التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية
شريف هزاع شريف
الحلقة (3) من كتاب التنويم المغناطيسي
هذه حلقات من كتابي ( التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية ) الذي كان قد نشر في العراق وهي طبعة جيدة وتختلف عن الطبعة السورية التي صدرت عن دار الرضوان ، وتوخيت نشره في مدونتي لكي تصل معلوماته الى من يهتم بهذا العلم وبتطوير النفس البشرية ..
ملاحظة:
لا يمكن الحصول على النوم المغناطيسي الكلي إلا عند 10 أشخاص من كل 100 تقريباً ، ويمكن الحصول على نوم مغناطيسي جزئي عند 40 شخصاً من كل 100 ، ولكن الإيحاء يؤثر بسرعة تكثر أو تقل على جميع الناس تقريباً بشرط أن يمارس بذكاء وبالتكرار ..
فسيولوجية التنويم المغناطيسي
النظريات الفسيولوجيّة مرتكزة على العلاقة بين النوم و التنويم المغناطيسي ولكن مقارنة النوم بالتنويم المغناطيسي لم تدرس بالشكل الذي يمكن من خلاله معرفة الفروقات الجوهرية إلا ما توصل اليه مجموعة الباحثين فيما يتعلق بالتخطيط "electro-encephalographique".وبالنسبة لـ بافلوف فانه يصف التنويم المغناطيسي بالنوم الجزئي. هذه الحالة للنوم الجزئيّ, الموجودة بين النّوم و اليقظة فيما مضى، تشمل مراحل hypnoide، أو مراحل من الإيحاءات، عندها تحدث تغيرات فسيولوجية، تكون مستحيلة عند اليقظة. هذا الوصف يدعونا إلى إعمال هذه الحالة في إطار اليقظة المتناقضة ([1])
الجانب الاخر الذي يجب مراعاته وان لم يكن له الاثر الفسيولوجي المباشر الا انه مهم جدا في التجربة التنويمية يمكن ان نعتبرها الشروط اللازمة للحصول على التّنويم المغناطيسيّ منها :
- علاقة الثّقة بين الدّكتور و العميل ؟
- منبهات سمعية من قبل العامل الذي يعيد إيحاءات بصوت على نغم واحد.
- تثبيت الانتباه, إمّا بطريقة مرئية أو سمعية أو بمجموعة من الأفكار.
- الجلوس أو الاستلقاء على الظهر ( مفيد لكنّ غير مهمّ ) .
قد ينظر إلى التنويم المغناطيسي باعتباره حالة يكون فيها المرء نائما جزئيا ومستيقظا جزئيا ([2]) أي مابين النوم واليقظة وهو تعريف دقيق شكليا الا ان الحقيقة ابعد من كونه يقظة او نوم بل هو عملية استغراق من نوع خاص يكون فيه الانسان في موقع المراقب للاحداث ومشارك فيها حسب توصيات المنوم فهو بوابة للدخول الى عوالم الوعي واللاوعي وهو الارشيف الشخصي والنفسي للفرد .
وعليه فإن فاعلية التنويم المغناطيسي تتكون من قدرتنا على انشاء شرود الذهن Trance والذي يمكن تقسيمه الى درجات أغلبها يظهر في حياتنا اليومية طبيعياَ :
1-شرود خفيف وفيه يكون ملامح مثل (الكسل, الاسترخاء,تخشب الجفن , تخشب مجموعة عضلية, مشاعر الثقل والطفو)
2- شرود متوسط وفيه ملامح مثل (تغيير الطعم والرائحة ,النسيان,فقد التألم, حركات غير ارادية,هلوسة جزئية)
3- شرود عميق وفية ملامح (هلوسة سمعية وبصرية إيجابية, أفعال غريبة, فقد الإحساس)
ويعتمد التنويم على رغبة المحتاج لهذا النوع من التنويم , فإذا كانت هناك رغبة أصبح من السهل التنويم والعلاج , حيث ان التنويم يعتمد على الحالة النفسية كثيرا.
وهناك ثلاث طرق للإيحاء ([3]):
1 . الإيحاء المباشر تحت التنويم
(Direct Suggestion under Hypnosis – D.S.U.H )
2 . الإيحاء غير المباشر تحت التنويم
(Indirect Suggestion under Hypnosis – I.S.U.H )
3 . الإيحاء بعد التنويم
(Post Hypnotic Suggestion – P.H.S )
بالنسبة للإيحاء المباشر تحت التنويم (D.S.U.H) فإن استجابة الشخص تكون مباشرة للإيحاء وليست مرتبطة او مصحوبة بأي انفعال عاطفي .
اما الإيحاء غير المباشر تحت التنويم (I.S.U.H) فإنه يكون مصحوبا بالتغيرات السيكولوجية للانفعال ، فمثلاً اذا قلنا للشخص تحت التنويم انت ساخن فإنه سيشعر بالسخونة ولا يكون ذلك مصحوبا بأي اعراض للقلق أما اذا قلنا له انت ساخن لأن المنزل يحترق فإن اعراض القلق تظهر على الشخص المنوم مغناطيسيا .
حالة التنويم المغناطيسي
قال الأستاذ (بيو) في كتابه المسمى (المخاطبات على المغناطيس الحيوي): من ضمن عجائب النوم المغناطيسي التي تهدم قوانين الفيسيولوجيا هي فقد المنوم للإحساس من كل شيء يصيبه من غير منوم فيمكنك أن تقطع جسمه إرباً إرباً دون أن يتألم أو أن يستيقظ ". قال المسيو (دولن) " إن النوشادر المركز إذا أشممته للمنوم فلا يحدث لديه أقل تأثير مع أن هذا المحلول إذا شمه الإنسان في الحالة الاعتيادية يسبب له آلاما كبيرة. وإذا تلاشت خاصية الحس في المنوم فليست خاصية السمع بأقل تلاشياً منها فإن أعظم حركة أو صوت لا يؤثر على عصبه السمعي كأنه وقع في شلل عام. وقد أطلقت عيارات نارية بجانب فتحة أذنه ولكنها مع تأثيرها على لحمه أقنعت كل من شاهدها أنه لم يتأثر منها أدنى تأثر. ولكن هذه الحالة لا يتمتع بها المنوم (بالفتح) إلا بالنسبة لغير منومه لأن هذا بمجرد تحريك شفتيه بصوت خافت يمكنه أن يفهم المنوم ما يريده عن بعد يستحيل غيره أن يسمع منه شيئاً ، بل ولا أن يرى تحرك شفتيه وكتب الأستاذ (ده بوتيه) في بعض مولفاته مخاطباً تلامذته: ( إنكم تعلمون أننا قد شاهدنا النوم المغناطيسي وأن جماً غفيراً من الدكاترة المنكرين قد انجذبوا بجد الى الموضوع ونظروه وطلبوا أن يتحققوا بأنفسهم من صدق ما قدمته إليهم وإني قد تركتهم يجربون ما يشاؤون فلا يلزمنا أن نصدق إلا ما يقع تحت حسنا من الأشياء الخارقة للطبيعة. وقد رأيتم أن حضور ذلك الجم الغفير من الناس لم يمنع حصول المغنطة مطلقاً. وأنه بمجرد حصولها أخذ الحضور يمتحنون بأنفسهم عدم حساسية الممغنط فابتدأوا بإمرار ريشة خفيفة على شفتيه وعلى أجنحة منخره ثم شكوا جلده شكاً أحدث له أوراماً فلم يشاهد أقل تغير ولا أقل ألم ، وكان النبض منتظماً للغاية ، ولكنه بمجرد تيقظه أحس بكل الآلام التي تستلزمها تلك الأعمال).
هذا وكتب هذا الفن مشحونة بالمشاهدات التي دلت على فقد المنوَّمين لخاصية الحس ، ومنها ما يعارض قوانين الفيسيولوجيا بالمرة. من ذلك أن الدكتورين الشهيرين (مارج) و (أسكيرول) اشتغلا بهذه المسألة في مستشفى (سلبتريير) في فرنسا وأثبتا عدم الحس عند المنومين بطريقة مدهشة على رؤوس الأشهاد. ومن ضمن تجاربهما أنهما أتيا بأربع أوقيات من محلول النوشادر المركز واشمماه للمنوم بضع دقائق متوالية وجربا ذلك جملة مرات فلم يشاهد أدنى أثر من ضجر أو ألم عنده. فشك أحد الدكاترة المنكرين في وجود محلول النوشادر المركز في الا ناء لدهشته من عدم تأثيره فاقترب من الإناء وشمه فخر صريعاً في الحال.
الانماط الشخصية والتنويم
هناك ما يثبت ان العقل قد يدخل في حالات خاصة تشبه الغيبوبة المغناطيسية يغير فيها من طبيعة تقبل الجسم المادي المحيط الفيزيائي الخارجي.ويمكن تقسيم صفات أو طبيعة الشخصية إلى ثلاثة أنواع من الشخصيات حسب قابليتهم للتنويم :
الأولى تمثل الذين قابليتهم متدنية أو قليلة جدا للتنويم ويتصفون بخاصية مسيطرة في علاقاتهم الشخصية وعندهم شعور عميق بالمسؤولية وفي الغالب يكونون أشخاصا غير عاطفيين وواقعيين ويتصفون بالاهتمام بالمستقبل.
الثانية تمثل الذين قابليتهم عالية للتنويم فإنهم يتصفون بالحساسية المرهفة ويكونون عاطفيين في معاملاتهم ويثقون في الآخرين ثقة كبيرة ويتركون أمورهم تقاد من قبل الآخرين فيتعلقون بالماضي وينسون المستقبل.
الثالثة فهم الذين يقعون في متوسط القابلية للتنويم وعادة تكون صفاتهم الشخصية في محل معتدل بين الشخصيتين السابقتين.
وأخيرا هناك أمرا علينا فهمه وهو أن كل الممارسات الروحية أو النفسية تبقى مشروطة في إمكانيات تطويرنا للطاقة التي نمتلكها في داخلنا لذا كان من الضروري ان نوسع أفاق تلك الطاقة وفهم عملية استخدامها بشكل ايجابي .
وهذا ما يبرر لنا ان نقدم معلومات كافية حول الطاقة وسبل تحصيلها وفق طرق وأساليب حديثة ..
استخدامات التنويم؟
1-يساعد على الاسترخاء التام و استعادة النشاط.
2- تحسين القدرات على التذكر والتعلم .
3- التغلب على المخاوف phobia .
4- الرشاقة .
5- التوقف عن التدخين .
6- علاج للتوتر الزائد والقلق .
7- زيادة الثقة بالنفس .
8- علاج أغلب الحالات النفسية علاجا قطعيا وليس مؤقتا .
9- المساعدة في رفع درجة مقاومة الجسم للأمراض العضوية وعلاج الآلام المزمنة والصداع المزمن.
يتبع في الحلقات القادمة
التعليقات (0)