مواضيع اليوم

التنويم المغانطيسي وتطوير الطاقة البشرية 1

شريف هزاع

2009-05-14 09:04:44

0

التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية

شريف هزاع شريف

الحلقة (1) من كتاب التنويم المغناطيسي

هذه حلقات من كتابي ( التنويم المغناطيسي وتطوير الطاقة البشرية )  الذي كان قد نشر في العراق وهي طبعة جيدة وتختلف عن الطبعة السورية التي صدرت عن دار الرضوان  ، وتوخيت نشره في مدونتي لكي تصل معلوماته الى من يهتم بهذا العلم وبتطوير النفس البشرية ..

ملاحظة:

لا يمكن الحصول على النوم المغناطيسي الكلي إلا عند 10 أشخاص من كل 100 تقريباً ، ويمكن الحصول على نوم مغناطيسي جزئي عند 40 شخصاً من كل 100 ، ولكن الإيحاء يؤثر بسرعة تكثر أو تقل على جميع الناس تقريباً بشرط أن يمارس بذكاء وبالتكرار ..

 

 

إلى زوجتي الشجاعة ..

التي وافقت على ان تكون جاهزة في أي وقت لجلسة تنويم أتوخى منها المزيد من الحقائق المخفية ..

شكر وتقدير

إلى رواد حلقات  مكتبة الرواق ...

الأصدقاء الذين ساعدوني في  أن ارصد خفايا العقل الباطن بمناقشاتهم المستفيضة في العلوم النفسية والباراسايكولوجية والروحية والعرفانية وبتثويرهم  للأسئلة  الهامة ..

أصدقائي الأعزاء

شكرا لكم جميعا لأنكم الذين كتبتم هذا الكتاب ...

شكر خاص

لقد كان لمواقع الشبكة العنكبوتية الفضل الكبير في الاستفادة من الصفحات التي وضعتها للتعريف بعلم الطاقة او التنويم الإيحائي اخص بالذكر مقالات وترجمات الأستاذ كامل السعدون على صفحات ( الحوار المتمدن) الخاصة بعلم النفس فقد استفدنا من جميع ما كتب وترجم فأتقدم له بالشكر الجزيل وأيضا موقع ( هلفورد 2000 ) واخص بالذكر المدرب القدير حمود العبري الذي افادنا شخصيا بتقنية الـ EFT الحديثة العهد  وموقع البرمجة اللغوية العصبية العربية وموقع الدكتور مصطفى محيلبة الأخصائي بالتنويم المغناطيسي  .

إليهم جميعا أقدم خالص الشكر والتقدير ..

مقدمة

نقل المستشرق الأسباني (آسين بلاثيوس) ([1]) تجربة للتنويم المغناطيسي حدثت قبل قرون طويلة عند قراءته موسوعة ابن عربي الشهيرة (الفتوحات المكية) ([2]) فقد قال:(ومن بين العجائب العديدة التي شاهدها ابن عربي حينئذ نراه يذكر حادثة غريبة من حالات الإيماء ألتنويمي حققها أبو مدين ([3])  مع ابن له عمره سبع سنوات جعله يرى من الشاطئ سفينة تسير من بعيد خارج مرمى البصر). وقد وردت هذه الحادثة في الجزء الأول من كتاب (الفتوحات المكية) حيث يقول ابن عربي:(كان للشيخ أبي مدين ولدٌ صغير من سوداء، وكان أبو مدين صاحب نظر، يدرك العلوم نظراً كما قررنا، فكان هذا الصبي –وهو ابن سبع سنين- ينظر ويقول: أرى في البحر في موضع صفته كذا وكذا سفناً، وقد جرى فيها كذا وكذا، فإذا كــان بعد أيام وتجيء تلك السفن إلى (بجاية)، مدينة هذا الصبي التي كان فيها يوجد الأمر على ما قاله الصبي فيها، فيقال للصبي: بم ترى؟ فيقول بعيني، ثم يقول: لا إنما أراه بقلبي ثم يقول لا، إنما أراه بوالدي إذا كان حاضراً ونظرت إليه رأيت هذا الذي أخبرتكم به وإذا غاب عني، لا أرى شيئاً من ذلك. ويبدو واضحاً جلياً مما ذكره الصبي –أنه مجرد وسيط وأنه لا يرى الأشياء إلاّ من خلال أبيه الذي أخذ دور المنوّم أو الموحي، وأن الصبي يرى الأشياء البعيدة ويصفها وصفاً دقيقاً وهو منوّم تنويماً مغناطيسياً تحت تأثير والده الشيخ (أبي مدين) ورغم الشواهد التاريخية على أصالة التنويم المغناطيسي حيث تبين انه يعود إلى أقدم من هذا الزمن ، وانه قد استخدم في الحضارات القديمة ([4]) رغم كل هذه الشواهد التاريخية والعلمية ، لازال بعض الناس يعتقد ان التنويم مجرد خرافة ، أو وهم ومنهم من يعتقد  أن قوة إرادتهم الحديدية ورفضهم للخضوع لأي صور التنويم المغناطيسي يؤهلهم ان يكونوا أنداداً للعلم في حين أن المسألة تلك في غاية البساطة وهي إن التنويم ليس قدرة استعراضية للتحدي والمباراة او لإظهار القدرات النفسية والروحية بل هو أداة للعلاج وتطوير الذات ومعرفة النفس واستقصاء الأخطاء السلوكية والنفسية وعلاجها وان دور الأخر يعتمد على قناعته بضرورة العلاج أو تطوير قدراته النفسية والروحية ، فالتحدي أمر غير صحيح لأنه معاندة لطاقات اللاوعي الذي يملك مساحة اكبر بكثير من مساحة الوعي لذا فان طاقات اللاوعي كبيرة جدا ولا يستطيع الإنسان ان يتحدى بـ 10% التي يملكها (الوعي) 90%  التي يملكها اللاوعي .

السؤال الذي يتبادر إلى ذهن امرئ قرأ كتابا في التنويم هو : ( هل بمقدوري ان أمارس هذه التجربة ، هل أستطيع ان أنوم شخصا ما ؟...... الخ ) وهو سؤال ايجابي بالفعل ، في حين ان هناك من ينكر التجربة من جذورها وينكر القائمين بها معتبرا إياها ضربا من ضروب الخفة أو الاحتيال أو السحر ؟! ما نحاول تبيانه في صفحات هذا الكتاب هو تأهيل الفرد لفهم التنويم المغناطيسي وفهم مقدمات العمل اللازمة للخوض فيه من تمارين وتوضيحات كافية فالحقيقة التي ننطلق منها هي إن أي إنسان يستطيع إحداث إيحاء ايجابي لنفسه كما يمكنه أن يقوم بتنويم أي إنسان يؤمن بضرورة التجربة وفعاليتها لكن بعد التدريب والإطلاع على تفاصيل هذا العلم ، وأنبه إلى أمر مهم يتعلق بشخصية المنوم المغناطيسي وهو أن يكون مطلع على  مبادئ علم النفس ومدارسه وتطبيقاته النفسية وتحليل الشخصية والعلاج بخط الزمن ([5]) .

الأمر الأخر الذي يعرضه الكتاب هو تنمية القدرات الفطرية وتطوير القدرات المكبوتة التي يملكها الإنسان فالمثابرة على تطوير القدرات العقلية والنفسية من خلال التمارين المدرجة في الكتاب وهي في غاية الأهمية لما تقدمه من تعديلات ايجابية على حياتنا قد لا توصل المرء إلى احتراف التنويم إلا أنها بالتأكيد ستعطينا الطاقات الإضافية لممارسة الاستشفاء وتطوير الذات ومساعدة الآخرين أو علاج النفس عن طريق التنويم الذاتي وهو الأمر الأجمل من كل التجارب النفسية ، فهو أداة جيدة للعلاج وتغيير السلبيات النفسية ،  لذا نفضل ان يتدرب الإنسان على تمارين الاسترخاء والتأمل وتحرير الطاقة واكتساب القدرات النفسية الايجابية والتنويم الذاتي قبل الخوض في التنويم المغناطيسي لان كل ذلك سيكون في خدمة تجربة التنويم المغناطيسي .

لقد عمدنا إلى عدم حشو الكتاب بالمصطلحات النفسية الأكاديمية ليكون الموضوع بسيطا وفي متناول الجميع وقد أدرجنا فيه التمارين الضرورية التي نجدها بسيطة ولا تحتاج إلى مدرب أو دورات تأهيلية لان العلوم الروحية الحقيقية هي التي تتسم بالبساطة والوضوح والتي يعتقد الكثير أن شدة الوضوح التي فيها تجعلها غير معقولة وغير مجدية وهو باب العقل الحديدي الذي لا يمرر التجربة الروحية ، فنبقى سجيني النفس التي لا تستوعب بساطة التجربة الروحية ..

أرجو أن يقدم لك هذا الكتاب معلومات كافية عن هذه التجربة المفيدة وان لا تعتبره مرجعا نهائيا في هذا العلم فالأمر لا يمكن أن يحاط بكتاب واحد وارجوا أن تسامحني  إذا نسيت أن اذكر تفاصيلا كان من المفترض ذكرها، أو فاتني سهوا أدراجها ...

العقل البشري

يقسم الدماغ إلى قسمين يعملان بطريقتين مختلفتين . فعمليات المنطق والتفكير ألسببي والرياضيات والقراءة والكتابة واللغات والتحليل تتم في القسم الأيسر، في حين تتم عمليات التعرف والتناغم والصور البصرية والخلق و التركيب والأحلام والعلامات والعواطف في القسم الأيمن. فعملية حسابية لإيجاد حاصل جمع رقمين مثلاً تتم في القسم الأيسر، في حين إن عملية تذكر شكل أحد الشوارع تتم في القسم الأيمن. وإن عمليات التصوير الخلاّق تجري في القسم الأيمن من الدماغ. فعند الرسام أو النحات أو الشاعر يكون القسم الأيمن هو المهيمن، في حين أن القسم الأيسر يكون هو المهيمن عند الفيزيائي أو العالم الرياضي. وهناك حالات يكون فيها القسمان يعملان بتوازن كما في حالة أولئك القدماء الذين كانوا يبرعون بنواحي الفن والرياضيات أو الطبيعيّات والطب والموسيقى في آن واحد والذين يوجد منهم عدد أقل في هذه الأيام بسبب التخصص الشديد .

الإدراك الباطن (اللاوعي)

يقوم العقل بالوظائف المعقدة للأجهزة الإرادية واللاإراديــة في الجسم بالإضافة إلى الإدراك والفهم والتفكير والإبــداع .

 العقل الواعي يقع عليه عبء التفكير والاختيار .

العقل الباطن ينفذ بردود فعل مطابقة للأفكار التي يتلقاها .

وظائف العقل الباطن :

1- تخزين المعلومات والذكريات .

2- معقل العواطف والمشاعر وموجه الرغبات والميول .

3- ينظم الأفعال اللاإرادية كالتنفس والنبض والهضم والدورة الدموية .

4- سجل العادات ومستودع المهارات .

5- يتحكم ويوجه الطاقة الجسدية والنفسية .

6-إذا اعتقد عقلك الواعي شيئا فإن عقلك الباطن سيقبله ويشرع في تحقيقه .

7- اعتقد في قدرتك على السلوك السليم وانعم بالحياة السعيدة .

8- راقب ما تقول فإن عقلك الباطن سينفذ. ([6])

أن العقل الباطن يمثل حوالي 90% من حياة الفرد ، لذا فإن أي خلاف بين الوعي والعقل الباطن يكون غالبا لصالح العقل الباطن حيث يمثل اللاوعي بنك المعلومات والذكريات والرغبات والعادات و يستطيع تسجيل 50 لقطة فى الوقت الواحد، على خلاف العقل الواعي الذي يدرك لقطتين فى الوقت الواحد لا أكثر اما الدكتور الفقي فيقول " العقل الواعي لا يستطيع ان يستوعب اكثر من 7 معلومات في وقت واحد ( في الثانية ) وفق ما قاله  العالم جورج ملر ، أما عقلك اللاواعي يستطيع استيعاب 2 مليون معلومة في الثانية "([7])

 فعلى سبيل المثال عندما تتحدث إلى شخص آخر فإنك تركز" العقل الواعي " في كلامك أو كلامه وقد تكون أللقطة الثانية رؤيتك لعينيه. أما العقل الباطن فيسجل إضاءة الغرفة ودرجة حرارتها ولون ملابسه، وأي ضوضاء خارج الغرفة وغير ذلك ([8]).

إن مشكلة العقل الباطن هو ترتيب الأشياء بأي شكل، والكثير يعتقد ان عمله يخلو من المنطق ، والحقيقة انه يقوم بترتيبها وفق منطق لا نعرفه بعد ، فالنظام بين الوعي واللاوعي مختلف جذريا، فاللاوعي هو الخطوط الخلفية للتخزين الهائل الذي يقوم به العقل البشري فالوعي لا يستطيع أدراك أربعة معطيات في وقت واحد حيث ان قنوات الإدخال محدودة جدا في حين يدخل في اللاوعي مئات المعلومات دون أن نشعر بها !

                                                                            يتبع في الحلقات القادمة


 

(1) ابن عربي حياته ومذهبه : ترجمه الكاتب والمفكر العربي عبد الرحمن بدوي رحمه الله وصدر عن وكالة المطبوعات – الكويت ودار القلم – بيروت

(2)وهي اشهر وأعظم المصادر العرفانية في تاريخ الإسلام فهي موسوعة فكرية وفلسفية وعقائدية كتبها الشيخ الأكبر ( محي الدين بن عربي) بنسق صوفي خاص .

(3)وهو ابو مدين الغوث اشهر شيوخ التصوف الإسلامي في المغرب العربي وهو من أهم شيوخ محي الدين بن عربي .

(4)راجع كتاب Mind Probe Hypnosis لمؤلفه Irene Hickman  وراجع الفصل السادس عشر  من كتاب Healing System Alternative And Choices : Published by :- Orient Paperback

(5) وهي احد أهم التقنيات المعاصرة في العلاج ابتكرها الدكتور تاد جيمس وهو من ابرز شخصيات القرن العشرين ومن اهم رجالات البرمجة اللغوية العصبية ويعرّف الأستاذ رياض الدوسري المدرب والمعالج المعتمد دوليا  تقنية العلاج بخط الزمن (Time Line Therapy) بأنها (طريقة ممتازة وسريعة للعلاج المختصر لان هذه الطريقة تعطي وسائل سريعة لتغير سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى مجموعة من اشكال السلوك غير المرغوبة أو الحالة النفسية الداخلية غير المريحة كذلك المشاعر الثانوية الناتجة عن تلك الأحداث المشابهة والمشاعر السلبية، بهذه الطريقة يزيل المعالج المشاعر والاعتقادات السلبية من العميل فيصبح ذا مشاعر ايجابية تزيد من قوته).

(6) راجع د. إبراهيم الفقي . البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية 2001 ، و كتابه . قوة التحكم في الذات ، المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية 2000 .

(7) الدكتور ابراهيم الفقي : محاضرة صوتية حول قوانين العقل الباطن

(8) طب النوم / العلاج بالإيحاء الدكتور علي محيلبه ( من موقعه على الانترنيت )

 

 

يتبع




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات