طالما أنها تتظيمات خطيرة على البشرية فيجب أن تعلم بشكل طبيعي أن قصتهم تبدأ من بني اسرائيل فهم أصل الشر ومرتع الباطل ، ولطالما انحرفت عقيدتهم انحرافات خطيرة ، فقد عشق اليهود طقوس الوثنية وعبادة الطبيعة ، فلا عجب إن عادوا إليها بعد رحيل أنبيائهم ، لم لا وقد عبدوا العجل ونبيهم بينهم ومارسوا قتل أنبيائهم من قبل ومن بعد
ولطالما بعث الله عز وجل الأنبياء هداة لهم ليعود بهم إلى العقيدة السليمة وعندما بلغت انحرافاتهم ذروة الشرور بعث الله لهم المسيح - عيسى بن مريم - عليه وعلى أمه بعد حبيبنا ونبينا أفضل الصلاة وأتم السلام ، فطالبهم سيدنا عيسى بأن يتركوا انحرافاتهم ويلتزموا عقيدة التوحيد وطريق الحق الذي جاء به
ولكنهم رفضوا نهج التوحيد فاتهموه بالهرطقة وبناء على ذلك عقدوا له محاكمة واجتمعوا لعنهم الله على قتله وصلبه ، وبعد أن شبه لهم أنهم صلبوه حملوا على أتباعه المؤمنين ودعاة التوحيد فنكلوا بهم في كل العصور
ومع انتشار المد المسيحي قوبل ذلك بالمناهضة اليهودية ففي عام 37م أسس تسعة يهود أول تنظيما سريا لهم ثم في عام 43م أسس الملك اليهودي هيرودس أكريبا جمعية سرية سماها "القوة الخفية" وكان عملها الميداني استهداف اتباع المسيحية واغتيالهم فردا فردا
ولا بد أن تعلم أن السرية في العمل ضرورية في ظل الضعف وعدم التكافؤ في موازين القوى ، فأي تغيير في العالم سواء كان خيرا أم شرا لا بد أن يبدأ بشكل سري حتى يحدث التوازن المطلوب ، وحتى دعوة الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بدأت في السر ، ولكن بما أنها تحمل الخير للناس فلا بد أن تجتاز السرية فتخرج للعلن ، ولكن بقاء هذه التنظيمات في الغرف المغلقة ليس له إلا معنى واحد وهو أنها لا تحمل في طياتها إلا الشر والمكيدة
ومع مرور الزمن وكما خططت هذه التنظيمات في غرفها المغلقة انحرفت العقيدة المسيحية الصحيحة بشكل غير مسبوق حتى عادت عقيدة التوحيد من جديد مع بزوغ نور الدعوة المحمدية المباركة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، ورغم كل دعوات العودة للعقيدة السليمة وكل دعوات المواطنة التي قدمتها هذه الدعوة لليهود إلا أنهم لم يقابلوها إلا بالغدر والخيانة
ومع تنامي المد الإسلامي وانطلاق الدعوة إلى جميع أنحاء الأرض فزع اليهود لهذا التنامي الهائل فقرروا مواجهته والتدخل قبل الفوات ، ففي عام 33 للهجرة وفي البصرة تحديدا تأسست أول جماعة ماسونية سرية داخل جسم الدولة الإسلامية عندما دفع اليهود رجلا منهم اسمه الظاهر لنا عبد الله بن سبأ والذي أسس لفكرة الخوارج فيما بعد ، وهذا الملعون قد تسبب بصناعة شرخ في جسد الأمة الإسلامية مازالت تعاني منه حتى يومنا هذا
ولم تكتفي هذه التنظيمات بذلك فدخلوا إلى جسد الأمة وتلاعبوا في مفاهيم العقيدة لانتاج انحرافات خطيرة ، فتحدثوا في القدر والاعتزال وتكلموا في صفات الذات الإلهية ما نتج عنه انحرافات خطيرة صدعت بناء الأمة الإسلامية حتى وقتنا الحاضر
بالتالي : اذا نظرنا إلى تواريخ تدخل هذه التنظيمات مع دعوة المسيح (37م) ومع دعوة الحبيب (33 للهجرة) نفهم خوفهم من الدعوات الإصلاحية ونجد معا أن الهدف الأساسي القديم والجديد والازلي لهذه التنظيمات السرية هو إفساد عقيدة التوحيد والعودة بالإنسان إلى طقوس الوثنية وعبادة الطبيعة
التعليقات (0)