في موقف لافت قدّم وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال افتتاحه أعمال الدورة الأولى لمنتدى الإقتصاد والتعاون العربي مع دول آسيا الوسطى وأذربيجان الدعوة لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية و عبّرالفيصل عن استعداد بلاده للتفاوض مع إيران حول القضايا ذات الإهتمام المشترك. هذه الدعوة والإستعداد للتفاوض بين البلدين ياتيان في توقيت حرج تمرّ به المنطقة أصعب سنواتها. فالدول العربية مشتعلة بثورات من ليبيا الى سوريا والوضع المصري لم تتحدد معالمه بعد والعراق مهدد بأمنه من قبل جماعات متطرفة وأما الخليج فحاله ليس بافضل من بقية الدول العربية. من هنا أصبح التقارب الإيراني الاسعودي من أجل تتضافر الجهود لوقف هذا النزيف حاجة عارمة .فالتعاون المشترك بين البلدين في المنطقة لكبح جماح التطرّف الذي أصبح ظاهرة مرضيّة في المنطقة بات واجب عين.
إنّ دعوة الفيصل إيران الى ان تنضمّ للجهود المبذولة للتغلّب على انعدام الأمن في المنطقة والعمل المشترك لازدهارها خطوة ذكية من قبل المملكة، وأن مطالبة طهران بأن لا تقف حجر عثرة أمام حل مشكلة انعدام الأمن في الشرق الأوسط مطالبة ماسة وأنّ استجابة طهران لهذه الدعوة ستكون بنفس الأهمية والذكاء.إنّ حديث الفيصل يوحي بوجود إرادة سعودية للعمل على حل المشكلة السورية بالتقارب مع الموقف الإيراني للتغلّب على مشكلة الإرهاب و التطرّف في المنطقة وإنّ إيران تستطيع أن تصبح جزءاً من الحلّ عبر مؤازرة السعودية لقادة هذا البلد الجدد الذين يظهرون في العلن نيّتهم العمل مع المجتمع الدولي لنبذ العنف في المنطقة وهذا على الأقل ما تعبّر عنه القيادة الجديدة التي يتولّاها فريق روحاني المعتدل.
لاشك أنّ دعم السعودية للتيّار المعتدل في إيران من شأنه تغليب كفّة الموازنات لصالح الإعتدال في المنطقة ، لأنّ من شأن ذلك دحر التطرّف و تجفيف مصادره وتعزيز قدرة الإصلاحيين في إيران لمواجهة خصومهم المتطرفين الذين تتقدم صفوفهم القيادات في الحرس الثوري و قيادات دينية وأمنية إيرانية متطرفة تقتات علي الحروب و التدخل بشؤون دول الجوار ودعمها للإرهاب مثل القادعة وداعش . وهذه هي أسباب رئيسة في استفحال ظاهرة التطرّف في الدول العربية من هنا تصبح قضيّة التقارب الإيراني السعودي في الوقت الراهن قضيّة ملحة وضرورية لكل دول المنطقة وخاصة الدول العربية التي تمرّ بأحلك سنواتها بعد المدّ المتطرف الذي بدأ يجتاحها من كل صوب وحدب.
التعليقات (0)