مواضيع اليوم

التعليم والمستقبل

Riyad .

2017-09-16 15:48:40

0

 التعليم والمستقبل

التعليم مشكلة إنسانية صعبة التشخيص والعلاج ، لكن يجب أن توجد لها الحلول لكي تنهض المجتمعات وتتخلص من أسباب عزلتها وتخلفها ، واقع التعليم في الوطن العربي يعاني من عدم الجدية في التشخيص والعلاج وهذه حقيقة فمن يُناقش واقع التعليم بعيد كل البُعد عن الميدان التعليمي ومن يسعى لحل مشكلاته "التعليم" بينه وبين الواقع مسافة زمنية ضوئية ، الجميع يشاركون في محاولة تشخيص أمراض التعليم صِغار وكِبار كل فردِ لديه رؤية وأطروحة تجاه التعليم وعمليات تطويره ، لكن أليس من الأولى أن يكون للعاملين في الميدان التعليمي رأي ورؤية لتطوير التعليم والقضاء على مشكلاته وإفرازاته السلبية ، في وطننا العربي لا صوت للعامل حتى وإن وجدت نقابات وجمعيات تدعي رعاية وصون ذلك الحق وفي السعودية تحديداً لا صوت لمن يعمل في الميدان هو مُنفذ للأوامر والتعليمات ولا يوجد أي مؤسسة مدنية تدافع عن حقه في الرفض والإعتراض ، المعضلة الحقيقية التي تواجه تعليمنا العربي عموماً والسعودي على وجه الخصوص تتمثل في الإجتهادات الفردية التي يأتي بها العقل الإداري على حساب الجسم الميداني ، العقل الإداري يقرأ الواقع من خارج الصندوق أما الجسم الميداني فقرأته للواقع تتم من داخل الصندوق وشتان بين القرائتين ، سنغافورة البلد الفقير الذي تخلت عنه ماليزيا عندما كانت تابعة لها إدارياً وسياسياً لم تنهض إلا بواسطة التعليم فالتعليم هو حجر الزاوية في مسألة البناء فقفزت سنغافورة من خانة الفقر إلى خانة أكبر إقتصاد في العالم ومن بلد المستنقعات إلى وطن التنمية والتنظيم والسياحة التجارية والبنية التحتية الفريدة ، سنغافورة ظاهرة تستحق التطبيق في وطننا العربي وفي الداخل السعودي الذي رغم الإمكانيات الهائلة إلا أنه ما يزال يسير بخطى بطيئة في مجال المعرفة والبحث العلمي والتقدم التكنولوجي ، التعليم الذي يعتمد على التلقين ويُراعي الإيديولوجيا الدينية في كثيرِ من مناهجة وأساليبة لا يمكنه أن ينهض بمجتمعِ أو يُقدم للمجتمع أجيالاً سويه تقاوم الفكر بالفكر وتوقد شموع النور لتبدد بها الظلام الفكري المتشنج ، لكي يتم إصلاح واقع التعليم يجب على المؤسسات المسؤولة والشخصيات المُنظره أن تتجه للميدان وتأخذ رأي العاملين به وتُصلح الخلل الذي يعاني من الميدان والعاملين به ويالكثرة الخلل مادياً ومعنوياً فلو تمت تلك الخطوة من صاحب القرار فإن خطوات الترقيع والإجتهاد ستنتفي وتصبح من الماضي فالجدية والرأي العلمي المنهجي والعمل المشترك والتغذية الراجعة ومشاركة أهل الميدان في الجهد الإصلاحي ستحل بديلاً وسيرى المجتمع النتائج المُبهره بعدما كان يرى علامات التضجر والتخبط والإجتهادات الفردية منقوشة على حائط المدرسة المكان الذي يلد الحضارة أو يقتلها بدمِ بارد .

‎@Riyadzahriny




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات