التغيرات المناخية
حلقة (1)
التغيرات المناخية التي يشهدها العالم حاليا . والتي أدت إلى قلق متزايد من مغبات ارتفاع درجة حرارة الأرض ، واضح أنها لم تضع عواقب أخرى في الحسبان ؛ ألا وهي مدى مساهمة هذه التغيرات المناخية في إشعال حروب في المستقبل بغرض السيطرة على مصادر الماء العذب التي وبوجه خاص بدأت تنضب سواء في الهملايا أو منطقة الشرق الأوسط . بل وصل الجفاف إلى أفريقيا والأمازون وأستراليا بشكل أو بآخر مما يهدد بالتصحر ونفوق الماشية وهجرات بشرية على غير هدى تتسبب في تمزيق النسيج الاجتماعي للعديد من التجمعات والقبائل ، وقد يتطور الأمر إلى حروب.
ومع افتتاح قمة المناخ في كوبنهاجن برزت ما يسمى بفضيحة المناخ البريطانية (Climate gate) التي فجرها بعض العلماء البريطانيون إثر إعترافهم خلال تبادل للرسائل الألكترونية فيما بينهم بأنهم يبالغون في حجم التغييرات المناخية وآثارها . أو المزاعم بأن الإنسان هو السبب الرئيسي في هذه التغيرات ...... وقد فضح بعض قراصنة الإنترنت فحوى هذه الرسائل ونشروها على الملأ.
لكن الذي يجب الإشارة إليه ؛ أن العلماء والمهتمين بالأمر من عامة المثقفين كان عليهم إدراك أن الأرض تعرضت منذ الأزل للعديد من التغيرات المناخية قبل أن يوجد بها الإنسان نفسه ... فقد مرت الأرض منذ أن خلقها الله عز وجل بالعديد من العصور المناخية ومنها على سبيل المثال ما يسمى بالعصر الجليدي .... ثم انقرضت منها الديناصورات وعديد من الحيوانات والأشجار الضخمة وتناقصت فيها معدلات الماء العذب بسبب موجات من الجفاف .... بل وكانت ظاهرة تفجر البترول في صحاري شبه الجزيرة العربية أكبر دليل على أن هذه الصحاري كانت قبل ملايين السنوات تذخر بالغابات والأدغال والحيوانات وغيرها من كائنات عضوية ....
إذن ومن خلال هذه الحقائق العلمية التاريخية الثابتة ، لا يسعنا سوى التأكيد على أن التغيرات المناخية التي تشهدها الأرض حاليا ؛ ليست كلها لأسباب تتعلق بإسلوب البشر بقدر ما لمسيرة هذا الكون (والأرض جزء منه) نحو الفناء المحتوم وهو يوم القيامة الذي تحدثت عنه الأديان السماوية جميعها وحفل القرآن الكريم بآيات كثيرة مفصلة لأحداث هذا اليوم وتمهيداته وعلاماته الصغرى والكبرى الدالة على موعد إقترابه ....
واليوم بدأت ظاهرة ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي وجبال الهملايا تظهر للعيان بشكل واضح ؛ مما سينطوي عليه من معطيات جديدة تؤثر على البشر في كل أنحاء العالم ، وفي العديد من البلدان الآسيوية بشكل خاص على المدى القريب ، بعد أن كان التصحر والجفاف الذي ضرب أفريقيا عام 1981م سببا رئيسيا في حدوث العديد من الهجرات ونزوح السكان والمجاعات والحروب الأهلية (منها حرب ادرفور) في السودان وكذلك في دلتا النيجر وأثيوبيا وغيرها ....
صور لذوبان الجليد
التعليقات (0)