قبيل مؤتمر باريس الذي يعقد في العاصمة الفرنسية لمناقشة أي عمل محتمل ضد منظمة داعش في العراق وسوريا باتت الأصوات الإيرانية ترتفع كلما اقتربت الحرب على داعش وتوجيه الضربات لها في سوريا العراق دون أن يعطي الإيرانيون أي مبرر لمعارضتهم هذه. فصار الموقف الإيراني أقرب الى التملص منه الى الموقف الحازم ضد الإرهاب.
فقد أعلن الإيرانيون عدم اهتمامهم بالمشاركة في مؤتمر باريس الذي وصفوه بـ " الاستعراضي" والـ "انتقائي" لمحاربة الإرهاب وذلك على لسان "عبدا لهيان" مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية. وصف المؤتمر بالانتقائي من قبل إيران جاء بالتزامن مع رفض دول العالم توجيه الدعوة لطهران بسبب مواقفها السلبية من الحرب على الإرهاب طيلة الأعوام الماضية. و تدخلها في الشأن السوري والعراقي الذي يعتبره البعض يشكل أرضية مناسبة لنمو الجماعات الإرهابية في تلك البيئة.
ويحاول الإعلام الإيراني الموجّه تبرير عدم مشاركة طهران في مؤتمرات و تحالفات دولية ضد الإرهاب الى أنّ تلك الجهود تقاد بازدواجية و انتقائية في إشارة الى عدم اكتراث العالم لموقف طهران وعدم توجيه الدعوة لها والذي يربطه البعض بارتفاع حجم مطالب طهران من المجتمع الدولي للمشاركة في الحرب ضد داعش و التي تصبّ في تنازل الغرب عن طموحات طهران النووية و نفوذها في الشرق الأوسط كشرط للمشاركة في الحرب المذكورة.
إلا أنه وبعد انكماش الدور الإيراني في المستقبل يبدو أنّ طهران انضمت فعلاً الى الموقف الروسي الصيني المعارض للحرب ضد داعش على الأراضي السورية والعراقية وهذا المطلب يلقى ترحيباً من الحليف الإيراني في سوريا "بشار الأسد". إنّ ابتزاز طهران للمجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب والذي يشكل خطراً على طهران نفسها لا يمكن أن نصفه سوى بتملص إيراني بهدف الحصول على مكاسب ربما قد ستخسر طهران الكثير جراء تعنتها السياسي هذا.
التعليقات (0)