مواضيع اليوم

التنمية الثقافية

طالبه تخشى الموت

2010-11-27 19:11:36

0

التنمية التى تتخذ من الإنسان غاية لها ينبغى أن تنطوى على بعد ثقافى واعتراف المجتمع بضرورة وضع الثقافة فى صلب عملية التنمية بدأ ينعكس فى أشكال عملية بالفعل وإن لم يكن على نطاق واسع بعد غير أنه هناك ثمة نقصاً حاداً فى الموارد البشرية اللازمة لإعداد وتنفيذ استراتيجيات التنمية الثقافية والتنمية الثقافية لا تعنى الحفاظ على التراث فقط وإنما أيضاً تعنى إثراءه وتجديده حتى يمكن لعملية التحديث أن توفق بين متطلبات التغيير ومتطلبات استمرارية الحياة الثقافية. (1)
والثقافة هى الإطار الفكرى لعملية الإدراك الجماعى، ومن هذا المعنى فأنها مصدر من مصادر الالتحام الجماعى والتمايز الوطنى وكذلك تعد مرآة للواقع الإنسانى والرؤية الذاتية للحضارة القومية بما يعنيه ذلك من تماسك تاريخى وثقة فى التراث والانتماء. والثقافة أيضاً هى المادة التى منها وبها يكون مضمون ومقومات الولاء وهى قيم وتقاليد وممارسات .. ونظام متكامل لا يقبل التحليل ولا يعرف إلا التماسك التصاعدى ... (2)
ويذهب الباحث "ماكدونالد" إلى أن هناك ثلاث ثقافات فى المجتمع الجماهيرى، هى الثقافة الراقية أو الرفيعة: تشير إلى العمل الدؤوب الذى تقدمه الموهبة العظيمة والعبقرية وهو العمل الذى يحاول أن يصل إلى أقصى درجة من الفن ويصنعه الصفوة الثقافية أو أنها تشرف على صنعه، أما الثقافة الجماهيرية فيشار بها إلى "السلع الثقافية" التى تنتج فقط من أجل السوق الجماهيرى، وهى سلع متماثلة ومتشابهة لأنها تميل إلى إرضاء أذواق جمهور غير متنوع ووفقاً لتوتفيل فأن هذه الثقافة الجماهيرية تجذب ولكنها ليست أصيلة تماماً لأنها تهدف إلى الاستهلاك الجماهيرى وليس إلى تحقيق الكمال ومن الأمور التى تميز الثقافة الجماهيرية أنها تجعل الجمهور يهتم بالرموز التى تتناول الأشياء العامة والاهتمامات البعيدة وأما "الفن الشعبى" فهو الموهبة الطبيعية عند الشخص العادى الذى ينتمى إلى الطبقات الشعبية، ويتم التعبير عنه بالأغانى الشعبية والرسوم البدائية، وما شابه ذلك. (3)
ويعرفها "تيلر" أنها ذلك الكل المعقد الذى ينطوى على المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف والعادات وعير ذلك من القدرات التى حصل عليها الإنسان بوصفه عضواً فى مجتمع، ويقول "ردفيلد" الثقافة هى مجموعة المفاهيم والمدركات المصطلح عليها فى المجتمع، وهى تنعكس فى الفن والفكر والأعمال وتنتقل عن طريق الوراثة والتقليد عبر الأجيال فتكتسب الجماعة صفات وخواص مميزة (4) ويرى الدكتور "محمد سيد محمد" أن الثقافة تعبير عن الفكر الإنسانى وتنمية لهذا الفكر بمختلف الوسائل المتاحة فى المجتمع. (5)
وقد قدمت تعريفات أخرى للثقافة فهى أساساً نتاج إنسانى للتفاعل الاجتماعى بين أفراد مجتمع من المجتمعات وتوفر أنماطاً اجتماعية عامة مقبولة يستجيب الأفراد فى ضوئها لحاجاتهم البيولوجية والاجتماعية وهى تنتقل من جيل إلى جيل فى المجتمع وتتراكم نتيجة هذا الانتقال وهى محملة بالمعانى التى يعبر عنها الأفراد بلغتهم بما فيها من رموز ولذلك فهى ليست فطرية وإنما يكتسبها الفرد من سياق نموه وسط هذه الجماعة وتعتمد فى وجودها واستمرارها على استمرار المجتمع وإن كان هذا الوجود والاستمرار لا يتوقفان على وجود فرد بعينه أو جماعة بعينها. (6)
ويعرف "كوكهن" الثقافة بأنها أساليب الحياة المختلفة التى توصل إليها الإنسان عبر التاريخ والتى توجد فى وقت معين والتى تكون أساليب إرشاد، وتوجيه لسلوك الأفراد فى المجتمع، وقدم "جان كلودفيللو" فى كتابة "الشخصية" تعريفاً للثقافة فى قوله أنها "مجموعة المعايير والقيم ومعايير السلوك التى تترجم أسلوب حياة الجماعة، ولفظ "ثقافة" على نحو ما هو مستخدم فى علم الاجتماع، وعلم النفس يعنى كل ما يشارك أو يدخل مباشرة فى سلوك أعضاء الجماعة. (1)
ويقول "هيرز كوفيتر" الثقافة هى أسلوب حياة الناس، بينما المجتمع هو المجموع المنظم للأفراد الذين يتبعون أسلوباً معيناً فى الحياة، وقد عبر "لينتون" عنها بأنها الصورة الإجمالية العامة للسلوك المكتسب المتعلم ونتائجه والذى يتقاسم عناصره المكونة له أعضاء جماعة معينة وينتقل من جيل إلى آخر.
والخصائص الأساسية للثقافة هى:
1- تتألف من الدين، والفلسفة والفن الأدب والعقائد والأخلاق والقانون والعرف والعادات والتشريع والقيم العامة السائدة فى المجتمع.
2- تعتبر بالنسبة لأفراد الجماعة بمثابة النماذج والمعايير والقيم التى يشاركون فيها.
3- مكتسبة، والتراث الثقافى يتراكم وينتقل من جيل إلى آخر لكى تبقى هذه الثقافة وتستمر. (2)
والثقافة هى عناصر بناء العقل، والشعور لدى أفراد الأمة من أفكار وعقائد وقيم ومثل عليا عن طريق التربية المستمرة فى المدرسة والمجتمع ويتمثل ذلك فى الآداب والعلوم والفنون على تعدد أنواعها وبأوسع معانيها وأشملها. (3) والثقافة هى وسيلة وأسلوب يلجأ إليهما المثقف إسهاماً منه فى تجميل حياة الآخرين، ونظراً لطبيعة النتاج الثقافى بشكل عام والإبداعى بشكل خاص وما يتميز به هذا النتاج من تنوع فردى فإنه من الطبيعى أن يحدث التنوع الثقافى والإبداعى على صعيدى الأساليب والمضامين، وهو تنوع يأخذ شكل الضرورة. (4)
والدين ليس نقيضاً للفكر والثقافة، وغذا كانت الثقافة تعمل على تحرير الإنسان من سلطة الجهل فإن الدين يعمل على تحرير الإنسان والثقافة معاًُ من مخالب الجهل والاختلاف والاغتراب ومن كل ما من شأنه تدمير أنسبة الإنسان وصدق رسول الحق "محمد" (صلى الله عليه وسلم) والقائل "إن من البيان لسحراً، ومن الشعر لحكمة، والذى توج الشعر ببردته الطاهرة، وتوج البيان بأحاديثه الشريفة. (5) ومن أشعر تعريفات الثقافة تعريف المفكر الغربى "بيرستد" بأنها ذلك الكوكب المركب الذى يتألف من كل ما تفكر فيه أو ما تقوم بعمله أو نتملكه كأعضاء فى المجتمع. (6)
ويعرفها "كلباتريك" بأنها كل ما صنعته يد الإنسان، وعقله من أشياء ومظاهر من البنية الاجتماعية، أى كل ما اخترعه الإنسان أو اكتشفه، وكان له دور فى العملية الاجتماعية. (7)
والثقافة هى ذلك النسيج الكلى المعقد من الأفكار والمعتقدات والعادات والتقاليد والقيم والاتجاهات وأساليب التفكير والعمل وأنماط السلوك وكل ما يبنى عليها من تجديدات أو ابتكارات أو وسائل فى حياة الإنسان مما نشأ فى ظله كل عضو فى الجماعة، ومما ينحدر من الماضى فيأخذ كما هو أو يطور فى ضوء ظروف الحياة والخبرة. (8)
وتضم المكونات الثقافية جميع الجوانب المادية، وغير المادية فى مجتمع من المجتمعات كالمؤسسات الاجتماعية وأنماط السلوك وعادات الناس وآمالهم والأفكار والمعتقدات والقيم وأدوات الإنتاج ولغة التفاهم ووسائل الاتصال بين أفراد الجماعة ومن ثمة فهى تتناول جميع الجوانب الفكرية والنفسية والخلقية والسلوكية المكونة فى النهاية لشخصية الفرد وهويته الثقافية الكبرى العامة (القومية) والتى تميزه عن الأمم الأخرى وتؤدى الثقافة دوراً فعالاً ومهماً لمجتمعاتها فهى الرباط لتوحيد المجتمع وتنظيم الحياة الاجتماعية فيه لما تمنحه لأهلها من أرضية مفردات اجتماعية مشتركة تيسر لهم التفاعل والاتصال والفهم بحيث تتضمن عاداته الاجتماعية ولغة التفاهم والتواصل بينهم ومعارفهم ومعتقداتهم الدينية والفنون التى يمارسونها. (1)
والثقافة قاعدة أساس لبناء الحضارة فى أى مجتمع إنسانى، وهذا مرجع اهتمام العلوم الاجتماعية والعلوم التربوية بمفهوم الثقافة، والذى يحتل مكانة مهمة فيهما، وعليه فثقافة المجتمع تشمل كل عناصر الحياة العامة لشعب من الشعوب، بما يسوده من عقائد وعادات ونظم تربط الأفراد بروابط العربى وحروب التسلية والمتعة وكل ألوان الفنون والآلات النافعة كأدوات الصناعة وأنواع الصناعات وغير من القوانين والنظم والمؤسسات وتسهم فى تشكيل أفراد المجتمع فتجعلهم يتسمون بالجدية والطرافة والانضباط أو العكس أو الإقبال على الحياة فتكون هذه عقيدة (أيديولوجيا) اجتماعية وبمثابة (إطار) ينظم عقيدة وتصورات الأفراد ويطبعها بطابعه والتى بدورها تترك بصمتها على أيديولوجيات الأفراد فتكون هذه الإيديولوجيات قربى، وصلة الرحم بينهم. (2)
وتعرف "سهير جاد" الثقافة بأنها ظاهرة تفاعل المجتمع مع واقعه تفاعلاً حراً يعكس درجة شعوره بالقيم، والنظم التى ورثها، ثم موقفه منها فيما يحرص على تحقيقه من قيم جديدة ونظم ومثل وصنوف تحريم وتحليل تختلف حتماً باختلاف الشرائح الاجتماعية فضلاً عن اختلافها على حسب العصور والأمم. (3)، وعرفها "تروبير" بأنها مجموع ما يتعلم، وينقل من نشاط حركى، وعادات وتكنولوجيا وأفكار وقيم وما ينشأ عنها من سلوك فالثقافة هى الإجابة عبر الرموز عن كل ما يواجه المجتمع من تساؤلات حول ماضيه وعلاقته وحاضره وموقفه منه ومستقبله ونظرته إليه. (4)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(1) محمد منير حجاب، مرجع سابق، ص 854.
(2) عايد طه ناصف، التخطيط البرامجى الأمثل للطقل العربى (القاهرة – مجلة الفن الإذاعى - عدد 104 – اتحاد الإذاعة والتليفزيون – يناير 1985) ص 80.
(3) سهير جاد، الإعلام الثقافى .. والخصائص التثقيفية للتليفزيون (القاهرة – مجلة الفن الإذاعى – عدد 108 – اتحاد الإذاعة والتليفزيون – يناير 1986) ص ص 35، 37.
(4) سلوى إمام، نقل الثقافة بوسائل الإعلام الجماهيرية (القاهرة: مجلة الفن الإذاعى – عدد 107 – اتحاد الإذاعة والتليفزيون – أكتوبر 1985) ص 77.
(5) محمد سيد محمد، مرجع سابق، ص 54.
(6) سلوى إمام، مرجع سابق، ص 78.
(1) المرجع السابق، ص 78.
(2) المرجع السابق ص 78 : 80.
(3) أحمد محمد صقر، وأخرون، اللغة العربية 0القاهرة: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، 2004، ص 76.
(4) عزة رشاد، قناديل ... مقالات نقدية (الإسكندرية: مطبعة الانتصار، ب. ت)ص 58.
(5) المرجع السابق، ص 72.
(6) موسى سليمان الفايدة، دور وسائل الإعلام فى توعية الشباب الجامعى العربى بالتحديات الثقافية التى تواجه الأمة العربية فى عصر العولمة طدراسة ميدانية على عينة من الشباب الجامعى العربى"، ص 8
(7) سعيد عبد الرحمن محمد باعباد، مرجع سابق.
(8) عصمت نصر سويدان، أتكامل أم تناقض فى ضوء الثقافة التربوية والثقافة الإعلامية، مكتبتنا العربية.
(1) المرجع السابق.
(2) المرجع السابق.
(3) سهير جاد، البرامج التليفزيونية والإعلام الثقافى (القاهرة: الهيئة المصرية العام للكتاب 1987) ص 47.
(4) ماجدة مراد، شخصياتنا المعاصرة بين الواقع والدراما التليفزيونية، ط1 (القاهرة: عالم الكتب، 2004) ص41.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !