مواضيع اليوم

التغيير المخيف !

mohamed abdalalim

2012-07-10 10:01:43

0

في السنوات الأخيرة اتّجه تفكير الكثير من الشباب والبنات العرب إلى التوغّل أكثر في قراءة كتب تنمية وتطوير الذات على غرار ما كان عليه هذا العلم من عدم إهتمام وجهل الكثيرين عنه .

لن أدخل في تفاصيل الأسباب التي أدّت إلى التعاطي مع علوم تنمية وتطوير الذات بهذا الكم الكبير الملحوظ على اختلاف الأعمار والمستويات , ولكن يجد الإشارة إلى مرحلة إيجابية انتبه إليها الشباب والبنات العرب مؤخّراً وهي أنّهم إمكانهم أن يتغيّروا فعلاً إلى الأفضل , وليس كما تربّوا وتعلّموا في بيئاتهم العربية المختلفة بأن ما هم عليه هو قدر إلهي كتبه الله عليهم , ويجب عليهم أن يرضوا بذلك حتى يكتب الله أمراً من عنده !

مجالات تنمية و تطوير الذات وعلومها أعطت الأمل لكثير من الشباب والبنات العرب الذي ربّما في نظري أنّ الهم السياسي والمعيشي طغى على تكوينهم البيئي وأصبح ملازماً لهم حتى في مراحل مراهقتهم وما بعدها !

لكن ما يجد الحديث عنه هو الوجه الآخر من هذا التغيير الذي قد يسلكه البعض وأنا شخصياً لا أؤمن به على الإطلاق منطلقاُ من صور و أحداث وقصص مرّت علي وعايشتها في حياتي البسيطة أثبتت سوء ذلك التغيير , بل وصلت إلى أن أسميه بالتغيير المخيف الذي يعود سلباً على الإنسان في حياته .

التغيير المخيف هو التغيير المفاجئ الذي لم يسبقه تفكير أو دراسة أو مراحل اقتناع متتابعة , هو تغيير نشأ من العدم ! حيث أجبرت الشخص الظروف , و الأحداث أن يقوم به بالفعل , لذلك هو تغيير ناتج عن دوافع في الغالب تكون عاطفية , وربما هي غير ذلك , ولكن لا تكون أبداً دوافع عن قناعة أو خطّة أو دراسة !

مع أن التغيير المخيف يحدث بسرعة , وفي وقت أكبر من التغيير الطبيعي أو ما يجب أن يمارسه الشخص حتى يتغيّر , ولكن سرعان ما يختفي وهج وطاقة هذا التغيير لأنه قام على غير ركائز , ولا أسس تساعد على ثباته واستمراريّته !

تماماً حينما تقول أو تفعل شيء وأنت في حالة غضب أو ارتباك أو قلق , تعتقد في البداية أنّ هذا بالفعل ما يجب أن تقوله أو تقوم به , ولكن بعد أن تهدأ تعود أدراجك وقد تندم على اقتراف مثل هذا القرار أو القيام به !
التغيير الذي يجب أن نفكر فيه هو التغيير الذي يستمر ! ويكون له قواعد وأسس نعود إليها كالدستور تماماً , يجب أن نعرف لماذا نتغيّر ؟ وهل بالفعل نحن على تقصير في حق أنفسنا و ذواتنا حتى نقوم بهذا التغيير ؟
الإحابة على مثل هذه الأسئلة كفيلة بحرق كل الوساوس التي قد تنشأ مستقبلاً في ظل عناء الطريق الذي تسلكه نحو أن تكون إنسان أفضل ,وأن تعطي نفسك حقّها في أن تعيش حياة أفضل مما أنت عليه الآن !


اعتقد أنّه ليس المهم أن نفكّر بالتغيير , وليس المهم أنّ نمارس التغيير , بقدر ما يجب علينا أن ندرك فعلاً أهمية الاستمرار الدائم على هذا النهج الإيجابي من التغيير!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !