التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية
شريف هزاع شريف
الحلقة (4) من كتاب التنويم المغناطيسي
هذه حلقات من كتابي ( التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية ) الذي كان قد نشر في العراق وهي طبعة جيدة وتختلف عن الطبعة السورية التي صدرت عن دار الرضوان ، وتوخيت نشره في مدونتي لكي تصل معلوماته الى من يهتم بهذا العلم وبتطوير النفس البشرية ..
ملاحظة:
لا يمكن الحصول على النوم المغناطيسي الكلي إلا عند 10 أشخاص من كل 100 تقريباً ، ويمكن الحصول على نوم مغناطيسي جزئي عند 40 شخصاً من كل 100 ، ولكن الإيحاء يؤثر بسرعة تكثر أو تقل على جميع الناس تقريباً بشرط أن يمارس بذكاء وبالتكرار ..
حالة ألفا ؟
تفنن علماء الغرب ومدربيهم في ابتكار الأساليب والتمارين للوصول إلى حالة ألفا العقلية وتطوير التخيل الايجابي ، منها أسلوب خوزيه سيلفا ([1]) الذي انتشرت طريقته في الأوساط الأمريكية والأوربية ويمكن تصنيفها ضمن إطار الـ NLP والحقيقة أن مبادئ سيلفا وتقنياته سبقت علم البرمجة اللغوية العصبية عشرات السنين وهي لا تختلف كثيرا عن البرمجة العصبية .وقد انتبه سيلفا إلى أهمية الوصول إلى موجات ألفا والتخلص من موجات بيتا التي تحكم العقل واليك هذه التمرين
حين تستيقظ صباحاً ، اغسل وجهك ثم عد إلى سريرك مجددا ، ضع منبه الساعة على وضع التشغيل ( مخافة أن تستغرق في النوم ) ونظمها على ربع أو نصف ساعة حسب الوقت الذي تريده للتأمل ، أغمض عينيك ودع بؤبؤ العينين يرتفع بإيعازٍ منك إلى الأعلى .
( لسبب لم يتعرف عليه الباحثون بعد ، لوحظ أن المخ ينتقل بسرعــــة من الـ( بيتا) إلى الـ (ألفا ) في حالة رفع البؤبؤ إلى الخلف )
المهم ، بعد ذلك أبدأ بالعد التنازلي من مئة إلى الصفر مع وقفة استراحة لثانية واحدة بين كل عددين تلفظهما (في داخلك وبلا تحريك شفة ولا صوت ) ، لو نجحت في العد بلا تدخل من أفكار أو صور ذهنية تعكر العد ، ولو إنك حافظت على بؤبؤ العينين مرتفعاً ، فإنك ستصل إلى الموجات الألفية بسرعة مع أول مرّة تمارس فيها هذا التمرين ، لو أنك فشلت أبدأ العد من جديد ، لو فشلت في يومك هذا تابع في اليوم التالي ، أو حتى العاشر ، بالنهاية ستنتصر على عقلك وتتمكن من التحكم بمخك …!
بعد بضع أسابيع أو أيام من ممارسة التأمل بهذه الطريقة ، ستنتفي حاجتك للعد إلى مائة ، تحول عندها إلى العد من خمسون إلى صفر ، وبعد أيام أو أسابيع أخرى تحول إلى العد من خمسة إلى صفر ، وهكذا ، حتى تتمكن من التحول بانسيابية من الـ( بيتا ) إلى الـ (ألفا ) مع أول لحظة تغمض فيها عيناك وترفع فيها البؤبؤان إلى الأعلى …!([2])
هناك عدة طرق لإحداث حالة ألفا كممارسة التأمل مثلا الا انها قد تنجح عند شخص وتتعثر عند اخر لان مشكلة التأمل الكبرى ، هي الزوغان الفكري أو التشتت والخروج من جوهر التمرين التأملي إلى جزئيات الأفكار والصور والأحاسيس التي لاتتوانه عن غزو العقل بكل طاقة اللاوعي الباطن والمخزون الصوري والحسي لذا عمل المختصين على ابتكار المئات من الطرق التأملية للوصول إلى الحالة الذهنية النقية من الصفاء والسكينة والوصول إلى موجات ألفا ، ولان الأفكار هي العائق الكبير في الوصول إلى النتائج الايجابية في التأمل عمد المدربين على ابتكار وسيلة لمن لا يستطيع التخلص من الغزو العقلي المشتت للتأمل ، وهو استغلال هذا الغزو وتطويعه للعمـلية التأملية منهـا :
التمرين الأول : التأمل بعد الأفكار
أجلس في مقعدٍ مريح وأحرص على أن تكون لديك ساعة منبهة أو أن تضع في اعتبارك أن تنظر إلى ساعةٍ على الحائط أو في مكانٍ ما ، وضع في بالك أنك ستتأمل لمدة ثلاث دقائق مثلاً أو خمس دقائق أو أي وقت ترغبه ، لأن تحديد الوقت في ذهنك مهم جداً لكي لا تستغرق بتأمل طويل فربما تنام دون أن تدري أو تغرق في أحلام يقظة لا خير فيها .
الآن أغلق عينيك وأستغرق في عد الأفكار التي تمر في الذهن حالما تمر الفكرة أو الصورة في ذهنك دون أن تنشغل بمحتوى الفكرة ، بل أن تعدها
فحسب ، فلو إنك فعلت هذا وانشغلت بمحتوى أي فكرة ترد في خاطرك ، فبالنتيجة تصل إلى حالة قد لا تعد أكثر من فكرة واحدة في الدقيقة فما النفع من ذلك .
تصور في ذهنك منافسة بين عالمين من علماء الطيور وكيف أنهما يجولان في الغابات ومعهم أدواتهم المختبرية وأجهزتهم ومناظيرهم ، وكلما رأوا طيراً أو اصطادوه سجلوا في أوراقهم أسم هذا الطير ، ستفعل أنت الأمر ذاته ، تقتنص الفكرة فتمنحها رقماً ثم تدعها تمر ولا أكثر من ذلك.
ستفعل أنت الأمر ذاته ، في كل ثانية من الدقيقة أو الثلاث دقائق أو النصف ساعة من تأملك ستلاحق الأفكار وتمنحها أرقام ولا مزيد . طبعاً قد تأتيك فكرة من قبيل : ( غريب ، لا أملك ولا أي فكرة ) أو ربما تنسى إلى أين وصلت وتكون الفكرة مثلاً ( هل وصلت إلى الفكرة رقم سبعة أم ثمانية ) مثل هذه جميعاً أفكار ، أو حين تمر صورة أبنك أو شخص ما في ذهنك ، إنها فكرة يجب أن تسجل ، بإيجاز كل ما يرد في بالك هو أفكار ينبغي أن تمنح رقماً حتى تصل بعد برهة إلى أن لا مزيد من الأفكار لديك وستجدك تقول لنفسك ، لا أفكار عندي وهذه ذاتها ستكون فكرتك الأخيرة التي تنال آخر رقم .
قد ترد في بالك فكرة من النوع الذي يتكرر ويحاول أن يستنبت صورته في مخيلتك وتبدو من النوع القوي الذي لا يريد أن ينسحب من الخيال ، مثل هذه الفكرة عليك أن تتذكرها بعناية لا بل حبذا لو تسجلها أمامك على الورق ثم تابع التأمل في الأفكار اللاحقة وملاحقتها وإعطائها أرقاماً ، مثل هذه الفكرة من المهم تدوينها لأنك قد تنتفع بها لاحقاً أو تعالجها أو تتعامل معها .
الأفكار التي يغلب عليها طابع الخوف أو الرغبة ( الشهوة ) ، هي أكثر الأفكار إلحاحاً ، فعليك عزيزي القارئ أن تعي أن ليس الفكرة ذاتها هي المشكلة ، لا بل ضعف القدرة على السيطرة على رد فعلك المنبثق من هذه الفكرة هو وحده المشكلة .
الحقيقة أن هذا التمرين ليس بالتمرين السهل ، لكنه ليس مما يمكن أن ترتكب فيه أي خطأ ، والغرض الوحيد منه هو أن تتعلم كيف تنظر إلى أفكارك وتعايشها وكأنها أشياء خارجية لا علاقة شعورية لك بها ، تماماً مثل أعواد الثقاب أو الحصى أو النجوم أو الطيور التي تعدها في أوقات فراغك أو ما كنا نفعله في الطفولة من عدّ السيارات المارة والناس والنجوم .
التمرين الثاني : التأمل بمراقبة محتوى الأفكار
الآن ستهتم بالمحتوى ، محتوى الفكرة وذلك لا بأن تظل تقلب بهذا المحتوى وتكبر صورته أو تصغرها وتهتم بتفاصيله وتبحث عن جذوره وارتباطاته ، لا بل كل الذي تفعله أن تحدد هوية المحتوى وتمنحها اسما ولا أكثر من ذلك .
