التغريدة (85) الرجل الوحيد الذي شيع جنازة حسن البنا
من أقواله المأثورة قوله: "إن مصر ليس وطناً نعيش فيه بل وطناً يعيش فينا" و"اللهم يا رب المسلمين والنصارى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصاراً، واجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين".
وهو الرجل الوحيد الذي شيع جنازة الإمام الشهيد حسن البنا بجانب والده بعد أن منع البوليس السياسي آنذاك الرجال من المشاركة في الجنازة و يُعد أشهر خطيب في التاريخ السياسي المصري الحديث
إنه مكرم عبيد الذي وُلد في 25 أكتوبر عام 1889 بمحافظة قنا، لعائلة من أشهر العائلات القبطية وأثراها، درس القانون في أكسفورد، وحصل على ما يعادل الدكتوراه في عام 1912.
في عام 1913م عمل سكرتيراً للوقائع المصرية، واُختير سكرتيراً خاصا للمستشار الإنجليزي طوال مدة الحرب العالمية الأولى، ولكن بسبب كتابته رسالة في معارضة المستشار الإنجليزي "برونيات" شارحاً فيها مطالب الأمة المصرية وحقوقها إزاء الإنجليز، استغنوا عنه. فعُين أستاذاً في كلية الحقوق وظل بها عامين كاملين.
وفي عام 1919م انضم إلى حزب الوفد وعمل في مجال الترجمة والدعاية في الخارج ضد الحكم والاحتلال الإنجليزي وكان له دعاية نشطة في إنجلترا وفرنسا وألمانيا، ولما نُفي سعد زغلول ثار مكرم عبيد وقام بإلقاء الخطب والمقالات مما تسبب في القبض عليه ونفيه.
في عام 1928م عندما شكل النحاس وزارته عين مكرم وزيراً للمواصلات، وفي عام 1935 أصبح سكرتير عام الوفد فكان من أبرز أعضاء الحزب والجبهة الوطنية شعبية وحظوة لدى الشعب. وبعد معاهدة 1936 عُين مكرم عبيد وزيراً للمالية، وشارك في الوزارات الثلاثة التي تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشي في عام 1946.
عمل بالمحاماة، وكان محامياً ناجحاً، ونذر وقته كله للدفاع عن المقبوض عليهم في تهم سياسية، ولا زالت أصداء مرافعاته معروفة في تاريخ المحاماة في مصر حيث كان يعتمد في دفاعه على التحليل المنطقي لدوافع الجريمة، وقد اُختير نقيباً للمحامين ثلاث مرات وكان هو الذي قام بالدفاع عن عباس العقاد حين اتهم بالسب في الذات الملكية.
ويُعد مكرم عبيد هو صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها، والواضع الأول لكادر العمال في مصر، وتوفير التأمين الاجتماعي لهم، وواضع نظام التسليف العقاري الوطني، كما أنه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل.
أسس بعد خلافه مع النحاس حزب الكتلة الوفدية كما ألف الكتاب الأسود.اتهم مكرم النحاس بالفساد واخذ الرشاوى من الناس وعدم مراعاة مصالح الشعب كما اعتقله النحاس باشا أثناء الحرب العالميه الثانيه
وكانت تربطه بالشيخ حسن البنا صلات طيبة ومودة حتي أنه كما ذكرنا كان الرجل الوحيد الذي سمح له بتشيع جنازة البنا وهذا جزء من مقالة له بمجلة الدعوة في 12 فبراير 1952 "تفضلت مجلة "الدعوة" الغراء فطلبت إلىّ أن أكتب كلمة فى ذكرى الراحل الكريم، الذى شاءت له رحمة الله أن يغادر هذه الدنيا الغادرة، إلى جوار ربه الرحمن الرحيم، كما شاءت لنا نحن رحمة الله أن يظل الراحل الذى فقدناه، ماثلا بيننا بذكراه، وبتقواه.
وهل هذا الراحل الماثل، إلا فضيلة المرشد المغفور له الشيخ حسن البنا؟
إى نعم، فإذا كنتم أيها الإخوان المسلمون، قد فقدتم الحاكم الأكبر، الخالد الذكر، فحسبكم أن تذكروا أن هذا الرجل الذى أسلم وجهه لله حنيفًا، قد أسلم روحه للوطن عفيفًا، حسبكم أن تذكروه حيًّا فى مجده، كلما ذكرتموه ميتًا فى لحده."
وبعد حياة حافلة بالمعارك السياسية والدفاع عن مصر الوطن
لقي ربه عن عمر يناهز السبعين عاماً في 5 يونيو 1959
رحم الله حسن البنا وقدس روح مكرم عبيد وعاشت مصر حرة قوية
التعليقات (0)