التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية
شريف هزاع شريف
الحلقة (7) من كتاب التنويم المغناطيسي
هذه حلقات من كتابي ( التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية ) الذي كان قد نشر في العراق وهي طبعة جيدة وتختلف عن الطبعة السورية التي صدرت عن دار الرضوان ، وتوخيت نشره في مدونتي لكي تصل معلوماته الى من يهتم بهذا العلم وبتطوير النفس البشرية ..
ملاحظة:
لا يمكن الحصول على النوم المغناطيسي الكلي إلا عند 10 أشخاص من كل 100 تقريباً ، ويمكن الحصول على نوم مغناطيسي جزئي عند 40 شخصاً من كل 100 ، ولكن الإيحاء يؤثر بسرعة تكثر أو تقل على جميع الناس تقريباً بشرط أن يمارس بذكاء وبالتكرار ..
تمارين تنمية الطاقة
إن كل تمارين التأمل والاسترخاء إذا صاحبتها إيحاءات لتحفيز الطاقة تأتي بالنتيجة المتوخاة وما علينا سوى المتابعة والاستمرار وسنجد علامات التطور واضحة المعالم بعد حين ربما بعد الجلسة الأولى ستجد الفرق في نفسك قبل التمرين وبعده فكيف اذا ما استمرت التمارين حتى الوصول الى اكتساب أعلى مستويات الطاقة النفسية ؟.
1- تقنية البطارية الكونية The Cosmic Battery Technique ([1]).
أستلقي على ظهرك على الأرض بحيث تحس بملمس الأرض العارية سواء كانت أرض الحديقة أو أرضية الغرفة ، دع ذراعيك يستلقيان إلى جنب ، بحيث يكون باطن الكفين إلى الخارج جهة السماء ، ودع ساقيك يمتدان إلى أقصاهما بحيث يلامس كعب القدم الأرض وينفتح باطن القدم قليلاً صوب السماء .
1- أغلق عينيك وتنفس بعمق وحاول أن تفرغ ذهنك من كل الأفكار ، عبر انشغالك بالتنفس ومتابعة الأوكسجين الذي يدخل إلى الرئة حاملاً الصحة والحياة والزفير الذي يخرج آخذاً معه التوترات والخمول والتعب .
2- بعد ثوانٍ أو ربما دقائق من هذا التنفس العميق والتأمل في دخول النفس وخروجه ، ستشعر بأن جميع الأفكار الأخرى قد ولت هاربةٍ وعاد الذهن صافياً رائقاً ، أستشعر صفاء ذهنك وكن واعياً له ومستمتع به ، عندما تستشعر أنك مسترخ قم بالتنفس بشكل أعمق بحيث تفرغ الرئة بالكامل من الهواء وتعيد ملئها بالكامل أيضا ، إنما أفعل هذا بتلقائية وحسب الإيقاع الطبيعي للتنفس إنما فقط بشكل عميق وهذا هو المهم ، أفعل هذا لعشر مرات .
3- إذا كنت تمارس التمرين في الخارج أفتح عينيك وتطلع إلى السماء بشمسها ( إن كان الوقت نهاراً ) أو نجومها ( إن كان الوقت ليلاً ) ، أما إن كنت تمارس التمرين في الداخل فأغلق عينيك وقم بتخيل الشمس أو النجوم والقمر أمام شاشة الذهن أو جفن العين من الداخل .
4- تخيل هذا الذي في السماء الآن ( الشمس وأشعتها الفضية التي تملأ الكون ) أو النجوم والكواكب والمجرات والأقمار التي لا تعد .تخيل كل هذا وأستعرضه في ذهنك وأنظره كصور متلاحقة تملأ شاشة الخيال ، تخيل هذه السعة الرهيبة للكون وهذا الجمال العظيم والإبداع الرهيب في الخلق وهذا التنوع المفرط وتلك القوة الجبارة التي لا تحد ولا تُعد ، إبق في حالة تخيل لكل هذا لأطول فترة ممكنة .
5- الآن أفرد أصابع كفيك على سعتهما وشد أصابع قدميك إلى الأعلى وتخيل نفسك وأنت تتلقى فيوض الطاقة الكونية بأصابعك المشرعة وكأنها هوائي رادار أو جهاز استقبال للأمواج الكهرومغناطيسية … تخيل أن الطاقة الكونية تهبط متسللة عبر أطراف أصابع يديك وقدميك … كرر تخيل أطرافك وكأنها هوائيات ( مهم جداً ) وتخيل أن الطاقة الكونية تتسرب عبر أطرافك لتملأ جسمك بالطاقة والحيوية والصحة والقوة .
6- تنفس بعمق ومع كل جرعة أوكسجين تأخذها رئتيك ، تخيل نفسك وأنت تتجرع شحنة هائلة من الطاقة الكونية ، تخيل جسدك وكأنه بطارية كونية تشحن من هذا الفضاء العظيم الذي لا يحد .
7- قل لنفسك بصوت مسموع أو في داخلك " إنني اشحن نفسي بالطاقة الكونية مع كل نفسٍ أرتشفه ، إن طاقتي الكامنة تتسع وتكبر وتنمو بشكل رهيب ، إنني أغدو أقوى ، أكثر شجاعةً مع كل نفسٍ أتلقاه ، إن وعيي بتنامي بهذه القوة التي تكبر وتكبر وتنمو بسرعة ، إنني أتخلص شيئاً فشيئاً من خجلي وعدم ثقتي بنفسي ، إنني واثق بقوتي وواثق من شخصيتي " .
8- في هذه المرحلة التي ستكون فيها قد بلغت اليقين من إنك قوي ، تنفس بعمق أكبر وأكبر وانتبه إلى هذه الطاقة التي بدأت تعتلج في داخلك ( مهم جداً أن نعي وننتبه لمظاهر القوة لأن هذا سيعززها أكثر فأكثر ) .
9- قل لنفسك الآن : " بمثل هذه البطارية القابلة لإعادة الشحن مرات ومرات وبلا انقطاع ، يمكنني أن أجمع كل طاقات الكون في داخلي ، وبالتالي يمكنني أن أمتلك القوة على فعل كل شيء ، طاقة الكون فيّ كطاقة الشمس والريح والكواكب ، أنا قوي ، أنا قوي للغاية ، أنا أملك إرادة قوية وبمثل هذه الإرادة وبمثل هذه البطارية الكونية العظيمة القادرة على تلقي الشحنات الكونية الجبارة ، بمثل هذا لا يبقي في داخلي أي شعور بالخوف أو الخجل أو الضعف أو التردد ، ليس إلا القوة والشجاعة والثقة العظيمة بالنفس ، أنا أعرف أنني لن أكون من الآن فصاعداً متردداً أو خجولاً أو خائفاً ، لأن ليس لمثلي أن يخاف أو يخجل أو يتردد ، أنا قوي ، أنا قوي ، أنا قوي …" .
10- الآن قرب بين كفيك وأشبك الأصابع ببعضها ، وقرب القدمان إلى بعضيهما بحيث تلتصقُ القدمان ويتلامس الإصبعان الكبيران وتنطبق الساقان والفخذان على بعضيهما ، الآن تخيل أن كل هذه الطاقات الكونية التي تلقيتها من الفضاء الكوني الخالد الفسيح أنها تسري في جسمك في دورةٍ لا تنقطع ولا يتسرب منها شيء إلى الخارج ، لأن الدائرة مغلقة انت البداية والنهاية.
11-كرر لنفسك الآتي : " جسمي مثل البطارية المتكررة الشحن ، جسمي بطارية مشحونة بالكامل بالطاقة ، إنني أفيض بالطاقة الكونية العظيمة ، إنها تغمرني وتشع من كل مسامات كياني .
12- إذا كانت عيناك مغلقتان ، أفتحهما الآن ، أنهض واقفاً ، ارفع جسمك على أصابع القدمين مع رفع ذراعيك إلى الأعلى ، تنفس مجدداً بعمق وقل لنفسك الإيحاء التالي : ( أنا ممتلئ بالطاقة ، أنا مشبع بالطاقة ) .
13- إذا كان ممكناً ولم يكن لديك مانعٌ صحي ، يمكنك أن تأخذ حماماً ساخناً ( ليس فاتراً بل ساخناً إنما بدرجة معقولة ) ، ثم أعقبه بحمام بارد ، بهذا ستختبر الديناميكية التي تولدت فيك عقب هذا الشحن الكوني لبطاريتك( جسمك ) .إذا كان خجلك أو ترددك ذو جذور عميقة جداً في عقلك الباطن ، وبحيث يتكرر دائماً وفي كل موقف تقريباً ، في هذه الحالة كرر التمرين مرتين في اليوم الواحد ( واحدة في الصباح وأخرى في المساء ) ولمدة ثلاث أو أربعة أسابيع ، لكن لو كان ضعفك أو ترددك وخجلك لا يظهر إلا في حضور ناس معينين ولمرات قليلة ، فلا تحتاج إلا لتكرار التمرين لمدة أسبوع أو بالكثير عشرة أيام ، ولمرتان في اليوم أيضا .
2- من التمارين المستخدمة في استشعار الطاقة تمرين الكفين المفتوحين ويتلخص بما يأتي :-
قف منتصبا ومد ذراعيك ببطء إلى الأمام وأنت مغمض العينين وأفرد أصابعك ببطء ثم ضمها إلى بعض ، موحيا لنفسك انك تقوم بسحب الطاقة من المحيط الجوي وكأن الطاقة تدخل منسلة من أصابعك وكأنها خيوط ضوء تتغلغل إلى جسدك بالكامل وبعد برهة من الزمن ( 15 دقيقة) اسحب الكفين أليك وقربهما من بعض والأصابع ملتصقة مع بعضها إلى مسافة 5 سم وان لا يبتعدان أكثر من 10 سم مع إغماض العينين ستجد ان هناك طاقة تتحفز بينهما وكأن توهج هذه الطاقة قد لا يتم ملاحظتها في البدء ، لكن بالتدريب سنجد اننا قادرين على استشعارها ، وبزيادة الطاقة سنشعر بوجودها حتى وان كانت يدانا متباعدتين عن بعضهما كما يمكننا ان نستخدم هذا الأسلوب لمعالجة الأمراض بتقريب الكفين من منطقة الألم .
تمرين النور الذهبي
وهو من ابتداع (اوشاوا) ([2])
يشير اوشاوا إلى تقنية مهمة جدا في ممارسة التأمل ألا وهي تقنية ( النور الذهبي ) وتستخدم هذه الطريقة مرتين ان أمكن في اليوم في الصباح الباكر قبل نهوضك من السرير وفي الليل عند خلودك للنوم ولمدة عشرين دقيقة وطريقة هي :حين تستيقظ لا تغادر الفراش بل ابقي عيناك مغمضتين وأنت مستلق على ظهرك ثم خذ شهيقا عميقا يملى الرئتين متخيلا ضوءا ساطعا كالشمس يدخل من راسك إلى جسدك نور ذهبي جميل ودافئ يشحنك بالطاقة والحيوية والنشاط ينصب فيك ويتغلغل إلى أعماقك ثم يخرج من أصابع قدميك.
وعند طرحك للزفير تخيل طاقة الليل المظلمة تدخل من أصابع قدميك متجهة نحو الأعلى تملئك بالطاقة الهائلة والقوية تهدئك وتملئك بالراحة والطمئنينة والسكون .
يقول اشاوا إن الاستمرار على هذا التمرين لمدة شهرين يحرر الطاقة الايجابية التي نملكها وتوسع مقدرتنا على استخدامها بشكل جيد فضلا على أنها تكون من أفضل التمارين للعلاج من الأمراض . ([3])
ان هذه التقنية التأملية تساعدنا بشكل جيد على تطوير طاقاتنا الداخلية وهي إيحاء لاكتساب طاقات ايجابية تساعدنا على الدعم الذاتي الذي نحتاج فان أساس العمل في مجال الطاقة هو مقدرتنا على الإيحاء الذاتي أولا لكي نتمكن من القدرة على الإيحاء الموجه للآخرين لذا من الواجب القيام بالتمارين التي تنمي القدرة على تحرير الطاقة الايجابية كما أنها تساعد وبشكل ممتاز على معالجة الأمراض والحالات النفسية والعادات السيئة يمكن لمستخدمي هذه التقنية ان يعالجوا الأمراض النفسية والعضوية من خلال وضع منهج يومي لمدة شهرين يحاولون فيه تقوية الإيحاء الداخلي الموجه لدفع المرض خارجا أو استجلاب الطاقة إلى الداخل .
تطوير الطاقة عن طريق N.L.P [4]·
التنمية البشرية او تنمية الذات جزء مهم من ادارة الذات وادارة الأخر وهو امر مهم في ممارسة التنويم المغناطيسي ، فالمنوم المغناطيسي يجب ان تكون له دراية كافية بالسبل التي تؤهله للخوض بهذه التجربة بنجاح ، فالقدرة على معرفة النفس وأهدافها يسهل للفرد عملية صياغة الأهداف المهمة في حياته وإدارة الاولويات الضرورية للوصول الى جزء مهم من الشخصية الإنسانية الا وهو ( الابداع ) والتنويم المغناطيسي في حقيقته اعادة برمجة للوعي واللاوعي من خلال معرفة المرشحات النفسية والمعوقات التي تواجه النفس ، وبتطور العلوم الإنسانية والنفسية ولدت الكثير من الفرضيات والفنون التي تعمل على تطوير النفس وعلاجها ، من بينها علم البرمجة اللغوية العصبية وهو من العلوم المعاصرة التي قدمت الكثير في هذا المجال فكان لابد من المرور عليها للتعريف بمحتواها وأهميتها .
البرمجة اللغوية العصبية تسمى أحيانا بعلم الهندسة النفسية اللغوية أو هندسة النجاح أو علم إدارة العقل أو علم برمجة العقل البشري.
كلمة Neuro تعني عصبي أي متعلق بالجهاز العصبي :
الجهاز العصبي هو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأدائه وفعالياته :- كالسلوك ، والتفكير ، والشعور .
كلمة Linguistic تعني لغوي أو متعلق باللغة :
اللغة هي وسيلة الاتصال مع الآخرين وهي في جوهرها جملة الأفكار والسلوك والتعبيرات المندرجة تحت الألفاظ والجمل .
كلمة Programming تعني برمجة :
البرمجة هي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الإنسان عن طريق اللغة، أي برمجة دماغ الإنسان وفق مبادئ التكرار او التدريب على الابتكار والإبداع او التصنيع او الاختزال ....الخ . و تستند البرمجة ككل على التجربة والاختيار ، وتقود إلى نتائج محسوسة ملموسة. فالبرمجة اللغوية العصبية تنظر الى قضية النجاح والتفوق على انها عملية يمكن صناعتها ، وليست وليدة الحظ أو الصدفة . ذلك أن إحدى قواعد الهندسة النفسية تقول : أنه ليس هناك حظ بل هو نتيجة , وليست هناك صدفة بل هناك أسباب ومسببات . . ووظيفة البرمجة هي :
1- التغيير .
2-التأثير .
تغيير النفس اولا ، والمحاولة لتغيير الغير ..
والبرمجة ترتكز على ما أهمل من جانب ( علم النفس ) أي طرق العلاج فعلم النفس يناقش التشخيص ووضع الحلول دون أن يبيّن الكيفية .. أما البرمجة اللغوية العصبية فتناقش الكيفية وتهتم بها .. كما أن علم النفس يدرس السلبيات وأسبابها وكيفية التخلص منها أما الـ NLP فيدرس الإيجابيات وكيفية الوصول إليها .
يمكن تلخيص أهم الفوائد من علم البرمجة اللغوية العصبية وكما يلي :
1- فوائد ذاتية - اكتشاف الذات وتنمية القدرات .
2- صياغة الأهداف و التخطيط السليم لها .
3- بناء العلاقات و تحقيق الألفة مع الآخرين .
4- اكتشاف البرامج الذاتية والعادات الشخصية و تعديلها نحو الأفضل .
5- تحقيق التوازن النفسي خاصة فيما يتعلق بالأدوار المختلفة للإنسان .
تعتمد البرمجة اللغوية العصبية على مبادئ منها التكرار فحين أقول لنفسي دوما ( انني املك طاقة ايجابية واقدر على تغيير طاقتي العقلية في زيادة وتطور ... الخ ) فهذا يعني أنني وجهت رسالة من هذا التكرار الى العقل الباطن الذي سيبرمج الى العمل وفق هذه الرسالة حتى وان كانت قصيرة الا ان عامل التكرار له الدور في تنفيذها كما وتقدم البرمجة اللغوية العصبية طرقا في فهم الأخر ونظامه العقلي وهذا يؤهلنا الى ان نستخدم معه الطرق الاكثر نجاحا للعلاج اذا خضع للتنويم فربما يحتاج الشخص الى الإيحاء الذي يعتمد على تشكيل الصور البصرية او على الصور الحسية او الحركية او السمعية لذا تقدم الـ NLP الكثير في فهم الأنظمة العقلية الإنسانية واليك بعض من دعائم هذا العلم :
إن العقل الباطن لا يعقل الأشياء مثل العقل الواعي فهو ببساطة يخزن المعلومات ويقوم بتكرارها فيما بعد كلما تم استدعاؤها من مكان تخزينها . فلو حدث أن رسالة تبرمجت في هذا العقل لمدة طويلة ولمرات عديدة مثل أن تقول دائما في كل موقف … أنا خجول أنا خجول … أنا عصبي المزاج , أو أنا لا أستطيع مزاولة الرياضة , أنا لا استطيع ترك التدخين …. وهكذا فان مثل هذه الرسائل ستترسخ وتستقر في مستوى عميق في العقل الباطن ولا يمكن تغييرها , ولكن يمكن استبدالها ببرمجة أخرى سليمة وايجابية .([5])
اولا :ينبغي قبل التواصل مع العقل الباطن تحديد الهدف بوضوح ، وبساطة ، وبصيغة الحاضر( كأن يكون الهدف زيادة الثقة بالنفس، إزالة شعور سلبي ، زيادة الحماس لتحقيق هدف أو عمل معين ، الرغبة في إنجاز عمل معين الخ ) بمعنى عدم إدراج عبارة للمستقبل مثل ( سأشعر بالراحة ولكن يقول بدأت أشعر بالراحة ) فالأول للمستقبل والثاني للحاضر وكذلك عليه أن يحذر من استخدام أدوات النهي لأن العقل الباطن يرفض الضغط والقهر فلا يقبل أن يبرمج مثلاً ( لا تستسلم للإحباطات) وأفضل منها أن يبرمج ( أنا واثق من نفسي ، أقاوم الإحباطات الخ ( ولكن لا يعني ذلك أنه يرفض كل الرسائل المبدوءة بالنهي ، بدليل قبولنا للمنهيات الواردة في القرآن والسنة لأنها لا تشعرنا بالضغط والقهر ، بل نعلم أنها من لدن الحكيم الخبير ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ - الاية 14 - سورة الملك) ولكنه يرفض فقط ما يشعره بالضغط والقهر.
ثانيا: يستحسن كتابة الهدف المراد برمجته في العقل الباطن وكتابة أسباب قوية وعديدة تدفع الشخص لتحقيق ذلك الهدف فالأشخاص الذين يقومون بإدراك أدائهم الجيد في الحياة يكونون أكثر تفاؤلاً وثقة عندما يتعلق الأمر ببعض التحديات الجديدة ([6]).
ثالثا:قراءة الهدف وأسبابه باستمرار حتى يألفها العقل الواعي ومن ثم ينقلها للعقل اللاواعي وبالتكرار يتم برمجته في العقل اللاواعي .
الأصناف البشرية حسب قواعد NLP
تصنف البرمجة اللغوية العصبية الناس إلى أصناف باعتبارات مختلفة لكل منهم استراتيجية معينة في التفاعل و الاستجابة للمؤثرات الداخلية و الخارجية و بالتالي يمكن أن نعي منبع تصرفات الناس و نعرف أقرب الطرق لتحقيق الألفة معهم وكسبهم و التأثير الإيجابي فيهم ، و من هذه التصنيفات :
تصنيف الناس بحسب جوانب الإنسان الثلاثة :
( فكري و سلوكي و شعوري)
تصنيفهم بحسب تغليب الحواس لديهم :
( صوري وسمعي و حس)
تصنيفهم بحسب إدراكهم للزمن وتفاعلهم معه :
( في الزمن و خلال الزمن )
تصنيفهم بحسب أنماط الاهتمامات لديهم إلى سبعة أنماط :
( من يهتم بالناس - ومن يهتم بالنشاطات - ومن يهتم بالأماكن - ومن يهتم بالأشياء - ومن يهتم بالمعلومات - ومن يهتم بالوقت - ومن يهتم بالمال) .
تصنيفهم بحسب مواقع الإدراك :
( من يعيش في موقع الذات - ومن يعيش في موقع المقابل - ومن يعيش في موقع المراقب ) .
تصنيفهم بحسب الأنماط السلوكية :
( اللوام - المسترضي - الواقعي - العقلاني - المشتت )
تصنيف الناس بحسب البرامج العقلية :
( من يميل إلى الاقتراب ومن يميل إلى الابتعاد - وصاحب المرجعية الداخلية وصاحب المرجعية الخارجية - ومن يبحث عن العائد الداخلي و من يبحث عن العائد الخارجي - ومن يميل إلى الإجمال و من يميل إلى التفصيل - وصاحب دافع الإمكان و صاحب دافع الضرورة - ومن يفضل الخيارات المفتوحة ومن يفضل الطرق المحددة - و من يعيش في الماضي أو الحاضر أو المستقبل )
ولكل نمط من هذه الأنماط مؤشرات مختلفة تدلنا عليه ، من أبرزها : السمات الجسدية والسلوكية ، و اللغة الكلامية ، و هما أقوى مؤشرين للتعرف على هذه الأنماط .
الأشخاص البصريين :
هم الذين يتميزون بنظام تمثيلي أساسي بصري , و يميلون الى التنفس السريع من صدورهم , و التحدث السريع , بينما يرون صوراً لتجاربهم و يعتمدون على حركات لدعم أقوالهم , و قد يقاطعون غيرهم , يتحركون بسرعة , يأكلون بسرعة , يفيضون بالطاقة , و يتحدثون بصوت مرتفع .
كما أنهم سريعوا التطابق , يتخذون قرارات فورية مبنية على ما يرونه مما يدفعهم الى المخاطرة و المجازفة بأنفسهم .
خلال تعاملك مع أشخاص بصريين عليك أن تصوّر لهم و تجعلهم يرون ما تتكلم عنه و أن تتلاءم مع طاقتهم .
الأشخاص السمعيون :
يميلون الى التنفس البطيء , يفضلون الإمتناع عن الكلام , و عندما يتحدثون و يفعلون ذلك بنبرات و نغمات صوتية متباينة , لديهم القدرة الفائقة على الإستماع دون المقاطعة .
يتأنى الأشخاص السمعيون في الإستماع و الحديث , و عادةً يتخذون قرارات مبنية على التحليل الدقيق للأوضاع , فهم يجمعون أكبر قدر ممكن من المعلومات , و هم رجال قرار حذرين , يقللون الى أدنى مستوى نسب المخاطر و المجازفة .
مع الناس السمعيين تحدث ببطء و وضوح و غيّر نبرة صوتك , و قم بشرح الوضع بالتفصيل و شجع المناقشة بطرح أسألة صريحة .
الأشخاص الحسيون :
يتنفسون عادةً بعمق و هدوء , و ينصب اهتمامهم الرئيسي على العواطف , لذلك فإن قراراتهم مبنية على المشاعر و العواطف المستنبطة من التجربة , و عند التعامل مع الحسيين عليك أن تجعلهم يشعرون بما تقوله .
لتحديد ما هو نظامك التمثيلي الأساسي ؟! يجب أن نتعرف أولاً على التأكيدات اللغوية , و التي هي عبارة عن كلمات و جمل وصفية , و هي بالتخصيص أفعال و أحوال و أوصاف تدل على أن شخصاً يفضل نظاماً تمثيلياً معيناً عن الآخرين . و مع مرور الوقت و بالإستماع الى الناس سوف تدرك أنهم يفضلون استعمال كلمات و مجموعات كلمات معينة تعبر عن نظام تمثيلي معين .
و أغلب الظن أن الشخص البصري سوف يلجأ الى تأكيدات لغوية بصرية مثل : أتصور , أرى , أركز .... بالمعيار سوف يستخدم الشخص السمعي كلمات مثل : استماع , حديث , أصوات .... أما الشخص الحسي فسوف يستعمل تأكيدات لغوية من النوع الانفعالي مثل إحساس , لمس ...
كل هذا يشير الى أن الناس يدركون تجاربهم العقلية بواسطة ما يرونه أو يسمعونه أو يشعرون و يحسون به . و بهذا سوف تفهم كيف يدرك الناس عقلياً تجاربهم بملاحظة التأكيدات اللغوية التي يستخدمونها , و سوف يشعر الناس الذين تتحدث معهم أنهم محل تفهم و احترام , إذا استطعت تمييز و مجاراة تأكيداتهم اللغوية , و المقصود بالمجاراة هنا , موافقة التأكيدات اللغوية التي يستخدمها الآخرون .
يتبع في الحلقات القادمة
(1) كامل السعدون تقنيات التنويم المغناطيسي الذاتي نشرت في الحوار المتمدن - العدد: 1015 - 2004 / 11 / 12
([2]) جورج اوشاوا فيلسوف ياباني معاصر ابتكر نظام المايكروبيوتيك المعني بإصلاح الانظمة الغذائية عند الإنسان من خلال التغذية الصحية .
· الـ NLP هي اختصار لكلمة (Neuro Linguistic Programming) وتعني البرمجة اللغوية العصبية وهي من ابتكار العالمان الأمريكيان الدكتور جون غرندر عالم لغويات وريتشارد باندلر عالم رياضيات. وقد بنى غر ندر وباندلر أعمالهما على أبحاث قام بها علماء آخرون ، منهم الخبير النفسي الدكتور ميلتون اركسون Milton Erickson وهو صاحب مدرسة التنويم المغناطيسي في القارة الامريكية والدكتورة فرجينيا ساتير virginia Satir ، ورائد المدرسة السلوكية ، ونشر غرند وباندلر اكتشافهما عام 1975م في كتاب من جزأين بعنوان The Structure of Magic وخطا هذا العلم خطوات كبيرة في الثمانينات
التعليقات (0)