ونظراً للتطورات المجتمعية المتلاحقة، لم تعد هذه المسؤولية مقتصرة على الأم وحدها أو على الأسرة وحدها، ولكنها باتت إحدى المسؤوليات العامة والمشتركة بين كثير من الجهات التي في مقدمتها بطبيعة الحال المؤسسات التربوية المنوط بها توفير العديد من المناهج التربوية في شكل مقررات دراسية للفتيات على وجه الخصوص تغطي جميع الجوانب المتعلقة بالتدبير المنزلي وتعليمهن كيفية صنع الطعام من منظور اقتصادي من اجل تهيئة جيل من امهات المستقبل القادرات على توفير بيئة غذائية مثلى لجميع أطفالهن، بالإضافة إلى تدريبهن على اعمال التفصيل والحياكة وفنون التطريز والاشغال اليدوية والديكور. وتعد قرارات الزوجة هي المصدر الرئيس لغذاء الأسرة، فهي التي تحدد المسار الغذائي لها وتبذل كل جهودها للمحافظة على صحة أولادها ليتمتعوا بحالة ذهنية سليمة ليكونوا قادرين على الابداع والاكتشاف والتفاعل مع اقرانهم، وذلك من خلال اختيار واعداد الوجبات الغذائية الصحية التي يجب أن يتناولها أفراد العائلة، لذلك فإنه من الضروري جدا أن تكون الزوجة على إلمام تام بجميع البرامج التأهيلية التي تمنحها القدرة على تكييف نفقاتها بما يتناسب مع مدخولاتها، حيث يرى خبراء التدبير المنزلي ان ربة المنزل المدبرة هي التي تحسن التصرف والتدبير في مطبخها وتستطيع الاستفادة من كل ما يحتويه واستثماره بشكل صحيح وسليم كأن تضع بقايا الاطعمة في حافظات مخصصة فضلا عن الاحتفاظ بكل شيء يمكن الاستفادة منه وعدم رمي سوى ما يستحق الرمي والحرص على تناول ما هو طازج ويحمل المنفعة الحقيقية للجسم. ويرى الخبراء أن موضوع تسوق المواد الغذائية يعد من أهم الخطوات التي تساعد على تحضير غذاء سليم، مقدمين بعض النصائح المهمة قبل التوجه الى مراكز التسوق والتي تجنب الاسرة الوقوع بخطأ تناول الاطعمة غير الصحية وتتكدس عربة مشترياتها بما لذ وطاب وبشتى الأصناف من المواد الغذائية التي لا تسمن ولا تغني من جوع لأنها لا تعوض عن الاصناف الاساسية والمفيدة التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية، مثل عدم التوجه الى السوق عندما يكون الانسان جائعا لان الجوع يشجع على الشراء بنسبة عالية ويفتح الشهية على المأكولات الجاهزة الغنية بالوحدات الحرارية والملح والدهون، و وضع لائحة للمواد المطلوبة والتي تحتاجها الاسرة والتقيد بها حتى يستطيع رب الاسرة التحكم والسيطرة على هوس الشراء وتجنب المأكولات غير المفيدة، ويقترح هؤلاء ان يلجأ الرجل الى ملء سلته أو عربته بالخضار والفاكهة الطازجة ومن ثم اللحوم والاسماك ومشتقات الحليب وتليها الخبز والحبوب السمراء مع قليل من الحلويات والزيوت والابتعاد عن المخللات مع التنويه بضرورة شراء المأكولات التي لا تفسد ثم التوجه الى قسم المثلجات من أجل المحافظة على برودة المأكولات السريعة الذوبان والتلف. لا بدّ من قراءة الملصق الغذائي والمقارنة بين الاصناف واختيار تلك التي تحتوي على كميات قليلة من السعرات الحرارية والكوليسترول والدهون المشبعة والزيوت المهدرجة والملح واختيار المأكولات الغنية بالألياف والتي تحتوي على كميات قليلة من السكريات واشراك الاطفال في عملية الشراء من خلال توجيههم لانتقاء الاغراض بطريقة صحيحة. وتأتي بعد ذلك الخطوة التي تتغافل عنها كثير من ربات البيوت، وهي متعلقة بضرورة حفظ المواد الغذائية بعد العودة من التسوق مباشرة من خلال تخزين المواد المثلجة في الجزء الخاص بالتجميد و وضع الخضار والفاكهة الطازجة في البراد باستثناء الموز والطماطم والبطاطا والبصل، هذا فضلا عن بعض الخطوات الأخرى المتعلقة باللحوم مثلا، فعند شراء اللحوم الحمراء يجب ان تحفظ لمدة 3-5 ايام في البراد و6 اشهر في الثلاجة، أما اللحوم المفرومة فتحفظ ليوم واحد أو يومين فقط في البراد ولمدة 3 أشهر في الثلاجة أما الطيور فيفضل ان ينزع جلدها وتحفظ ليوم أو يومين في اسفل البراد، وبالنسبة للاسماك فيفضل انتقاء ذات العيون الصافية والابتعاد عن الأنواع ذات الرائحة القوية النافذة وشراؤها بكميات تكفي على الأقل مرتين في الأسبوع لكن يجب حفظها في البراد ليوم واحد ويمكن حفظها ستة اشهر في الثلاجة، مع ضرورة الابتعاد عن شراء المواد المعلبة عموما وعدم اللجوء اليها الا في الحالات الطارئة نظرا لاحتوائها على كمية كبيرة من الملح والسكر والدهون، وعند شراء هذه المعلبات يجب التأكد من انها غير منتفخة واذا كانت معبأة في زجاج يجب ان تصدر صوتا عند فتحها، وذلك للتأكد من سلامتها.
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=2709
التعليقات (0)