مواضيع اليوم

التنافس الشريف 2

سعيد مشـــاقي

2010-04-24 20:01:42

0

تربويات -2

التنافس الشريف -2


المُعَلّم ُرَسول ٌ.......... أ. عمر الغوراني

" كاد المعلم أن يكون رسولا " ذلك إذا كنّا نعني : رسالة النبوة .فإنّ رسالة المعلم تقاربها ، و توشك أن تكون هي ذاتها .
أما إذا كنّا نعني رسالة التعليم فالتربية ، أو ( التربية و التعليم ) فإن المعلم رسول ، من غير كاد و لا أوشك ..إنها رسالة النبوَّة ذاتها ، إلاّ أنها من غير وحي ..
و ما دام المعلم في هذا الموقع و في هذه المكانة العَليّة ، فإنَّ الكلام عنه- لا شك – متشعب ، متعدد الجوانب ، يمكن تناول مقالاته – في مقامات شتى، و أحاديثَ متعددة ، و لكل مقام مقال .. غير أني رغبت هنا أن أتناول جانب التنافس الشريف ..
و لأن الفضاء وسيع بسعة الدنيا التي نعيش على أرضها ، يدخله من يشاء من معلم أو طالب .. و لأن الباب ؛ باب "المواقع " و" المدونات " مقلوع أو مخلوع .. فإنّ حديثي عن تنافس المعلمين فيما بينهم ، لا بد ّ أن يكون محصورا ً في جانبه الشريف .، و هذا هو الواقع .. و هذا هو المأمول المنتظر .. ممّن هو في موقع المعلم و مكانته العَليّة .. أما ما يمكن أن يقال من مثالب أو سلبيات في هذا المقام ، فلربما كان حديثا عن عالم افتراضي ؛ غير موجود واقعا ً .. مقصودٌ منه تحذير شبابنا و طلابنا معلمي الغد و مربـّيه .. !
غير أن ّ المعلم - لتكون الصورة تربويا ً واضحة صادقة – بشر ٌ ممن خلق الله ؛ يخطئ و يصيب ، و يقوى و يضعف ، و كل ابن آدم خطاء ..
فليتنافس المتنافسون:
و إذا كان المعلمون ورثة الأنبياء ، و كانت مهمتهم أقدس المهمات : التربية و التعليم ، فإن التنافس فيما بينهم لأداء هذه المهمة على وجهها الأكمل ، أو الأقرب إلى الكمال ، ليس مشروعا ً و حسب ، بل هو مطلوب محبوب ، بل واجب مكتوب . إنه -عندها - تنافس إلى أعظم الغايات و أرفع الدرجات ؛ و أعني بذلك : الفوز في الآخرة ! " و في ذلك فليتنافس المتنافسون "
إن انشغال المعلم و اجتهاده ، في تقديم أفضل ما يمكن في مجال عمله ،إنما هو عبادة و قربى ، بل هو من أفضل العبادات و القـُرُبات إلى الله..!
و الله- سبحانه – مطـّلع علينا ، عالم بسرائرنا ، فليرَ الله وحده إخلاص عملي ، فإنه يعلم السر و أخفى .. و لا هَمّ لي - بعد ذلك – في أن يرى الناس ، إذا كان همّي رضا الله ..
و لا ضير و لا رياء، في أن يرى مسئول جميل ما صنعت ، أو أُريه حميد ما فعلت .ذلك جائز و لا بأس فيه و لا ضير ، بل لا بأس و لا ضير في أن أنافس لرضا المسئول عما أصنع ؛ مديرا ً أو مشرفا ً أو سواهما ..
غير أنّ الذي فيه بأس و ضير ، أن أسلك إلى هذه الغاية مسلكا ً مُعوجّا ً ملتويا ً غير قويم . . مثل هذا السلوك (قد) يكون أو (محتمل) أن يكون بين زملاء التخصص الواحد في المدرسة الواحدة ، غالبا ً . و الغيرة من الطبائع النفسية المشروعة ، ولذا فهم يفرّقون بينها و بين الحسد المذموم . إلا ّ أنّ التنافس بين الزملاء ، لا سيما ورثة الأنبياء ، لا يـُنتظر و لا يـُعقل أن يكون إلا من الصنف الأول ؛ أي : الغيرة المشروعة الشريفة ..
أمّا ، أن لا يكون للمعلم هَمّ إلاّ إظهار تفوقه على زميله ، أو الإيهام بتفوقه .. و هو لهذه الغاية يلتجئ إلى :الغيبة، و النميمة، و الحسد ،و الرياء، و التجسُّس، و تتبع العورات ،و التقاط الهفوات، و نصب المكائد، و رسم الخطط الماكرة –و لا يحيق المكر السيئ إلا ّ بأهله- لتحقيق غايته ، فهذا الذي نحب أن نُنَزِّه طلابنا .. معلمي الغد عنه ..
إنّ مهمة المعلم –كما نعلم- تربوية تعليمية ، و فاقد الشيء لا يعطيه ، كما هو معلوم .. فأيّ تربية يتلقاها الطالب من معلمه ، ذاك الذي يلجأ إلى ما تقدّم من سلوكات و أفعال ..؟
و معلوم كذلك ، أن خير التربية ما كان بسلوك القدوة و الأسوة : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ..."
و لذا كان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) على خلق عظيم ، و كان –عليه السلام- قرآنا ً يدبّ على الأرض .. كما وصفته أم المؤمنين عائشة . و لذا فقد كان الأنبياء و الرسل - كما علمنا من دروس عقيدتنا – من البشر ، حتى لا يقول أحد ٌ: ذاك نبيّ ، و أين نحن من الأنبياء ..؟
إنّ أولى الناس بأخلاق الأنبياء ، إنما هم ورثة الأنبياء .. و ذلك لا يعني أن يَـتنزَّه أحدٌ من البشر تنزُّه الملائكة . و لكنَّ فرقا ً بعيدا ً و بونا ً واسعا ً بين أن يكون الخطأ في حياة المرء استثناء ً في سلوكه ، و بين أن يكون قاعدة و منهج حياة .. !

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !