مواضيع اليوم

التقليد الأعمى اساس البلاء!

شيركو شاهين

2010-12-06 12:14:04

0

شيركو شاهين
sherkoo.shahin@yahoo.com 

تفاقمت في الاونة الاخيرة بعض الظواهر السلبية العامدة الى التقليد الاعمى للعديد من الظواهر البعيدة عن طبائع وقيم وعادات مجتمعنا الشرقي، فبدات بها وبسببها شاذة عنه هجينة وغير ذات قيمة يستفاد منه في الواقع الحياتي اليومي لانه اعتمدت فيه التقليد السطحي والاخذ بالقشور على حساب اللب النافع من الامور.
ويعود سر تفاقم مثل هذه الظاهرة في الآونة الاخيرة، الى سرعة الانفتاح الاجتماعي على الثقافات الخارجية من خلال تعدد منافذ القنوات الفضائية والاقمار الصناعية ومنافذ الانترنت، في الوقت الذي يفتقد فيه الفرد عامة والشباب خاصة الى الحصانة الذاتية النابعة من اعماق النفس.
إن الاميين والجهلة هم أكثر من يتعرض للتقليد الأعمى، نتيجة فقدانهم للمعلومات والثقافة. ونحن نعلم أن تحصيل العلوم ، وارتقاء مدارجها يغني العقل ويرفع مستوى الإدراك ، ويقوي قوة الإستدلال ، ويمنح الإنسان قدرة التحقيق والدراسة .
إن المجتمع المثقف تقل فيه نسبة التقليد الاعمى لان أعمال الآخرين تكون موضع دراسة وتحقيق، وتؤخذ بوعي وإدراك ودراسة وجوهها الإيجابية والسلبية ، وعكس ذلك المجتمعات غير المثقفة والجاهلة التي يكثر فيها التقليد الأعمى وتقبل التلقينات الجاهلة دون تبصر ، ولو قام فرد أو أفراد بسلوك وهمي باطل وله ظاهر مخادع فإن البقية من الناس في ذلك المجتمع يقعون تحت تأثير ذلك العمل فيتبعونه دون تبصر .
قال الامام علي (عليه السلام) : « إنما الجاهل من استعبدته المطالب ».
ويمكن ان يكون التقليد باتجاه رموز شخصية معينة لافراد لايمكن اثبات مدى نزاهتهم وحقيقة غاياتهم ويندفع اليهم الشباب لاسباب عديدة قد يكون الاحباط النفسي اهم اساسياته، إن الإحباط النفسي أيضاً يمكن اعتباره من جملة العلل المؤدية إلى مثل هذه المآخذ، فهو يدفع الإنسان لإتباع الجاهل، وقد يعتقد الأشخاص العقلاء البالغون والمثقفون أحياناً بعظمة شخص ما لدرجة أنهم يقعون تحت تأثيره فينجذبون إليه بكل وجودهم، ويفكرون فيه، ويدرسون أقواله، ويدققون في أعماله ويتخذون منها بوعي وإرادة مثالاً وقدوة لأنفسهم. ويعتبرون أن قدوتهم ومحبوبهم موجود كامل، ويتمنون أن يجعلوا أنفسهم صورة لتلك الشخصية، ويتشبهون بها تماماً، ولهذا فإنهم يقلدون سلوكه، ويتبعون تصرفاته لكي يرتقوا مدارج السمو ويصلوا إلى مرتبة العظمة والكمال .
إلى جوار التقاليد الإرادية والمتعمِّدة ، فإن هؤلاء يتعلمون بعض أعمال من يحبون بصورة لا إرادية وبدون أن يعلموا يرغبون أن يصبحوا كالمرآة التي تعكس حركات من يحبون ، يمشون ويجلسون ويتكلمون ، ويحركون أيديهم ، وينظرون ويضحكون مثلهم ، ونظراً لما يحملونه لهم من المشاعر ، فإنهم يقومون بقسمٍ من أعمالهم دون إرادة أو تفكير.
لسوء الحظ، إن العقل يسدل عليه ستار في مجال المحبة الشديدة، يفقد توهجه وتألقه، فيصبح الإنسان أعمى وأصم، لا يرى المساوئ، ولا يهتم لكل ما هو قبيح، ويرى محبوبه خالياً من أي نقص أو عيب، ومنزها عن القبائح.
قال علي عليه السلام : « عين المحب عمية عن معايب المحبوب وأذنه صماء عن قبح مساويه »
ولو انه صحت تسمية ما يدور من فنون التقليد الحالية بالتقليد العشوائي فان اكثر الثقافات التي اصبح شبابنا حارصين على تقليدهم اوربية كانت ام امريكية (شمالية كانت ام لاتينية) تسخر بالعديد من المثل السيئة المنبوذة من نفس مجتمعها فكيف الحال بالنسبة لبقية المجتمعات الغربية، فالجميع يعلم ان سجونهم مليئة بالقتلة والمختطفين، واللصوص والمجرمين والجناة والخونة. عدا مايشاع من مختلف انواع الادمان من المشروبات الكحولية والمخدرات، وبقية الجرائم.
ولذا فمن الواضح أن التقليد غير المشروط للغربيين لا يجلب غير الندم، وقد يؤدي في بعض الحالات الى الانجراف خلف الأعمال الإجرامية والممارسات المتدنية للانسان.
لذا فان الدعوات يجب ان تكون صادقة للاقتداء بالنماذج الراقية من الشخصيات في مجالات الحياة كالعلوم والفنون والفلسفة والدين عبر الأساليب الصحيحة والمثمرة ، وفي إطار العقل والقيم الانسانية.

 

 


نشر بتاريخ 30/7/2006




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !