مواضيع اليوم

التعيينات الحكومية بين حلم الخريجين المساكين وهيمنة الاحزاب الفاسدة... محمد هادي

محمد هادي

2012-08-19 19:16:27

0

      تعد التعيينات في العراق ما بعد 2003 من اكبر المشاكل والمعضلات التي عصفت بالشباب وخصوصا اولئك الحريجين الذين شقوا في سنوات الدراسة وبذلوا الجد والاجتهاد في سبيل الحصول على شهادة تناسب طموحاتهم ومستقبلهم المجهول ، وتؤكد المصادر والاخبار ان وزارت الدولة ودوائرها اصبحت اداة بيد الاحزاب الفاسدة ورجالهم وهذه الاحزاب هي من تتحكم بالدرجات الوظيفية ومع هذه الهيمة الهمجية انتشر الرشا والتدليس والتزوير ، ويبقى الشباب العراقي خصوصا ممن يحمل الشهادات يحلم بتعيين بسيط لكي يعين نفسه ويعيل عائلته 

 



فالشاب الخريج محمد هادي وهو خريج كلية الزراعة يؤكد (ان كلية الزراعة تخرج دفعات كل سنة مصيرها العطل ولايوجد لهم من منفذ في الدولة لكي يمارسوا مهامهم كمهندسين زراعيين) واضاف ( اننا امسينا نخجل ان قلنا نحن مهندسين زراعيين) ويذكر محمد هادي (انه تخرج منذ عام 1990 والى الان لم ي نور التعيين وقد طُلب عليه 3000 دولار من احد سماسرة الاحزاب المتنفذة التي تمسك زمام وزارة البلديات) 

اما الدكتور البيطري احسان العبودي خريج كلية الطب البيطري فقد ذكر (ان كلية الطب البيطري صارت تخرج أطباء بيطريين لا حول لهم ولا قوة الا ان الملاذ لهم هي العيادات البيطرية وهذه ايضا اصبحت تشكل عائقا بتدهور الثروة الحيوانية ) واضاف (انني تخرجت من جامعة بغداد 1996 ولكني لم اتعين الى وحتى الوساطات لم تفدني) 

بينما خالد الجبوري وهو احد منتسبي وزارة الزراعة وعمره 64 يرى ضرورة اعادة قانون التقاعد كي يحظى الخريجون بفرصة التعيين واكد (ان وزارة الزراعة حبلى بكبار السن وهم لا يملكون المؤهلات العلمية والعملية لمواكبة التطور ) 

وذكر جابر المشهداني (ان التعيينات هي على اساس المحسوبية والمنسوبية الحزبية للأحزاب الفاشلة) واكد ( ان الاستحقاق الوظيفي اعدم في ظل هذه الاحزاب ) واشار ( ان ان ذوي الشهداء او السجناء لهم الحصة الكبرى من التعيينات ) 

اما الخريجة حميدة فلاح وهي خريجة التربية قسم الجغرافية فقد اكد (ان قسمي التاريخ والجغرافية هما من الاقسام التي صارت عبء على كاهل الشباب الخريجين ) واضاف (ان وزارة التربية لم تنجح في حل ازمة تعيين المدرسين وخصوصا وان الكثير من المدارس تعاني من نقص شديد ) 

وقد اطلقت الحكومة العراقية 58813 ثم عززت ذلك 40000 في الموازنة التكميلية ولكن مازالت قوافل الخريجين والشباب في خانة العطل حيث اكد الكثيرون ان الفساد الاداري في اوجه وخصوصا في وزارة الداخلية فقد ذكر المواطن محمد حسام (ان وزارة الداخلية هي من اكبر الوزارات فسادا في مجال التعيين ) واضاف ( ان الضباط المسؤولين على ادارة التعيينات يرتشون بمئات الملايين من خلال بعض الاقارب والثقات لديهم ) واضاف (ان الكثير من الشباب الذين قبلوا على ملاك وزارة الداخلية وظهرت اسمائهم تم استبدالها بآخرين نتيجة الدفع الاكثر من خلال الرشوة) 

اما معاناة الاجر اليومي في وزارات الدولة هي من اعتاها وخصوصا في وزارة البلديات فالعامل عادل الشويلي احد المنظفين في بلديات ذي قار اكد انه قضى 4 سنين دون تعيينهم على الملاك الدائم وانه يتقاضى 5000 دينار يوميا ) واضاف ان رواتبهم تتأخر نتيجة ان المحافظ دائما ما يسافر لإستراليا ويبقى العقود والمعاملات دون توقيع) 

اما محمد الخالدي الذي شارف عمره على 35 عاما فقد يئس من التعيين وحتى تثبيته لأنه اجر يومي وكاتب في احدى الدوائر فقد قال (ان العمر القانوني للتعيين 35 وقد شارف عمري عليه والى الان الحكومة هملت خريجي اعدادية التجارة) واضاف (ان الحزب الحاكم يدير التعيينات من خلال مكاتبهم ومعارفهم) 


ويبقى العاطلون خصوصا الخريجين من المعاهد والكليات يبقى ولا من مناصر لهم او مطالب مجرد انتهازيات ووعود وعهود كاذبة ومفبركة ولكن لفت انتباهي ان المظاهرات الاسبوعية التي يجريها انصار رجل الدين الصرخي فقد طال خطباء الجمع والمتظاهرون بإنصاف هذه الشريحة المحرومة من خلال الجمعة التي اطلق عليها (تفاقم البطالة في حكومة اللا عدالة) ويبقى الخريجون يتاملون فرصة التعيين كي يبنوا مستقبلهم المجهول في ظل هذه الاحزاب . 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !