مواضيع اليوم

التعويضات والعقوبات

mos sam

2009-09-08 09:23:51

0



هل صحيح أنه تم القضاء على الأستعمار والرق والتمييز العنصري في عالمنا المعاصر؟ الجواب لا طبعا .لقد رأينا الاستعمار الغربي يغير أساليبه بتغير الزمان والمكان لفرض الهيمنة السياسية والأستغلال الأقتصادي على ما سموه بالعالم الثالت أو العالم النامي( ويعني المتخلف وهو ضد كلمة المتقدم التي يوصف بها العالم الصناعي ) . ولا أريد إستعراض أساليب الأستعمار الغربي فذلك تاريخ البشرية لا يمكن الألمام به في سطور أو صفحات أو حتى في الكتب .قد ظهرت أخيرا ظاهرة المحاكم الدولية وقد رحبنا بانشاء المحكمة الدولية لحقوق الأنسان عند تاليفها لكن سرعان ما تم تحويلها إلى أداة ضد حقوق الأنسان ووجه عملها ضد الدول التي ترفض الهيمنة والأستغلال الاقتصادي الغربيين . واليوم يطالب العالم بفرض العقوبات وتقديم زعماء لبنان والسودان وسوريا وإيران إلى القضاء بحجةخرق حقوق الأنسان وإرتكاب جرائم القتل والأبادة الجماعية كما حصل مع ليبيا في السابق ولم تتكلم دول العالم النامي ولا حتى الدول لعربية بالوقوف معها بل تركت لوحدها تقاسي المقاطعة وسوء معاملة مواطنيها كالمجرمين مما أضطرها إلى الرضوخ وقبول شروط الدول الأستعمارية والأستجابة بما تطالب به من تقديم مواطنيها ومحاكمتهم وسجنهم وفرض التعويضات الخيالية لأسر قتلى لا يعرف قاتلهم . كما تم عقاب العراق وافغانستان بالاحتلال العسكري دون قرار من الأمم المتحدة والقتل والتعذيب وأنتهاك الحرمات بمئات الألوف من الناس المدنيين والأطفال والنساء العزل وتشريد الملايين فهل يوجد أعتي من هذه الأبادة الجماعية . ولم تتكلم دول العالم الثالت حتى الدول العربية الشقيقة بل شارك بعضها بشكل أو باخر .لا أحد يناقش حق العالم في طلب محاكمة كل من يخالف حقوق الأنسان وأرتكاب أعمال القتل والتهجيروالأبادة ولكن هذا يجب إن يسري على الجميع . ماذا نسمي قتل مئات الألوف من العراقيين والأفغانيين والفلسطنيين المدنيين وتشريد الملايين كلاجئين وهتك أعراض النساء والرجال امام ذويهم وابناؤهم ثم قتلهم بدون رقيب أو حسيب من طرف قتلة من الجيوش الغربية بعضهم من شركات أمن مأجورين خصيصا للقتل والتعذيب ؟ أليس هذا هدرا لحقوق الأنسان وقتلا وأبادة جماعية ؟ لماذا لا نطالب تحويل زعماء الدول الغربية ومنفذي هذه الاعمال للمحكمة الدولية ؟ والمطالبة بالتعوض 2مليون جنيه لكل قتيل أو جريح . ونظرا لاستفادة عائلات في الغرب التي فقدت عائلا أو قريبا بتعويضات بالبلايين من جراء أحداث إجرامية لم تتبت هوية مرتكبيها كما حصل في حادث لوكوربي وبعض أحداث الأرهاب في اوربا , فقد أصبح طلب التعويضات من العرب سنة متبعة لكل من فقد قريبا في أي حادث أرهابي أو حركة تحرير . فها نحن نسمع اليوم طلبات العائلات التي تضررت من أعمال جيش التحرير الأيرلندي بالتعويض من ليبيا بحجة مدها للايرلنديين بالسمتكس المادة المتفجرة التي إستعملوها في المتفجرات ضد المواطنين البريطانبيين . كلام غريب ومن صنع السمتكس وصدره لليبيا حتى تمكنت من إعطائه لجيش التحرير الأيرلندي أليست الدول الصناعية ؟ ومن مد القاعدة وطالبان بالسلاح ودربهم لأرتكاب جرائم اليست الدول الأوربية الصناعية وهي مسئولة عن كل ضحايا الحروب والأرهاب في جميع بلاد العالم لانها باعت لهم السلاح لهم بشكل مباشر أو غير مباشر.الا تطالب أسر القتلى والمفقودين والمشردين في العالم الثالت دول وشركات صناعة السلاح بالتعويض لكل هؤلاء ؟ . ولكن الدول الغربية وجدوا في العرب سداجة وسوء تصرف وأموال تصرف بدون رقابة الشعوب وموافقتها فأستغولوهم , وشعوب العالم الثالت وعلى رأسهم العرب يستحقون أكثر من هذا لان هذا الظلم يتم تحت سمعهم وأبصارهم وهم لا يحركون ساكنا باياديهم أو بأقلامهم أو حتى بقلوبهم . الا يبعث وضعنا العربي هذا إلى الأسى والاسف . وهل نبكي أو نضحك ونعيش مع القطيع إنتظارا لمصيرنا المحتوم .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !