التغريدة(49) سيد قطب مُكتشف أديب نوبل نجيب محفوظ
اليوم نستكمل القراءة في كتاب د. صلاح الخالدي "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" وحديثه عن الصلات التي جمعت بين سيد قطب وعدد من الأدباء والمفكرين الذين عاصروه ومنهم نجيب محفوظ
علاقة وثيقة نشأت بين نجيب محفوظ وإبداعه، وسيد قطب ونقده قبل ثورة يوليو 1952 جعلت من بعض الكتاب والأدباء يصفون نجيب محفوظ بأنه كاتب إسلامي خاصة بعد أن نشر محفوظ مقالة عن كتاب سيد قطب "التصوير الفني في القرآن" بمجلة الرسالة 23 أبريل 1945
ونجيب محفوظ لا ينكر فضل سيد قطب عليه نقديا في بداية الطريق، حيث كان سيد قطب من أوائل النقاد الذين تناولوا أعمال نجيب محفوظ بفهم عميق، وإدراك لأهمية رواياته وإبداعه في مواجهة جيل تسيد الساحة الأدبية وقتها وظل قلقا ومرتابا في نجيب محفوظ من أمثال (الشيوخ): عباس محمود العقاد وطه حسين ومحمد حسين هيكل وإبراهيم عبدالقادر المازني، فقد جاء محفوظ بإبداع مغاير ولغة مغايرة، ورؤية جديدة مختلفة مع عدد قليل من مبدعي جيله من أمثال عادل كامل الذي توقف نهائيا، بينما واصل محفوظ الطريق المحفوفة بالمخاطر إلى أن حصل علي جائزة نوبل في الآداب عام 1988.
ولقد أسهم نقد سيد قطب في نشر أدب نجيب محفوظ بين القراء، حيث كانت جماعة الإخوان المسلمين يزداد انتشارها بين صفوف المصريين بعد ثورة يوليو 1952، وسيد قطب كان أحد أهم أعضائها، وهذا جعل جزءا كبيرا من الإخوان المسلمين ـ سواء كانوا أعضاء أو متعاطفين مع الجماعة ـ يحرصون على قراءة محفوظ، خاصة وأن قطب قد كتب عنه (أربعة مقالات)، فتم تمثله بوصفه كاتبا إسلاميا، حتى غُضب عليه بعد أن نشر رواية "أولاد حارتنا" عام 1959.
رحم الله سيد قطب ونجيب محفوظ وعاشت مصر آمنة مطمئنة
التعليقات (0)