التنمر السلوك المرضي
المتنمر ابن بيئته فهو ليس كائناً فضائياً بل من المجتمع وسلوكه نتيجة لما نشأ عليه، التنمر سلوك عدواني يمارسه الشخص عندما يشعر بالغيره أو بالتهميش أو بعدم المساواة أو عندما يشعر أنه أقل من الضحية، ينتشر التنمر في بيئات الجهل والفقر كإنتشار النار في الهشيم، ويتعاظم الأمر اذا وصل إلى المدرسة وكيف لايصل والمدرسة هي الحاضنة لكافة طبقات المجتمع، التنمر في المدراس يُعالج ورقياً فالتعاميم تملأ ارفف الإدارات لكن الواقع يقول عكس ذلك، جميع الحلول تفشل إذا وضعناها تحت بند التربية لكن ماذا عنها إذا وضعناها تحت بند الجريمة والتعامل مع التنمر كجريمة يجب أن يعاقب مرتكبها بأشد العقوبات!
بين كل 10 مدراس هناك مدرسة واحدة يقع فيها طالب ضحية للتنمر اما قتلاً أو إصابة جسدية قد تكون قاتلة!وهذه نسبة قد تكون قليلة في ظل غياب الدراسات، الشخص المتنمر تربى على التنمر فالمتنمر لم يتلقى من أسرته تحذيرات ولم يتربى على احترام الآخرين ولم يتربى على النظام والانتظام بل تربى على عبارات خليك ذيب واسحق من يعتدي عليك وخلك رجل وقوي الخ عبارات الهياط، الأسرة هي من تصنع الشخص السوي أو العكس!
هياطنا التربوي أودى بأجيال! فإلى متى ذلك؟
معالجة التنمر في المدارس يجب أن تكون كمعالجة التنمر خارج أسوار المدرسة عقوبات صارمة بحق المُتنمر ووضع أسرته تحت مجهر الرقابة والمتابعة الاجتماعية فالخلل الحقيقي في الأسرة وليس في مكانِ آخر..
التنمر سلوك مرضي ينم عن وجود أمراض معقدة وبقاء ذلك المرض مستفحلاً يعني وجود مشكلات وأمراض أخرى والمسألة مسألة نسبة وتناسب فهل يمكن بالقانون الصارم وضع حد لتصاعد نسب ذلك السلوك الغير سوي وتفشيه في بيئات لم توجد إلا لتعزيز القيم وتحقيق تطلعات الوطن..
التعليقات (0)