التغيرات المناخية
(حلقة 2)
يعتبر إستمرار ذوبان جليد الهمالايا سنة بعد أخرى منذ ما يقارب الربع قرن كارثة أخرى نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض ؛ وحيث يعتمد 3 مليار نسمة في قارة آسيا على المياه العذبة التي تسيل على شكل أنهار من قمم سلسلة جبال الهمالايا التي تكاد قمتها إفرست تتحول إلى أرض يباس جرداء.
الجليد الذائب من الهمالايا (سقف العالم) يغذي أنهار الجانج ، الإندوس ، براهمابوترا ن الميكونغ ، الأصفر و يانغتز ... هذه الأنهار تشكل شريانا رئيسيا للحياة في منطقة يبلغ تعداد سكانها 3 بلايين نسمة.
من يصدق أن هذه الصحراء كانت قبل ربع قرن مكسوة بالجليد في الجزء المطل على الهند التي باتت تحصل على معدل امطار أقل من ربع ما كانت تحصل عليه قبل 25 سنة مضت وقد ارتفعت درجة الحرارة فاذابت الجليد الذي يمثل المصدر الوحيد لمياه المدن في تلك المنطقة.
أحد ابناء القبائل القاطنة في الهمالايا يحمل الماء إلى زبائنه من مكان بعيد بعد أن كان في متناول اليد ومتوفرا بغزارة ..... رويدا وبمضي السنوات سيهجر الأهالي المنطقة التي حتما ستتحول ِإلى مرتفعات جرداء إذا مضى الحال على هذه الوتيرة .
الجليد على اليسار لم يذوب لأنه تم تغطيته بساتر
درجة الحرارة في مدن الجبال شديدة الإنحدار التي تقع على ارتفاع 11500 قدم فوق سطح البحر ارتفعت بمعدل درجة سنتغريد وتوقف تساقط الثلوج تماما منذ 25 سنة مضت.
بعض الخبراء من نيودلهي وناسا يلتقون في هذا المكان من جبال الهمالايا بين كل فترة وأخرى لمراقبة التغيرات المتعلقة بذوبان الجليد .... ولكن ليس باليد حيلة. المشكلة أكبر من قدرات البشر وإن إجتمعوا على صعيد واحد.
ماء متدفق من جليد في بداية شهر نوفمبر (فصل الشتاء) .... المشكلة أن هناك العديد من البشر في الهمالايا يعتمدون على الماء ... من يصدق أن الجبال الواضحة في هذه الصورة كانت قبل 25 سنة مضت يكسوها الجليد طوال العام؟
جبال الهمالايا ...... لم يعد بعد الجليد سوى الأحجار القاسية والفراغ بعـد عزوف السياح عن المجيء والهم والغم والقلق على مستقبل معيشي غامض يبدو واضحا على وجه هذا الرجل الجالس على الحجارة .
قمة جبل لا زال يكسوها الجليد تطل من أقصى الخلف وأمامها عدة قمم جبلية صارت جرداء . حدثت ظاهرة الدفيئة في الهمالايا بسرعة أكبر من أي مكان آخر في العالم.
التعليقات (0)