كيف ….؟
كلما وردت في بالك أو أمام شاشة الخيال فكرة ما ، امنحها اسما على ضوء محتواها ، وحبذا لو أمكن لك قبل أن تشرع في التأمل أن تدون في ذهنك أو على الورق ، قائمة بالأنواع الأساسية من الأفكار من قبيل :
1- أفكار رغبة ( أود لو زرت صديقي ، أتمنى لو شاهدت كذا فلم ، أتمنى أن يفوز فريقنا في كرة القدم…الخ .
2- أفكار خوف ( أخشى أن يفوتني الموعد ، أخشى أن لا يأتي فلان في موعده ، ربما لا أفوز أو أكسب كذا …الخ .
3- أفكار تخطيط ( سأزور عمتي في الغد ، سأشترى الكتاب الفلاني ،..الخ .
4- أفكار تقييمية ( نقد شخص أو شيء ما …الخ
وهكذا بمقدورك أن تدون أي قدرٍ من الأنواع ، ثم تشرع بالتأمل وكالآتي :
أجلس مسترخياً وتابع كل فكرةٍ ترد في بالك وبالوقت الكافي فقط لتشخيص نوعها ثم وضعها في الخانة المناسبة بأن تقول لنفسك داخلياً " هذه فكرة رغبة …هذه فكرة خوف …الخ " ، ثم تابع التفكير وتشخيص الأفكار ، فإن لم تأتي في بالك أي فكرة أو صورة فأنت بلغت حالة الاسترخاء الجميل الذي هو هدف التأمل الأول ، فعش في تلك الحالة الوقت الذي تريده حتى تشرع الأفكار مجدداً في غزو ذهنك ، طبعاً إذا تملكتك فكرة قوية وتشبثت بذهنك فلا عليك إلا أن تسجلها في ورقة جانبية ، ثم تتابع مسيرة التفكير وتحديد هوية كل فكرة بأن تقول لنفسك ، هذه فكرة خوف أو هذه فكرة رغبة أو …الخ .
مع كثرة ممارسة هذا التمرين سيغدو ذهنك أكثر صفاءٍ في أغلب الأوقات وتلك نعمة عظيمة تجيز لك ولا شك أن تغدو مبدعاً أو أن تنجز أعمال ذات طبيعة هامة وإستراتيجية.([3])
الاستغراق التأملي وتطوير حالة العقل الواعي وتنمية القدرات على الوصول إلى حالة ألفا يعتبر مدخلا لتنمية القدرة المغناطيسية ، اما المدخل الثاني فهو القدرة على التركيز والاحتفاظ بالأفكار والمقدرة على إدارة جلسة التنويم بأرهاصاتها ونتائجها المتوقعة والطارئة ومعرفة الزمن اللازم لإخراج العميل من حالة التنويم كي لا تكون التجربة امراً سلبياً على سلامة حياته النفسية .
مقدمة في الطاقة
منذ آلاف السنين استخدم الروحانيون والنفسانيون الطاقة لتطوير أنفسهم ولقضايا الشفاء ومساعدة الآخرين ، فالناس يشعرون بالطاقة أو بأثر الطاقة يومياً حتى لو أنهم لا يعلمون ، والأمر المثير ان طاقة الإنسان لو حولت إلى كهرباء لتمكن كل انسان من توليد طاقة كهربائية تكفي بلد بأكمله لمدة أسبوع كامل ، وعليه فموضوع الطاقة مهم بالنسبة لأي شخص يهتم بتطوير قدراته النفسية والروحية أو للحصول على الشفاء من حالة أو مرض كما وانها العامود الفقري لاكتساب مهارات التنويم لذا وجب معرفتها وكيفية اكتسابها وتنميتها من الداخل وتقوية إشاراتها الحيوية ، فاليدان هما العضوان المستخدمان في التنويم و يمكن تسميتها بآلات بث القوة المغناطيسية وان لم تكن لها القوة التي تخيلها مسمر ،كما وانها لا تستخدم حاليا لإحداث التنويم فالتحديق والإيحاء يكفي لإحداث التنويم المغناطيسي إلا انها عامل إيحائي أيضا له دور كبير في التنويم لمجرد تحريكها بإيقاع وانسيابية لتيسير الدخول الى حالة الاسترخاء ، كما و يعتمد عليها كثيرا في الشحن بالطاقة أو سلب الشحنة الموجبة من الشخص لتهدئته و تحفيز النعاس عنده وفقا لقواعد علم الريفلكسلوجي ، فاليد اليمنى أداة للشحن بالطاقة الموجبة (+) وهي محفز للنشاط ، في حين ان اليد اليسرى أداة للشحن بالطاقة السالبة (-) وهي مهدئ فعال وقادرة على الامتصاص و ان دوران الكف مع اتجاه عقارب الساعة يعمل على تدفق الطاقة الموجبة ودورانها عكس عقارب الساعة باعث على الطاقة السالبة المهدئة ، ففي حالة تنويم شخص نعمل على سلب الطاقة لتهدئته وإذا أردنا إيقاظه نستخدم طريقة التنشيط والتحفيز بالطاقة الموجبة وتستخدم الأيدي في التنويم المغناطيسي ذكرها الدكتور جاغو وهي : ان وضع اليد اليمنى على الجهة اليمنى للشخص - الكتف أو الجبين – يحفز النوم مع وضع اليد اليسرى على النقرة ( الفقرات العنقية ) ([4]) وإن تدليك الجبين نازلا إلى نهاية الحاجبين يساعد على النوم العميق وتستخدم هذه الطريقة بعد إغماض عين الشخص ودخوله المرحلة الأولى من التنويم ، اما الانامل ، فانها تملك طاقة كبيرة أعلى من باقي الكف لأنها مركز تكاثف الشحنات ، وأعلى درجات التكاثف يكون في رؤوس الأنامل ، كما أن الجهة الأمامية من الإنسان لها شحنة سالبة والخلفية لها شحنة موجبة ، وهذه هي المرتكزات الطبية التي تستخدم خاصة في الطب البديل والطب الصيني و (الأكوبريشر Acupressure) ([5]) والتنويم المغناطيسي والعلاج باللمس والعلاج بالإيمان وغيرها ([6]) .
أما فيما يخص الموجات الدماغية التي تصدر من الشخص حال التنويم أو العلاج فقد قام د . روبرت بك (Dr . Robert Beck ) وهو عالم فيزيائي في علوم الذرة بعمل بحث واسع حول العالم ، لمعرفة وتحديد العلاقة أو الارتباط المتبادل لهذه الموجات المغناطيسية ونماذج موجات دماغ المعالجين الذين يستخدمون الطاقة للشفاء أو للعلاج (healers ) قد قام (بكْ) باختبار أكثر من نوع من المعالجين ، وذلك لأن كل معالج يتبع طريقة علاج مختلفة عن الآخر.وقام بقياس هذه الموجات أثناء الجلسة العلاجية، واكتشف أن موجات دماغ المعالج كانت تتردد بين 7و8 هرتز بغض النظر عن نوع أو طريقة العلاج المتبعة، والمفاجأة التي توصل إليها أنه اكتشف أن موجات دماغ المعالجين أصبح ترددها ومراحلها الزمنية مثل موجات المجال المغناطيسي للأرض أو موجات شومان Schuman waves ) ) هذا الاكتشاف بين أن موجات دماغ المعالجين لها نفس تردد موجات الأرض، والأكثر من هذا أنها تتردد معها في نفس الوقت. واستنتج أن المعالج كان يأخذ من طاقة الأرض الكهرومغناطيسية ويستخدمها في الجلسة العلاجية .وهذا يسمى بـ (Field coupling ). أما ( د. أندريا بهاريتش ) فقد قام ببحث آخر، حيث وجد أن النبض المغناطيسي ( magnetic pulse ) الذي يصدر من يد المعالج ( healer) كان 8 هرتز. ووجد أن المعالجين الذين تصدر منهم إشارات أو ذبذبات أقوى لهم تأثير علاجي أكبر.
يتبع في الحلقات القادمة
(1) للمزيد من الإطلاع على هذه التقنية راجع www.SilvaUltraMindSystem.com ويقوم باعطاء دروس مجانية في هذه التقنية ترسل على شكل حلقات
(1) دايفيد هارب :لماذا نتأمل ؟دراسة في التأمل وتقنياته ترجمة كامل السعدون : الحوار المتمدن العدد 946 / 4/9/2004
(1) الأكوبريشر Acupressure يمكن تعريفه ببساطة بأنه بديل للعلاج عن الإبر الصينية أو مايسمى بالأكوبنشر Acupuncture ، وقد تم أيجاد هذا الإصطلاح على يد الفيزيائي الألماني "ويليام تين رين" الذي زار ناجازاكي باليابان في بدايات السبعينيات ، ويسمى الصينيون هذا العلم بـ "تشين" والذي يعني "التفتيق عن طريق الإبر أو الضغط" حيث يهدف إلى تنشيط نقاط الطاقة الحيوية في الجسم عن طريق الضغط عليها بالأصابع مما يؤدي إلى إعادة التوازن للطاقة الداخلية في الجسم وبالتالي تخفيف الألم وعلاج كثير من الأعراض المرضية أو النفسية
التعليقات (0)