يأتي تأكيد رفسنجاني على إحياء العلاقات الإيرانية السعودية في ظل علاقات ثنائية شبه مقطوعة بين طهران والرياض رغم وجود سفراء البلدين وذلك بسبب خلافاتهما حول ملفات العراق وسوريا ولبنان واليمن ؛ التي تتهم فيها الرياض طهران باستغلال الربيع العربي لدعم جماعات موالية لها بهدف بسط نفوذها وهيمنتها على العالم العربي.
يبدو أنّ الوضع العراقي المتأزم قد يدقع البلدين الذين يتقاسمان حدوداً طويلة مع هذا البلد للحوار والتعاون والتنسيق بينهما . فقد نشرت وكالات الأنباء العربية والإقليمية في الأيام القليلة الماضية زيارة لوفد إيراني رفيع للرياض من أجل البدء بالتشاور حول الملف العراقي وتبدو هذه الأخبار تأتي في خانة التقارب والتفاؤول ببدء صفحة جديدة بين البلدين الرئيسيين في المنطقة رغم أنّ سرعان ما نفت السفارة الإيرانية في الرياض صحة تلك الأنباء التي تحدثت عن زيارة وفد إيراني للرياض لكنّ البلدين يطمحان لبدء العلاقات خاصة بعد مجئ حكومة معتدلة في طهران.
يتفق المسؤولون الإيرانيون على أنّ القطيعة بين السعودية وإيران لا تخدم مصالح البلدين.يعتبر الربيع العربي من أهم أسباب تدهور العلاقات الإيرانية السعودية لكن لا يمكننا أن نتجاهل دور الحكومة الإيرانية السابقة التي كان يترأسها محمود أحمدي نجاد بخلق القطيعة بين البلدين . فمنذ مجيئ روحاني لحد الآن تبدو محاولات إعادة العلاقات جارية على قدم وساق. لكن أهم عقبة تقف أمام المضي في العلاقات و التي يجب إزالتها هي التفاهم حول خارطة طريق مستوى نفوذ البلدين في المنطقة وهذا الأمر من المؤمّل أن يحصل في ظل حكومة روحاني التي رفعت شعار الأمل وتحسين العلاقات مع دول الجوار. وبما أنّ لعلاقات طهران بالرياض دور محوري في تهدئة أوضاع المنطقة فإنّ استئناف العلاقات في المرحلة الحالية تبدو حيوية ليست فقط لمصالح البلدين بل لصالح المنطقة بأسرها.
التعليقات (0)