التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية
شريف هزاع شريف
الحلقة (10) من كتاب التنويم المغناطيسي
هذه حلقات من كتابي ( التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية ) الذي كان قد نشر في العراق وهي طبعة جيدة وتختلف عن الطبعة السورية التي صدرت عن دار الرضوان ، وتوخيت نشره في مدونتي لكي تصل معلوماته الى من يهتم بهذا العلم وبتطوير النفس البشرية ..
ملاحظة:
لا يمكن الحصول على النوم المغناطيسي الكلي إلا عند 10 أشخاص من كل 100 تقريباً ، ويمكن الحصول على نوم مغناطيسي جزئي عند 40 شخصاً من كل 100 ، ولكن الإيحاء يؤثر بسرعة تكثر أو تقل على جميع الناس تقريباً بشرط أن يمارس بذكاء وبالتكرار ..
مخاطر التنويم المغناطيسي
يجب أن لا تأخذنا الدهشة عندما نقف على ان الخبراء في التنويم المغناطيسي منقسمون بشدة بإزاء مسألة المخاطرة المزعومة التي يمكن أن تتأتى عنه ، فهارولد روزين Harold Rosen رئيس الجمعية الطبية يعلن أن التنويم المغناطيسي أداة نافعة وفعالة ، إلا انه يؤكد أنها محفوفة بالمخاطر حين يأتي على أيدي أشخاص غير مدربين تدريباً جيداً ، وفي مقال نشر عام 1961 للكاتب المتخصص ميرس Meares استعرض تسعة مجالات محتملة في حالة التنويم المغناطيسي هي ([1]):
الباعث المقلوب: فمن الممكن ان يسيء العميل او الطبيب استخدام الموقف فيعمد إلى إشباع حاجات خفيه لديه.
المؤثرات الشخصية المعاكسة : أي زيادة قابلية المرء للايحاء وعلى التواكل الشديد .
البصيرة الجارحة: فقد لا يتحمل العميل المجابهة المفاجئة للمادة المكبوتة .
قد يعمل التنويم على التعجيل بحدوث الذهان ([2]).
نشؤ أعراض بديلة :كالإصابة بالعجز .
إصابة العميل بذعر مفاجئ.
حدوث تعقيدات نتيجة العجز عن فهم العلاقات القائمة بالموقف.
احتمال ممارسة التنويم بطريقة منافية للضمير.
احتمال امتناع الشخص المنوَّم عن الاستيقاظ فيظل في حالة تنويم كلية او جزئية مستمرة .( الا ان الدكتور بول جاغو يعتقد ان العجز عن ايقاظ الشخص المنوم هو مجرد خرافة )
ماذا يمكننا تحقيقه بالتنويم
1 - بلوغ مرحله الصفاء والخيال الناضج والخلاق .
2 - برمجة العقل الباطن لمقاومة مرض موجود او أمراض يراد علاجها.
3 - معالجة بعض الصراعات الداخليه النفسية.
4 - برمجة العقل الباطن على الاسترخاء والهدوء والشعور بالسلام الداخلي.
5 - التغلب على التوتر .
7 - مواجهه المخاوف.
8 - تحقيق السعادة والتخلص من الاكتئاب.
9 - التخلص من الوساوس التسلطية والأفعال القهرية.
10 - برمجة العقل الباطن على الأهداف الاستراتيجية.
بعض الملاحظات قبل التجربة
1- اختر مكانا هادئا ومريحا بعيد عن الضوضاء وان كان هناك أشخاص معكم في الجلسة فأمرهم بالتزام الصمت .
2- إذا كانت الجلسة بحضور آخرين أجلِس الشخص المراد تنويمه وظهره إلى الحضور كي لا يشعر بالإحراج أو التوتر.
3- أول شيء عليك فعله ، هو أن تأمر الشخص المراد تنويمه بأخذ شهيق وزفير عميقين من 10-20 مرة وذلك لتجنب ظهور التوتر ولشعوره بالراحة بعد هذا الإجراء .
4- والأمر الأخر هو معرفتك المسبقة باستعداد الشخص فعلا للتجربة لا تحاول ابدا إجباره على شيء يمتنع عن فعله هو أولا ثم أنت .
5- احترم خصوصياته بشكل حساس ولا تستهن بأي شيء مهما كان صغيرا.
6- لا تنس ان يكون هندامك جيدا لما له من تأثير على الشخص .
7- كن هادئا وواثقا من انك تفعل الشيء الحسن لصالحه .
8- افهم طلبه وسبب اختياره للتنويم وما الذي يريد ان يحققه في الجلسة،لا تعتقد ان السرعة تتوافق مع النجاح دائما فكل شخص منا له عتبات نفسية كثيرة قد يكون من الحمق القفز من فوقها ادخل عتبة ثم أخرى حتى لو كلفك هذا أكثر من عشرة جلسات لان النتيجة هي الحكم .
9- ابدأ أولا بجلسات الإيحاء فهي المدخل الوحيد لدخول شخصيته وفهمها ومعالجتها لا تكن جلسات الإيحاء طويلة ( لا تتجاوز 20 دقيقة ) حدد لها وقتا كي تتجنب الضغط على اللاوعي أعطه راحة ثم ابدأ بجلسة أخرى في يوم أخر وهكذا حتى تجد الاستعداد الكافي من قبل الشخص لمرحلة التنويم المغناطيسي .
10- اختر الأسلوب الامثل في جلسات الإيحاء في القاعدة التي ستبني عليها كل شيء .
11- أي توترات تظهر في جلسات الإيحاء ادرسها بشكل جيد وافهم أصولها النفسية وأثارها الحياتية .
12- ليست السرعة دليلا على النجاح ربما ستكون عواقبها كبيرة فيما بعد ، لذا لا تحاول إجبار الشخص على النوم وكأنك تخوض حربا معه اتركه لسجيته ولتدفق اللاوعي الذي سيظهر في الجلسة فربما هناك رفض لم تنتبه اليه في البدء ، كن متيقنا أن العمل الذي تقوم به ليس تحديا للأخر بل في خدمته ومن اجله فإذا وجد انه يحتاج إلى وقت أخر للإيحاء فلا تبخل عليه بوقتك واستأنف جلستك فيما بعد .([3])
13- لاتنس ان في حالة التنويم للغرض العلاجي ان تطلب من الشخص أن يذهب إلى عقله الباطن ( فاذا قال لك كيف اذهب اليه فقل له لا عليك اطلبه فسوف يحضر فورا ) وان يلقي عليه التحية وان يطلب منه مساعدته على اجراء العلاج وان يكون معينا له في اليقظة للتخلص من الحالة المرضية .
14- اذا كان المنوم يشكو من مرض معين عليك ان تطرح عليه جملة من الأسئلة : منذ متى وأنت تشكو من المرض؟ أول مرة وجدت هذا الأمر.. الخ اذا قال لك حين كنت في العاشرة من عمري وحصل كذا وكذا فاطلب منه ان يرجع الى تلك الفترة وان ينقل لك الحادثة بالكامل ثم اطلب منه ان يرجع الى ما قبل الحادثة بقليل ثم ابدأ بعمل الايحاء الايجابي لمواجهة المشكل ثم ادخل به الى تلك الفترة وقس اضطرابه الداخلي الذي يظهر على سيمائه الخارجية وقل له ان يواجه الامر بشجاعة ولن يضره شيء لانك معه تسانده وتقويه ..... الخ.
15- اذا كان المنوم يشكو من مرض لابد ان تكون لديك خبرة كافية عن ذلك المرض وفعله في الجسم لأنك في حالة التنويم ستطلب من الشخص ان يذهب الى منطقة المرض وان يأمر الخلايا او بعض اجهزة الجسم بأفراز مادة العلاج المفقودة او ان يتوجه الهرمون الفلاني الى تلك المنطقة بمساعدة العقل الباطن .... الخ .
جلسة التنويم المغناطيسي
سأحاول هنا أن أدرج لك بعض من طرق التنويم أو اشهرها والتي تعتمد على مقدرتك في الإيحاء والتأثير وهي جلسات متعددة منها بطريقة الاستلقاء ومنها بطريقة الوقوف وغيرها من الوضعيات .
يوجد عدد من أساليب التنويم الحديثة، التي يجدر بالمنوِّم أن يعرف معظمها، حتى إذا لم تفلح إحدى الطرق أمكنه الاستعانة فوراً بطريقة أخرى. ومن أشهر هذه الأساليب، أن يجلس الشخص المراد تنويمه على كرسي، أو يتمدد على مقعد مريح، ويغلق عينيه؛ ويقف المنوِّم أمامه، ويجري تمريرات على رأسه.
أو يجلس الشخص المراد تنويمه على كرسي مريح، في غرفة معتمة بها مصباح واحد خلفه، ثم يُطلب منه أن يثبت بصره على مصدر ضوئي صغير بيد المنوِّم على بعد 30 سم، ولا يحول عينيه عنه، على أن يكون اتجاه النظر إلى الأعلى، حتى يحدث تعب بصري،. ويلاحظ ان في معظم الأحوال، أن الأجفان تثقل بسرعة، وتميل إلى الانغلاق، وفي هذه الأثناء يوحي المنوِّم إلى التابع أن أجفانه آخذة في الثقل، وأنه لا يستطيع إبقاءها مفتوحة ، وهناك أيضا الأسلوب العقلي، الذي يأمر فيه المنوِّم التّابع بأن يغمض عينيه، ويخلي عقله من كل تفكير؛ ثم يتركه دقائق قليلة يوحي إليه بعدها أنه لا يستطيع أن يفتح عينيه؛ فإذا عجز عن فتحهما ، يكون قد نجح في تنويمه.
ومن الأفضل دائماً الوصول إلى الإغفاءة بشكل طبيعي، وبالتعاون مع العميل، ولكن هناك حالات يكون فيها التركيز مستحيلاً، مما يحتم استخدام المواد المخدرة، على كلٍ ينبغي تجنب الاعتماد على العقاقير،وتكرار المحاولات بدل الاعتماد على العقاقير والأدوية المخدرة .فالتنويم المغناطيسي التخديري كان يُستخدم خلال الحرب على نطاق واسع، لجمع المعلومات من الأسرى. كما استخدمه الجواسيس ومكافحو التجسس أيضاً. وفي حالات الإدمان، على المخدرات أو الكحول، يستخدم التنويم المغناطيسي التخديري عندما يوجد رفض أساسي للتعاون في التغلب على الإدمان، لأن هؤلاء المدمنين قد اعتادوا على أنهم معتمدون على مادة خارج قواهم الذاتية. وفي هذه الحالة يمكن أن تثبت المخدرات مؤقتاً أنها نافعة. وقد ثبت أن الأدوية المخدرة نادراً ما تؤثر على التنويم المغناطيسي، دون تقنيات المهارة مثل الاسترخاء والإيحاء. وقد ابتكرت أدوات معدنية وضوئية تساعد على إتمام عملية التنويم دون اللجوء إلى الطرق القديمة ولكن هذه الأدوات قد لا تكون ميسرة للشخص لذا كان لا بد من الرجوع إلى الطرق القديمة والتي لا تقل أهمية وفعالية عن ما هو موجود ألان في البلاد المتقدمة منها النظر إلى الشيء اللامع فوق الحاجبين ومنها النظر إلى الخطوط المشعة باللون الأسود والأبيض ومنها الدائرة المشطبة وغيرها من الطرق وكان لكل منوم مشهور طريقته في التنويم لذا سميت الطرق تلك بأسماء مبتكريها او مستخدميها من علماء النفس المشهورين منها :
1- طريقة الدكتور مسمر:
في هذه الطريقة من التّنويم، وضع مسمر مرآة في كل جانب من جوانب منزله، واستخدم الموسيقى، ورائحة الزهور. وكان المرضى يجلسون حول حوض فيه نار خفيفة، يتصاعد منها بخور، وكان يأمرهم أن يمسكوا بأيدي بعضهم، ثم يمر بينهم بالترتيب لامساً بعضهم ومشيراً إلى آخرين، وناظراً في عيون عدد منهم.
2- طريقة مدرسة نانسي:
في هذه الطريقة يجلس التابع على كرسي ورأسه مائلة إلى الخلف، و يقف المنوِّم خلفه ويحدق في عينيه إلى أن ينام، أو أن يجلس الشخص المراد تنويمه على كرسي مريح ذي مسندين، ويجلس المنوِّم على كرسي أعلى، ثم ينظر إليه، ويبدأ بملامسة الركبتين والكفين والإبهامين، للشخص الذي يراد تنويمه، ويرفع المنوِّم يديه ويشير بهما أمام وجهه، حتى يخضع المنوِّم لإرادته.
3- طريقة الدكتور جيمس برايد:
يجلس الشخص المراد تنويمه، في مستوى أقل من مستوى شئ براق، لامع بحوالي عشرين سنتيمتراً، حتى يضطر الوسيط لأن ينظر لأعلى حتى يراه، وفي ذلك نوع من إحكام سيطرة المنوِّم على النائم، حيث يجلس في مستوى أعلى منه، ما يجعله خاضعاً خضوعاً تاماً للتنويم المغناطيسي.
4- طريقة الدكتور شارل ريشيه:
يجلس الشّخص المراد تنويمه أمام المنوِّم، الذي ينظر إليه بعين المسيطر والآمر، مع الضغط الشديد على إبهامي يديه؛ ثم يمرر المنوِّم يديه أمام عيني التابع وجسمه، مع وضع ساعة بجوار أذنه ليسمع دقاتها المنتظمة.
فهذه الطرق تعرفنا بالأساليب المتبعة وقتها في التنويم المغناطيسي وقد بقيت هذه الطرق منتشرة فترة من الزمن حتى ابتكار الآلات المساعدات والتقنيات الحديثة لكن من المهم قبل كل شيء هو الإعداد المنظم للجلسة وتحديد الهدف ودراسة الشخصية ووضع الاحتمالات السلبية والايجابية ومعرفة مواطن الرفض والقبول أو الخطوط الحمراء ومعرفة الدخول السليم إلى عوالم اللاوعي العميقة ، علينا قبل الشروع بجلسة التنويم ان نختبر قدرة الشخص على الإيحاء والدخول إلى النوم فهناك طرق تساعد الشخص على الدخول إلى التنويم بلا توتر أو صعوبة بسبب الحاجز النفسي أو الحواجز الأخرى من الطرق المستخدمة في معرفة تقبل الإيحاء طريقة السقوط وتشابك الأيدي وغيرها من الطرق .
ويمكننا أن نوجز ما ذكرنا أنفا بان نقول أن طرق التنويم المغناطيسي نظريا تعتمد على :
1- التحديق بالعين أو بمعنى آخر إجهاد العين وذلك مثل تركز النظر - دون إغلاق الجفن -على نقطة أعلى من مستوى النظر أو التركيز على صورة.(طريقة التركيز البصري).
2- إجهاد عقلي مثل العد من 100- 1 مع إنقاص العدد 3 في كل مرة بمعنى 100- 97 - 94 - .... الخ .(طريقة العد).
3- الاسترخاء الجسدي التدريجي المتزايد .(طريقة الإيحاء).
4- استرخاء عقلي بالتخيل مثل أن تتخيل أنك جالس وحدك في مكان محبب أليك (طريقة الإيحاء).
5- فقد الاتزان : مثل الكرسي الهزاز او الجلوس في آلة دوارة .
طريقة يمكن ان نقوم بها قبل التنويم ..
طريقة تشابك الأيدي : اطلب من الشخص ان يغمض عينيه وان يشبك أصابع يديه مع بعضهما ثم قم أنت بوضع كلتا يديك عليهما واضغط برفق ثم ابدأ بالضغط الإيقاعي مع الإيحاء المستمر انك ستقوم بتشبيك الأصابع حتى لا يستطيع ان يفكهما إلا بأمرك ( أصابعك تشابكت لا يمكنك فكهما لا تحاول سيزداد تصلبهما ما ان تحاول إنهما ملتصقان مع بعضهما بقوة لا يمكنك فتحهما إلا بأمري لا تحاول إنهما يزدادان قوة وصلابة .. الخ ) بعدها قل له ستقوم بفتح يديه ولكن ما ان يفتحهما حتى يشعر باسترخاء وراحة ليس لها مثيل .
هذه النقطة تساعد على تعزيز موقف المنوم من الشخص المراد تنويمه لأنه سيشعر بنوع من الثقة والاطمئنان بقدرة المنوم ...
جلسة تنويم
أرخِ يديك واتركهم يستندون بشكل طليق إلى حضنك، او ذراع الكرسي. . . وغير متقاطعة وإذا كانت جلستك غير مريحة فيمكنك استبدالها بمكان وجلسة اخرى. . .
اريدك ان تنظر الى هذه النقطة التي على الباب . . . وركز رؤيتك عليه. وفي هذه الأثناء ، سأعطيك بعض التعليمات البسيطة التي ستساعدك لمواجهة التنويم المغناطيسي. انها اوامر سهلة جدا وسهل اتباعها فقط واجه وتقبل ما سأصفه لك.
ستجد ان الهدف الذي على الباب باستمرار التحديق به قد يزوغ بصرك وبأن نظرتكَ قد تتيهُ او رؤيتك قد تتشوه. . . إذا هذا يحدث ، كل ما عليك فعله هو إعادة التركيز ببساطة والاستمرار بالتحديق بانتظام في الهدفِ. . .
خذ نفسا عميقا وانفثه ببطء وهدوء. . . ستجد ان هذا الأمر يشعرك بالارتياح. . . انظر إلى النقطة . . . واستمع إلى صوتي . . .
ركّزْ انتباهك مباشرةً على المشاعر على الدفءِ والاسترخاء في الأجزاء المختلفة من جسمك. . . في رأسك وفي رقبتك. . . يديك وفي سيقانك. . . في صدرك وفي ظهرك. . . تنفس بحرية وبانتظام وبعمق. . . بحرية. . . بانتظام. . . وبعمق. . . ولكن ليس بسرعة. . . وليس ببطئ أيضا. . . فقط بشكل مريح لكَ لاحظ أن الاسترخاء يزيد بشكل تدريجي في كل جسمك . . . استمر بالاسترخاء لكي تشعر بالدفء والراحة اللتان تتجهان إلى ظهرك. . . أكتافك. . . ورقبتك. . . ويديك. . . وسيقانك. . .
ربما ستجد أن النقطة بدأت تتحرك يمينا أو يسارا أو أن لونها قد يبدو ضبابي ومشوّش. . . لا عليك ركز بالنقطة . . . مهما تَرى استمر بالتحديق في الهدف. . . استمر بالاستماع إلى صوتي. . . استمر إلى أن تصبح مرتاحا أكثر. . . مرتاح أكثر. . .ونعسان
وبينما تراقب الهدف جفونك تصبح أثقل. . . تصبح عيونك متعبة من التحديق. . . جفونك تبدو متعبة وثقيلة جداً. . . تنفس بحرية وبانتظام. . . وبعمق. . . الشهيق. . . الزفير. . . بحرية وبانتظام وبعمق. . . جفونك تصبح ثقيلة جداً. . . متعب جداً. . . قريباً سيغلقون من تلقاء نفسيهما. . . وكأنهما يلتصقان ببعض. . . كما لو أن هناك حقولاً مغناطيسية في الرموش. . . رموشك تنطبق .. تنطبق ..تنطبق .. تلتصق سوية. . . (إذا العيون لم تغلق قل له وهو في حالة التركيز) ليس هناك حاجة بالاستمرار بالتحديق واجهادهما أكثر...دعهم ينغلقون براحة ولا تقاومهما . . . أغلق عيونك ألان.
ركّز الآن في داخلك إلى ذلك الاسترخاء اللذيذ. . . ركز على مشاعر الاسترخاء والراحة في الأجزاء المختلفة من جسمك. . .
أولاً أريدك أن ترخي عضلات ساقك اليسرى. . . القدم الايسر. . . أصابع قدمك الايسر. . الفخذ الايسر. . . أرخ عضلات الساقِ الأيمن. . . القدم الأيمن. . . أصابع قدمك الأيمن. . .. الفخذ الأيمن. . .
فكّرْ بالاسترخاء في كل هذه المناطق. . . وبينما تفكر بالاسترخاء ، تصبح العضلات بتقدم تدريجي أكثر ارتياحا. . . وبعد ذلك أرخي عضلاتَ ظهرك. . . صدرك. . . رقبتك. . . أرخ كل جسدك. . . الظهر. . . الصدر. . . والرقبة. . .
وبعد ذلك أرخ عضلات ذراعك الايسر. . . يدك اليسرى. . . أصابع يدك اليسرى. . . ساعدك الايسر. . . ذراعك الايسر. . . كتفك الايسر. . . وبعد ذلك أرخ عضلات ذراعك الأيمن، يدك اليمنى. . . أصابع يدك اليمنى. . . ساعدك الأيمن. . .. . . كتفك الأيمن. . .
عضلاتك كلها تسترخي. . . عضلات الوجه تسترخي أيضاً. . .فقط فكر بالاسترخاء والراحة في كل هذه المناطق جسدك أصبح أكثر ارتياحا. . . وأنت تجد ان هذا الأمر مثير وممتع بالنسبة لك. . . فالاسترخاء يسري في كل جسدك. . . وأنت تشعر بشعور عميق من الراحة التي تتخلل جسمكَ. . .
أنت مدرك لصوتِي وما سأقوله لك. . .
وأنت ستكون قادر على الكلام معي عندما أتكلم معك. . .
يمكنك ان تتعمق في النوم . . . قل لنفسك لعقلك اللاواعي"الآن أذهب أعمق وأعمق ".. . . (مهلة). . .سأدعك تدخل التنويم كما وانك تخطو الى مصعد ساعد من 5 إلى 1 ( ابدا بالعد ) تخيل انك تخطو الى المصعد وتمسك بيدك مقابضه الجميلة بينما ينغلق الباب ويبدأ بالنزول بك الى النوم ويحملك اليه أعمق .. أعمق .. أعمق . . حين تصل إلى ذلك العمق المريح يمكن أن ترفع مشيرا بسبابتك لتخبرني انك وصلت (انتظر حتى يرفع السبابة) مكنك أن تخفض إصبعك ألان. . . انك ألان مرتاح جداً. . . ونائم بعمق. . .
الخروج من التنويم
بعد لحظات، سأبدأ بالحساب من 1 إلى 5. وكلما اعد رقما فأنك ستخرج من التنويم المغناطيسي بشكل تدريجي. عندما اصل إلى الرقم 3، ستفتح عيونك ، لكنك لن تكون مستيقظا بالكامل حتى أصل 5. عندما أصل 5، ستكون في حالتِكَ الطبيعية يقظا ومرتاحا .
التنويم على طريقة العد
كما ذكرنا فان جلسات التنويم او التقنيات التنويمية كثيرة اما الطريقة - الجلسة - التي نعول عليها كونها سريعة التأثير وتدخل الشخص إلى الإيحاء بشكل سريع هي طريقة العد حيث يؤمر الشخص بأخذ شهيق وزفير عميقين أكثر من عشرة مرات ثم يطلب منه ان يغمض عينيه ويفتحها خلال عملية العد أي انك إذا قلت ( واحد ) على الشخص ان يغمض عينيه زمنا قصيرا (2-3 ثانية) ثم يفتحهما بعدها بعد ان تعد إلى العشرة او خمسة عشر قم بإمساك يده اليمنى في منطقة النبض لكي تشعره بالأمان والراحة ثم استمر بالعد ستجد ان الشخص سيقاوم تثاقل الأجفان لكنه في النهاية سيستسلم للإغماض الطويل عند الرقم (17 أو 20) اما اذا كانت هناك مقاومة للنوم فعليك الاستمرار بالعد حتى الوصول الى تثاقل الجفنين ([4]).
عليك عند هذه النقطة ان تبدأ بالإيحاء بصوت هادئ وواثق وان تعمل على إدخاله الى الاستغراق والنوم العميق بطريقة الإيحاء والتخيل ثم تتركه فترة قصيرة ثم ترجع بعملية الإيحاء مجددا لمحاولة إدخاله حالة التنويم المغناطيسي ، عليك عند هذه النقطة ان تعمل على إيصاله إلى مرحلة التصلب والتخشب العضلي لفترة من الزمن مع تمرير السحبات المغناطيسية على الجسم ، وبعد عملية التخشب ابدأ بعملية إزالة التخشب مع الإيحاء انه ما ان تتم عملية الاسترخاء العضلي حتى يدخل في النوم العميق حيث لا يسمع أو يأتمر او ينفذ سوى ما تمليه عليه أنت..قم بوضع إبهاميك على المنطقة التي تعلو ملتقى الحاجبين فوق جبين الشخص المُنَوَّم برفق وهدوء وقل له استرخي وأنت تسحب بشكل قوس نازلا نحو الحاجبين .. دع عضلات يديك تسترخي.. دع عضلات قدميك تسترخي .. حاول ان ترتاح وخذ قسطا من الراحة .. جفنيك ثقيلان لا تستطيع فتحهما لا تحاول .. لا تحاول استسلم للنوم .. نام .. نام ..
بعد دقائق من هذه العملية ،أمره ان يأخذ شهيقا عميقا من منخريه واطرح الزفير من فمه بهدوء وبطيء كرر العملية مرة أخرى كي يساعدك على الاسترخاء والراحة ...يمكنك ان تنفخ ببطء على رقبته من الخلف فهذا يساعد الشخص على الاسترخاء والخلود للنوم .
ابدأ بتمرير يدك اليسرى على جسده لتحفز طاقة الهدوء والاسترخاء ثم مرر يدك اليسرى عكس عقارب الساعة فوق وجهه دون ملامسة راسما دورات وهمية لتحفيز طاقة الاسترخاء والهدوء وأنت تكرر الإيحاء .
بعد أن تنهي جلسة الإيحاء يتوجب عليك إيقاظ الشخص بطريقة لا تؤثر على فعالية الإيحاء الموجه له ، أما طريقة الإيقاظ فهي إجراء سحبات عرضية وان تقول للشخص وأنت تمرر كفك الأيمن مع عقارب الساعة على جسده ووجهه لتحفيز طاقة النشاط وقل له انك ستوقظه من خلال العد التنازلي من 10 إلى 1 وانك ألان تشحنه بالطاقة والنشاط والانتباه والقوة وحين تصل إلى الرقم واحد المس جبينه منبها وقل له استيقظ .. استيقظ ... ويمكنك ان تنفخ بوجهه إذا أردت والنفخ يجب أن يكون باردا وعلى الجبين والوجه ([5]) مثلما أن النفخ الحار من الخلف في منطقة الرقبة يساعد على الاسترخاء والدخول إلى النوم .وهناك طريقة أخرى بسيطة وسهلة وهي نقل النائم إلى الخارج حيث تيار الهواء البارد الذي سيوقظه طبيعيا ..
يحتاج طالب التنويم المغناطيسي إلى تدريب مستمر على التمارين التي تساعده في التركيز وعدم الشرود والتوتر وزيادة الانتباه والتوجيه الصحيح وتنظيم الأفكار وهناك تمارين كثيرة منها :
أ-السقوط إلى الوراء
قف وراء الشخص المراد تنويمه وضع يديك على رفشيه وتطلع إلى نقرته وقل بصوت حازم: "حين اسحب يدي ستشعر ان قوة تجذبك إلى الوراء .. لا تخف سأمسكك أنا"
ب- ضع يديك على ترقوة المراد تنويمه وحدق جيدا إلى جذر انفه بين العينين واطلب ان يحدق إلى عينيك وان يكون منتبها جدا وان يرخي عضلاته .قل له وبنبرة واثقة " حين اسحب يدي ستنجذب إلى الأمام ستسقط لا شعوريا إلى الأمام .. أنت تميل.. تميل لا تخف سأمسكك أنت تسقط " ([6])
ومن التمارين الأخرى حول التركيز :
ادخل في غرفة مظلمة وتخيل كرة لامعة ورائك وأنت واقف ، ركز عليها ستجد انك تميل إلى الخلف( وهي علامة نجاح التركيز ) كرر التمرين أكثر من مرة ثم ابدأ بتخيل نفس الكرة أمامك بين الحاجبين على بعد سنتيمترات ستجد انك تنجذب نحو الأمام.([7]) كل هذه الطرق او التمارين لها الأثر الكبير في تطوير القدرات المغناطيسية التي نملكها الا أنها مدفونة فينا ، والتمرين المستمر كفيل بإخراج الطاقات التي نملك ...
الختام
أخيرا ليس من كتاب ما أن يصنع منوما محترفا ، عليك ممارسة التمارين التي تحفز الطاقة وتزيد التركيز بالإضافة إلى دراسة علم النفس بمذاهبه وأبوابه وبالأخص تحليل الشخصية ومعرفة مدارس التحليل النفسي وأخر تطورات علم التنويم وطرقه الحديثة فضلا على انه هناك الكثير من مواقع الانترنيت العلمية المتخصصة بالتنويم المغناطيسي باللغة الإنكليزية منها مواقع تقدم استشارات ودروس ونشرات مجانية ومنها الذي يقدم الأفلام العلمية الخاصة والدروس الصوتية المطولة حول هذا العلم ، فمن الضروري الدخول إلى المواقع المتخصصة التي تملك ترخيصا دوليا كالجمعية البريطانية او الأمريكية الخاصة بالتنويم المغناطيسي.
انتهى الكتاب الى هنا
بحمد لله وفضله
([2])اضطراب نفسي شديد يتصف بالفوضى والتشوش في العمليات الفكرية وفي اضطراب الانفعالات وبعدم القدرة على التوجه في الزمان والمكان والأشخاص وأحيانا بالهلوسة والأوهام . راجع د. فاخر عاقل : معجم العلوم النفسية /مادة الذهان او النُفاس Psychosis ص 390 شعاع للنشر والعلوم حلب – سورية 2003
التعليقات (0)