التطور العمراني أو التنمية المادية على حساب التنمية البشرية أو الصناعية أسلوب متبع في كثير من دول عالمنا العربي أدى الى تأخر التطوير العلمي والصناعي والتنموي بمجمله، فكثير من الدول بدأت معنا ككوريا والبرازيل والصين وباكستان وماليزيا بعضها اصبح عضواً بالنادي النووي , والبعض منها له بصماته وتجربته الصناعية الواضحة.
فنما اقتصاده وتطور حتى غدت بعض هذه الدول من اقوى الاقتصاديات في العالم. أما نحن فما زلنا في ذيل القائمة في معظم المجالات، لأننا سلكنا سلوكاً مختلفاً, فاعتمدنا التطور العمراني (الذي اقصد به التنمية المادية) دون البشرية أو الصناعية بمعنى تجميل المظهر دون الجوهر. أي بتجميل المدن وتوسعها والاهتمام بالمباني العالية وترخيمها والاسواق التجارية المتعددة لإخفاء قصورنا بعدم وجود خطط وبرامج واقعية للبحث العلمي وللتنمية البشرية والصناعية لإنشاء مصانع حقيقية يعتمد عليها في توفير المواد الخام أو قطع الغيار اللازمة محلياً لتصبح لدينا منظومة أو دورة تصنيع متكاملة تعتمد على نفسها محلياً. كذلك لم نخطط لتأسيس مراكز أبحاث حقيقية يدعهما القطاع الخاص تساعد في تطوير المنتجات وتقلل من التكلفة لتنافس المستورد.
خلاصة القول ان التنمية ,والبحث العلمي والتطور في العالم العربي لا يتوازى أو يتناسب والتطور في العالم الآخر لأنهم خططوا للتنمية البشرية والصناعية قبل المادية. وبعد ان تخطوها تحولوا لإكمال جوانب التنمية المادية. فالتقدم والتنمية والدخل القومي لا يقاسان بمدى وحجم التطور المادي.
ولتبسيط الفكرة للبعض فهي كشخص يحمل درجات علمية وثقافة عالية ولا يملك بيتاً وسيارة فارهة .. مقابل آخر يمتلك بيوتاً وسيارات عديدة لكن دون علم وثقافة ينتفع بهما. فالأول اهتم بالعلم والثقافة على حساب المادة ولديه الوقت لتحقيق المكسب المادي ..
اما الثاني اهتم بالمادة على حساب العلم والثقافة فعمد الى تجميل مظهره..
وهكذا نحن..
التعليقات (0)