مواضيع اليوم

التلفاز مقصلة الاخلاق ..

سفيرة الاخلاق

2010-06-05 01:31:37

0

 

ما الذي جعل هذا الجهاز مقصلة للأخلاق ؟ :-

1- لأن في مغرياته ما يشغل قلب الانسان عن حبيبه -الحبيب الحلال طبعا كالزوج او الزوجة- ، وهو يجعل بعد الحبيب عن حبيبه امرا هينا وسهلا وعند اقل خصومة فانه يعتبر الملاذ الآمن لأحدهما للتسلية وقهر الوحدة والملل بدلا من التفكير في كيفية المصالحة وتأنيب وتقويم الذات عند الخطأ .


2- وهو فيما يعرضه من مختلف الموضوعات والصور والقصص ما يشتت العقل عما يجب التركيز عليه من عبادات او اشخاص او مسئوليات في الحياة الاسرية واعمال اخرى تصب في صالح الاسلام والاسرة والاصدقاء .


3- وهو فيما يعرض من معاصي لا يمكن التصدي لها ما يدنس فؤاد المسلم نحو دينه وايمانياته وعلاقاته بأهله واصحابه ، فهو يجعل العبادة ثقيلة وتحمل المسئوليات اثقل ، ويزين من ناحية اخرى الحرام ويثير الرغبة في الاستزادة مما يعرضه من محرمات فيضعف الايمان وحب الله والخير ويزيد حب اتباع هوى النفس والجري وراء اللذات .


4- يلجم الابداع في سرقته للطاقة ، فهو فنان في سرقة القلب والعقل والجسد والوقت ، فمتى وكيف واين يكون حيز الابداع او الرغبة اصلا في التفكير بشيء غيره .


5- وهو سارق للوقت فيما يمضيه الناس امامه من ساعات طويلة متجاهلين الله وحقوقه ، حقوق الاسرة ، حقوق الاصدقاء ، المسئوليات التي تركت من اجل هذا الجهاز "ذو الرائحة النتنة" .


6- صديق مخادع لأنه باختصار يقول لك : صديقي العزيز ، سأمتعك قدر ما تشاء ، في عالم أسحرك فيه ، فتظن ان العالم هذا يعبر عن العالم الحقيقي وتعيش على هذا الاعتقاد الخاطئ ، وماهو هذا العالم الا من خيالات المخرجين والمؤلفين ، وعلى الاغلب لا يعبر عما يجري في الواقع من مثاليات سواء بالشكل او المضمون .


7- حبيب خائن لانه يأخذ الخير منك ويتركك كخرقة بالية عديمة الفائدة والضمير ، انه لا يعبأ بك ولكنه يريد منك ان تتتبعه اينما كان .


8- مسير للمجتمع لان ما يعرض فيه يجعل الناس في المجتمع لديهم رغبة شديدة في تقليد وتطبيق ما يدور به ظنا منهم ان هذا هو الواقع عند الاخرين في الشكل والاسلوب والتفكير والتعامل ، وما هو -التلفاز طبعا- الا زعيم شرير خفي يفرض على الجميع بلغة غير مباشرة ما يجب عليهم جميعا ان يقوموا به في نفس الوقت من شكل ومظهر ، من طبائع وسلوكيات ، من مستوى اخلاقي ، من انماط تفكير ، من درجة تحرر وعصيان للدين والقانون والخ من امور يرسمها لهم رسما وهم يتتبعون خطته وكأنها خطة الجميع إذ لا بد من الانتماء للآخرين !


9- آسر للجسد لانه لايسمح لك بحرية الحركة والانطلاق للرياضة والنشاط والقيام بالانشطة الممتازة ، فهو يقيدك جالسا او مستلقيا مستنزف القوى مسلوب الارادة كالجسد بلا روح ، كتم انفاسك وشل لسانك عن الحديث مع الاخرين خوفا من ان يفوتك مقطع ما فتخسر ! فيجب ان تكون متابع له كالصنم الذي لا تقهره اي ملهيات عن ما هو فيه !!!


10- لوث براءتك بالحرام والعري وقلة الحياء والجرءة التي لا تنفع لا في اسرة ولا في دين ولا آخرة ، فتلك امور للدنيا فقط ومن نفاياتها التي لاتدوم طويلا وعمرها قصير وأثرها فقير ومعكر ، أما وكيف هو مشوه للواقع فهو من جعل الفتيات لا يتزوجن حتى يتقدم لهن امثال فلان وفلان من الابطال ، والرجال كل منهم اختار فنانة لن يرتبط الا بقرينها ان تكرم عليه !


11- جعل الواقع كله خيانات ، وشوه صورة الانسان فجعل الناس يقلدون مايرونه فيه حتى تشوهوا بالفعل ، فازداد عدد الزناة ، المجرمون ، السفاحون الفخورون بذلك ، المثليين من الجنسين ، خونة الوطن والخ من النماذج التي تظهر في الافلام والمسلسلات في احلى الصور واهيبها وهم على ارض الواقع لايعدون غير حثالى المجتمع ومصيرهم معلوم وقد حفروا لانفسهم قبورهم او صنعوا مصائدهم بأيديهم .


12- التلفاز االعليل أحبط آمال الكثيرين في شيوع الخير والصلاح ، فمن يراه لا يرتجي في الناس خير ، فهو يرى ان مايعرض من قبائح امر يحبه الناس ويتابعونه ، فمن الذي يريد ان يصلح نفسه .

13- وقد غير المنعوت بالمنحط -اي التلفاز- من انفس وطبائع الناس ، فجعل المتابع له لا يكترث بامه تناديه ، ولا بزوجته تتوسله ان يعطيها من وقته الثمين ، ولا بإبنه المريض ان يسرع في اخذه للطبيب ، او صلاته التي ضاعت بعد ان عرض المسلسل الفلاني وتعلقت القلوب به ! أليس هو قاتل للاحساس والضمير ، انه الشيء الدعو "التلفاز" .

اعلم ان كثير منكم سيعارضني من عدة نواحي ، ان هناك قنواة دينية تعرض ما يفيد الانسان ويصلحه ، اجل بالطبع ، ولكن وجود التلفاز يسهل الوصول للقنوات المحرمة والنفس البشرية لديها الضعف والفضول والميل للتفكير فيما هو ممنوع ، فاذا كان الممنوع امام عيني فكيف انسى امره تماما ؟!

ومع ذلك فجزاهم الله خيرا اهل الايمان والذكر والصلاح بأنهم يبذلون هذه المساعي الطيبة لايجاد البدائل عن الحرام وتثقيف الناس ووعظهم ، ولا انصحهم بالتوقف عن ذلك ابدا .

من ناحية اخرى سيقول البعض كلاما تافها مثل : وما الحرام في مشاهدة الافلام ؟

فهذا يحتاج بالطبع لرأي فقهي يلجم السنة الضلال ، فاذا كان التمثيل الذي يقومون به من اختلاط وسلوكيات حرام بوضوح تام ، فالمشاركة في مشاهدتهم وحبهم وتشجيعهم وعدم القدرة على الاستغناء عن اعمالهم حرام ايضا ، لانك عندما ترفض المبدأ فأحرى بك ان ترفض التصفيق له


اعلم انه لايزال هناك الكثير من الناس الشرفاء والمخلصون لله ولدينه ، ولكن لم لا نستطيع التخلي نهائيا عن هذا الجهاز الذي يصعب علينا الحياة بشكل كبير ، الهذه الدرجة نحن واقعون تحت سحره وسحر القائمين عليه وفيه ! ، الهذه الدرجة نحن مدمنون على مغرياته وحكاياته الوهمية ؟

اتمنى ان يأتي اليوم الذي يترك الناس فيه هذا الجهاز ويعادونه ، الا اذا منعت الدولة وصول القنوات الفضائية غير الشرعية الى اي جهاز مستقبل ، والا فالضرر دائما اكبر ، والدين يتدهور ، والاسر تنهار ، والعولمة التي تتسلح طبعا بالاعلام قد اثبتت نتائج قدرتها على رسمنا كما تريد ، فاخرجوا من منازلكم وانظروا كيف صار اشكال المسلمين والمسلمات ، وما هو طعامهم وشرابهم ، وملابسهم وسلوكياتهم ، وافكارهم ،ومستوى احساسهم ومشاعرهم "مشاعر ميتة او تحتضر" ، صار الدين غريب ، والغربة بين المسلمين هي الاسوء ، نحن لازلنا نستطيع التمييز بين الصواب والخطأ ، ولازلنا نتمتع بحرية الفكر والاختيار ، ولو ان كل عبد قال لسيده اريد حريتي ، لما صار هناك عبيد يتحدث عنهم التاريخ ، أسأل الله العظيم أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والاخرة ، ولا تنسوا الدعاء ، فإنه كنز لا يفنى .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !