مواضيع اليوم

التنميه المستدامه للمواطن العربي

مجدي المصري

2010-02-01 08:44:36

0


بمناسبه تكرار مباريات كره القدم المحليه والقاريه والعالميه وبصرف النظر عن نتائج أهدافها فهذه النتائج سجالا يوم هنا ويوم هناك والكره المستديره تركلها الأقدام في جميع الجهات ولا تتوقف عن الدوران علي الاطلاق ولا توجد قاعده ثابته لها ..
و ما يهمنا هنا أن نستعرضه للقارئ الكريم المتبقي لدينا بعد إنصراف الجميع عقب إنتهاء الماتشات .. ليس المباريات الكرويه فنحن لم نكن يوما من أهلها ولا من مشجعيها ولكن نحن نستقرئ الأحداث أو النتائج التي أسفرت عنها مباريات كره القدم ..
فالنتائج المنظوره ومحصلاتها تتلخص في أن الخطط الخمسيه للتنميه البشريه للمواطن العربي قد أتت بثمارها المرجوه .. وأن المواطن العربي وخاصه الفئه العمريه التي تشمل مرحله الشباب قد أثمرت التنميه الكرويه فيهم عن نتائج ممتازه جدا ..
لذلك سوف نستجلي للقارئ الكريم الخطط الخمسيه لتنميه المواطن العربي كرويا ..
تمهيد :- المواطن العربي وخاصه الشباب لديه فراغ بالنسبه للوقت وللفكر معا فبالنسبه للوقت يتواجد الملايين من الشباب العربي في الشوارع والطرقات ويتسكعوا علي النواصي أو تعج بهم المقاهي بسبب عدم وجود عمل أو ما نسميه "البطاله" فماذا هم فاعلون ..
لا شيئ سوي الفراغ القاتل بلا أي أمل في الحصول علي فرصه عمل أو مستقبل أو زواج أو أسره أو أي شيئ من هذا القبيل ..
أما بالنسبه للفكر فقد إعتمدت خطط البقاء في السلطه للنخب الحاكمه في الوطن العربي علي مبدأ أساسي وهو تسطيح المواطن العربي فكريا عن طريقين هما التعليم والإعلام ..
فالتعليم تم إفراغه من محتواه ومضمونه وتم تحويله الي سلعه تباع وتشتري لمن يملك ثمنها حتي المباع منها فهو في حدود محاطه بسياج عالي ليصبح تَعلُم فقط وليس تَثقف أو تنميه للعقول ..
وأما الإعلام فقد هبط مستواه وجلست الراقصات علي قمته وأصبح التعري والإثاره منهجه وإحتلت أصوات الغربان والبوم ساحات فنه ..
أما أدبه الراقي وفكره المستنير وفنه الرفيع فقد تم التعتيم عليها تماما فتثقيف الفكر والوجدان أصبح من المحرمات الآن ..
من كل التمهيد السابق نصل الي لُب الخطط الخمسيه والتي تم ويم تنفيذها بكل دقه منذ سنوات طويله ماضيه من المحيط الي الخليج والتي تم مَنهجه كره القدم فيما يشبه المناهج التي تدرس في المدارس عن طريق الجرائد الرياضيه المتخصصه وصفحات الرياضه التي لا تخلوا منها جريده والقنوات التليفزيونيه الرياضيه المتخصصه والبرامج الرياضيه في قنوات الدراما إجمالا كل وسائل الإعلام المقروءه والمسموعه والمرئيه ..
أسماء اللاعبين وأسماء الفرق الرياضيه والمدربين وبيانات المسابقات الكرويه وجداول مواعيد المباريات وأخبار اللاعبين وأسعار اللاعبين .. الي آخره
مناهج كامله متكامله تتكر يوميا حتي حفظها الناس عن ظهر قلب وهؤلاء الناس لو سألتهم عن أسماء العواصم العربيه وموقعها علي الخرائط لجائتك إجابه تبتعد تماما عن خط الوسط وربما تأتيك الإجابه في صوره ضربه جزاء ..
بالإضافه الي نشر روح التعصب والقبليه والعنصريه بين الناس وإذكائها بين المشجعين حتي يُصبح الشجار العنيف بل وربما إزهاق الأرواح يسيرا علي النفس في سبيل الفريق المفضل حتي أنه غلب علي الوازع الديني لدي البعض فتجد مثلا من يصلي الفروض حاضرا في مواقيتها يتخلف ويصلي الفرض قضاء إذا تعارض ميقات الصلاه مع "الماتش" فيؤجل الصلاه لما بعد إنتهاء الماتش حتي لا تفوته رؤيه الأجوال جمع جول وليس جوال !!
هكذا نجحت الخطط الخمسيه تماما وتلهي الناس عن مشاكلهم وهمومهم ومعاناتهم وتوحدوا في ملاحم نادره لتشجيع هذا الفريق أو ذاك ولم يكتفوا بالوقت المستقطع من حياتهم في المشاهده بل وبعد المباريات تخرج الجماهير الحاشده في ثوره ليس علي الظلم والاستبداد ولكن ثوره كرويه يجوبون فيها الشوارع حتي الصباح حاملين الأعلام وحارقين للأعلام المضاده والتي لا يعرفونها سوي أثناء المباريات فقط هاتفين بملئ حناجرهم للفريق الوطني وللمدرب الوطني وكلهم إيمان وأمل في غد مشرق كرويا ..
ولا تكتفي الجماهير الحاشده بذلك بل تصطحب معها أطفالها ليتلقنوا من أولي أمورهم أول دروس الحياه وربما تكون الأخيره التي يعلموها لهم الا وهي كره القدم وتوابعها ..
هكذا وبكل فخر يشعر المواطن العربي بالفخار والغزه والشموخ لأن الخطط الخمسيه والخطط المستدامه كلها كُللت بالنجاح وقد وصلنا بالمواطن العربي الي العالميه الكُرويه ثقافه وتثقيفا وإن كنا نعرف في السابق ما كان يسمي شهاده العَلَميه التي كان يتحصل عليها حفظه القرأن من خريجي الأزهر والذي تم تنحيته اليوم جانبا بعيدا عن الأحداث بعد التشكيك في كل قياداته ورموزه ليفقد وجوده علي الساحه العربيه كما تم إفقاد الساحه العربيه الكثير من الرموز الأخري النتويريه والتثقيفيه والعلميه والحداثيه ووطئتها الأقدام اللاهثه خلف كره القدم .. حتي أغنيه أمجاد يا عرب أمجاد في بلادنا كرام أسياد إختفت إسطوانتها من مكتبات الإذاعات العربيه وحلت محلها إسطوانه بوس الواوا أح ..
لنصل الي النهايه المحتومه ويصبح شعار المواطن العربي الكروي ..
أح .. بوس الواوا .. أح .. جووووووووووووول ...
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات