التغيير بين رؤية المرجعية العربية وخداع المرجعية الكهنوتية.
هل هو قدر العراق أن يتسلط عليه ويتحكم فيه جهات وشخوص تُصَدَّر إليه عنوة من خارج الحدود، أم أن القضية مبرمجة وممنهجة تقع ضمن دائرة المخططات والمشاريع التي لا تخدم إلا مصالح أعداء العراق وشعبه؟!، وهذه الظاهرة تكاد تكون ملازمة لهذا البلد وخصوصا في مرحلة ما بعد الاحتلال، فالحاكم والمتسلط والمقرر سواء كان على المستوى الديني أو السياسي هو من وراء الحدود!!!، في حين أن العراق هو ارض الحضارات، ومنبع لا ينضب من الطاقات والكفاءات والنخب العلمية والثقافية وغيرها، والتي وضعت بصماتها الناصعة في كل المحافل والمجالات، بالرغم من قلة الإمكانات ومخططات الأعداء لقتلها وتصفيتها، وهو لم ولن يخلو من تلك الكفاءات والطاقات ولم تعقم النساء العراقيات الطاهرات عن إنجابها،وعليه لسنا بحاجة إلى أن تصدر إلينا أمريكا والمرجعية أو غيرها، شخوصا تأتمر بأمرها وتنفذ أجنداتها حتى يُختَزل التغيير ومصير العراق وشعبه بما تختاره وتفرضه أمريكا والمرجعية ومن ورائها إيران الشر والبغضاء ، وما نسمعه عن اختيار أمريكا والسيستاني عماد الخرسان الذي كان يمثل قناة الاتصال ويمارس دور الوسيط لنقل الرسائل بين السيستاني وبول بريمر حسب ما ذكره بريمر، والذي تم تعينه بقرار من العبادي بمنصب الأمين العام لمجلس الوزراء كخطوة تمهيدية لرئاسة الحكومة، ما هو إلا امتداد لمسلسل تصدير الشخوص من وراء الحدود.
يضاف إلى ذلك إن أي شخصية يتم اختيارها وتنصيبها من قبل أمريكا أو غيرها فإنها ستكون خاضعة لتلك الدول ومنفذة لمشروعها ولا يمكن لها القيام بأي خطوة لا تنسجم مع مصالحها ولا تستطيع أن تتحرر من قيودها وأغلالها، هذا لو سلمنا بنزاهة تلك الشخصية وحرصها على العراق وشعبه فما بالك لو كانت تلك الشخصية رضعت من ثدي دول الاحتلال وأعداء العراق... فالتجربة أثبتت بلا شك أن ما تفرضه تلك الجهات تسبب في دمار العراق وهلاك شعبه،
ومن هنا فان العقل والشرع والتجربة والأخلاق يثبت ويؤكد على أن الحل يكمن في التغيير الجذري الحقيقي الذي ينطلق من إرادة شعبية واعية استوعبت التجارب السابقة، وخرجت منها بنتائج سليمة جعلتها مبادئً وثوابتً أساسية لبناء حاضر جديد ومستقبل رغيد، من خلال الاعتماد على الطاقات والكفاءات العراقية الوطنية المهنية المخلصة التي يزخر بها العراق، وهذا ما أكد عليه المرجع الصرخي مرارا وتكرار فمنها ما دعا إليه قبل سنوات بقوله:(( ولا خلاص ولا خلاص ولا خلاص الا بالتغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي ..
التغيير الجذري الحقيقي لكل الموجودين (منذ دخول الاحتلال) ومن كل القوميات والاديان والاحزاب …..
فهل عقمن النساء العراقيات الطاهرات .. وهل خلي العراق من الوطنيين الأمناء الصادقين العاملين المثابرين من النخب العلماء والخبراء والمستشارين القضاة والمهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات والمحامين والقانونيين والأدباء والإعلاميين والمعلمين والمدرسين وكل الأكاديميين والكفاءات الوطنيين الأحرار ..)).
وقد جدد المرجع الصرخي دعوته إلى التغيير الحقيقي الجذري في خطابه الذي وجهه لرفاقه المتظاهرين وحثهم في الوقت ذاته على الصمود وإدامة الزخم بقوله: ((بعد ان انقلب السحر على ايران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم واصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وادامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وانسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وامان )).
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)