواهر نفسية وهذه الظواهر اما تلقائية او نتيجة للايحاء المباشر تحت التنويم"([10]) كما ذكرناها في صفحة (26)

الظواهر التلقائية :

أ/ ظواهر نفسية .

1-زيادة القابلية للايحاء .

2- الالفة مع المنوم المغناطيسي.

3- فقدان الذاكرة المصاحب للتنويم العميق .

4- القدرة على الاتصال بالعقل الباطن .

ب/الظواهر الفسيولوجية .

الاحتفاظ بدرجة من الوعي بالمقارنة لحالة النوم الطبيعي .

التصلب الكتاتوني .( وهو التوقف عن الاتيان بأي حركة او تحريك أي جزء من الجسم )

تغيرات في الجهاز التنفسي(انخفاض في سرعة التنفس).

ضيق مجال الرؤية .

الظواهر النتاجة عن الايحاء المباشر تحت التنويم :

أ/ظواهر نفسية

1-فقدان الذاكرة.

2- التغيرات الانفعالية .

3- التغيرات الادراكية.

4- النكوص السني (أي المقدرة على إرجاع المنوَّم إلى أي سن عمري عاشه سابقا )

ب/ظواهر فسيولوجية .

تغيرات في الجهاز العصبي الحسي.

تغيرات في الجهاز العصبي الحركي .

تغيرات في الجهاز العصبي اللارادي .

تغيرات جلدية .

وقد ذكر الأستاذ الدكتور د. زهـير بن حسن خشيم المعالج بالتنويم المغناطيسي وبرمجة الهندسة العصبية الدمام – السعودية ملاحظات مهمة عن التنويم نشرت على موقع الفلق الالكتروني جاء فيها:

1- أن ظاهرة التنويم ظاهرة نفسية طبيعية قريبة الشبه بحالة النوم الطبيعي ولكن الفرق بينهم هو أن النوم يتم من خلال عناصر ذاتية داخلية أما التنويم فهو أحداث تلك العناصر نتيجة لتأثيرات خارجية و كثيرا ما يطلق علية اسم النوم الاصطناعي ولا يخلو إنسان من درجة من درجات الاستعداد لهذا النوم وان اختلفت الدرجة, ولذلك فهي ظاهرة طبيعية وليست مرضية.

2 -  لا يمكن ممارسة التنويم إلا بموافقة الشخص و رغبته في الدخول في هذا النوع العلاجي ولا يمكن إدخاله قهرا في حالة من التنويم وهذا ما تشير إليه الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة حول اهمية الموقف الايجابي المسبق للتجربة التنويمية  .

3- لا يفقد الشخص المنوم وعيه أو شعوره كاملا على أن يظل متحفظا بقدر من الوعي و قسط من الإدراك تجعله يدرك ما يحيط حوله أثناء العملية التنويمية. و القول بأن العميل يفقد إرادته تحت التنويم أمر غير حقيقي خطأ شائع و غير علمي وقد أثبتت الكثير من الدراسات عن صحة ذلك فالانفصال يكون جزئي وليس كامل. وهذا ما أكدته العديد من الدراسات والأبحاث أمثال د/ دلبوف و برنهايم و ليجو ومول في أن الشخص النائم يتمتع بقسط كبير من الإرادة وقوة المقاومة , وان القول بسلب الإرادة كاملة تصور خاطئ وغير علمي.

4- العلاج بالتنويم المغناطيسي  له قواعد علمية محدده و قد أوصى به الكثير بممارسته لما له من فائدة تعم على العميل و بخاصة العميل الذي يصعب التعامل معه دوائيا لظروف صحية مثل الحمل و ... الخ.

5- تدل الأبحاث و الدراسات العلمية أن التنويم ليس خطرا مثلما يعتقد الكثير و ذلك لما له من فوائد علاجية تعود على العميل ، كما انه لم  ترد حالات عن خطورة التنويم لاسيما إذا تمت ممارسته تحت إشراف معالج متخصص وتحت إشراف طبي.

6- بمراجعة المراجع الأساسية في علم النفس ألسريري و الطب النفسي وجود دراسة للتنويم دور لا يمكن إغفاله في العملية العلاجية وان فائدته متعددة بل أن الأبحاث الامبريقية (الميدانية التجريبية) أثبتت فاعلية في تخفيف وطأة ضغوط الحياة اليوميةمن خلال , التعرف على فجوات الذاكرة و التي تكون سببا في بعض الأعراض النفسية و إضعاف آثار خبرات الخوف المؤلمة مع زيادة قدرة الشخص في التعامل مع أحداث الحياة بالإضافة إلى أنها طريقة مثالية لعلاج بعض الاضطرابات شديدة التعقيد مثل الاضطرابات الانشقاقية واضطرابات الجسدية والمخاوف واضطرابات القلق العام.
وهذا ما اكده كل من : برنارد وبراون و دايون و جنواي و سيلفا ...الخ

7- يستخدم العلاج بالتنويم كأحد المداخل العلاجية الهامة مع الفنيات والأساليب العلاجية الأخرى حيث يصبح المدخل التكاملي و النظر للإنسان من مدخل بيولوجي نفسي اجتماعي وهو المنهج الذي تتبناه  WHO منظمة الصحة العالمية .

يؤدي إلى خلق أفضل ظروف حياتية للمريض النفسي و العقلي وقد أجريت العديد من الدراسات التجريبية ، أثبتت فاعلية العلاج بالتنويم المغناطيسي المصاحب للعلاجات النفسية والطبية الأخرى وقد وصل الأمر إلى قيام البعض أمثال Wadden & Anderson 1982 باستخدام العلاج بالتنويم المغناطيسي .

8- أن العلاج بالتنويم المغناطيسي مثله مثل جميع أنواع العلاجات النفسية الأخرى بل و الطبية أيضا و أن المبرر في أن هذا النوع من العلاج ( من المحتمل أن يساء استخدام) مثل المشرط لدى الجراح الذي يحتمل أن يستخدمه في غرض آخر غير العلاج كذلك بعض أنواع الأدوية يمكن أن يساء استخدامها كما يحدث لدي بعض المدمنين .

فالموضوع هنا سوء ممارسة مهنية وليس فرضيات  مسبقة ولذلك أرى أنه طالما العلاج بالتنويم المغناطيسي أسلوب علاجي يستخدم في غالبية دول العالم و يخضع للقوانين و الشروط المحددة و الملائمة لممارسته وانه أداة علاجية معترف بها من قبل الهيئات العلمية والجمعيات الدولية مثل الجمعية الأمريكية للطب النفسي و الجمعية الملكية البريطانية للطب النفسي وكذلك الجمعية الأمريكية لعلم النفس والجمعية البريطانية لعلم النفس ..الخ من هيئات ومنظمات كبرى لها شأنها في مجال علم النفس والطب النفسي.

ويمكن وضع أسس وقواعد عامة تحدد ممارسة مهنة العلاج بالتنويم المغناطيسي أسوة بباقي الأساليب العلاجية الأخرى وهي كالتالي .

- أن تحول الحالة من قبل طبيب نفسي .

- أن تستبعد جميع الاضطرابات الذهانية الحادة بخاصة اضطرابات الضلالات ( الاوهام).

- أن تستبعد جميع الحالات والإصابات العضوية.

- أن تخضع قواعد الممارسة إلى نفس القواعد المهنية التي تحكم العاملين بالمهن النفسية مثل احترام خلفية العميل الثقافية والدينية و الاقتصادية والاجتماعية الذي ينتمي إليها والمحافظة على إسراره  الشخصية .

- أن تخضع جميع ممارسات التنويم المغناطيسي إلى أسس علمية مقنعة وليس إلى أهواء ذاتية أو شخصية .

ومما سبق يتضح ضرورة الترخيص لممارسة مهنة العلاج بالتنويم المغناطيسي وفقا للمعلومات السابقة حيث أن الأمر لا يخضع إلى رغبات أو أضرار شخصية بقدر ما هو علم منتشر في جميع أنحاء العالم وله الكثير من المراكز و الجمعيات النفسية الدولية للتعريف به ولا يتم ممارسة هذا العلاج مثله مثل العلاجات الأخرى إلا داخل المستشفيات والعيادات النفسية.

9- باستخدام العلاج بالتنويم المغناطيسي تكون هناك نقلة كيفية و كمية في تطور مهنة العلاج النفسي حيث أن هذا النوع من العلاج جزء لا يتجزأ من الأساليب و الوسائل العلمية والفنية في معظم دول العالم و أن الكثير من الجامعات و المعاهد تمنح درجة الدبلوم و الماجستير و الدكتوراه في هذا النوع من العلاج.

ولقد سجلت أرقى المستشفيات الحديثة نجاحا مذهلا في هذا المجال ويستخدمه أشهر العلماء والمعالجين النفسيين الاستشاريون في مجال الارشاد النفسي وعلم النفس عامة والطب ، وبذلك ازداد الاستعداد لقبول هذا العلاج من قبل المجتمع ([11])

 

يتبع في الحلقات القادمة



([1]) المعالجة النفسية بالطرق الطبيعية بقلم  نبيل محسن نشر في موقع معابر

 

([4])بول  جاغو ص 85

(2) سكوت موس و وسيلي رايمونز ص 25

(1) سكوت موس و وسيلي رايمونز ص 109

([7]) سكوت موس و وسيلي رايمونز ص 76

([8]) جلال حسن  جريدة المدى

(1) بيير داكو استكشاف أغوار الذهن والتنويم المغناطيسي ترجمة رعد اسكندر و اركان بيثون  ص 13 دار التربية العراق 1988

(1) الدكتور عباس محمود عوض : علم النفس الفسيولوجي ص 153 .

([11]) ولاهمية التنويم المغناطيسي فان دولة السويد أدخلت التدريب على التنويم ضمن برامج مدارسها عام 1981 وتعتبر بذلك اول دولة في العالم قامت بإدخال التنويم ضمن برامج مدارسها




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات