مواضيع اليوم

التعليم مشروع مصر القومى

طالبه تخشى الموت

2010-12-25 22:53:07

0

هل تطور التعليم فى مصر بالقدر الكافى الذى يجعلنا نواكب الدول المتقدمة؟ هل فى إمكان الطالب أن يستغنى عن الدروس الخصوصية ويعتمد على المعلم فى المدرسة، وأن يكتفى بكتب الوزارة ويستغنى بها عن الكتب الخارجية، تتبادر هذه الأسئلة إلى أذهاننا عندما نستمع إلى المسئولين عن التعليم وهم يتحدثون عهن تطوير التعليم والإنجازات التى توصلوا إليها فى هذا المجال، وأهمية محاربة الدروس الخصوصية من قبل الطلاب وأولياء الأمور.
لا ننكر أن مستوى التعليم تطور عن الماضى، وبدأ الاهتمام بتنمية مواهب الطلاب فى المدارس وتطوير المواد الدراسية لتواكب العصر، ولكن هل تواكب نظمنا التعليمية الدول المتقدمة؟ هل ينجح الطالب بدون دروس خصوصية أو كتب خارجية؟ بالطبع لا، فلا طالباً ينجح ويتفوق بدون دروس خصوصية إذن فكيف نقضى على الدروس الخصوصية حقاً؟
لعل من أهم أسباب تفشى تلك الظاهرة هى انخفاض أجور المعلمين رغم أن مهنة المعلم من أسمى وأشرف المهن مما يدفعهم إلى البحث عن مصدر رزق أخر، لتحمل نفقات الحياة، فيلجئون إلى الدروس الخصوصية، وحتى يضطر الطالب إلى البحث عن الدروس الخصوصية يخالف المعلم ضميره، فلا يهتم بشرح الدروس فى الفصل، كما أن كثرة عدد الطلاب فى الفصل الواحد يؤدى إلى تشتيت الذهن وعدم التركيز سواء للمعلم أو الطالب حيث أن فى هذا العدد الكبير لن يستطيع المعلم أن يتبين مدى استيعاب الطلاب لما شرحه، ولن يستطيع أن يتحكم فى فصل بهذه الكثافة مما سيؤدى إلى انصراف الطلاب عن الشرح بالأحاديث الجانبية مما يلجئهم فى النهاية إلى الدروس الخصوصية التى يستطيعون استيعاب المعلومة فيها بشكل أفضل.
كما أنه لابد من تأهيل المدرس الكفء للقيام بالعملية التعليمية على خير وجه، فلا يكفى أن يكون المعلم على درجة عالية من العلم فى المادة الدراسية، ولكن يجب أن يكون ذا قدرة عالية على التعامل مع الطلاب فى مراحلهم السنية المختلفة والقدرة على فهمهم واحتواءهم، واستيعاب قدراتهم على الفهم، والقدرة على إيصال المعلومة بالطريقة التى تتناسب معهم والتأكد من فهمهم لكل جزئية قبل الانتقال منها إلى جزئية أخرى.
ولابد من اختيار القيادات التعليمية على أن يكونوا من ذوى الأخلاق والصفات الحميدة والشخصيات القوية ويتسموا بنظافة اليد وعلى الهمة، ولا يكون الاختيار بنظام الأقدمية حتى ينهضوا بالعملية التعليمية فى مصر، فلن ينصلح حال التعليم فى البلد إلا إذا كان القائمون عليه صالحون يرغبون فى تقدمه وتطوره وليس هدفهم من مناصبهم هو الحصول على السلطة والنفوذ والمال والشهرة فلابد أن يكون المسئول متحمل للمسئولية الملقاة على عاتقه أو يتركها لمن يستطيع أن يتحملها ويرقى بها.
وعلى القائمين على وضع المناهج التعليمية أن يتفهموا تفكير الطلاب فى كل مرحلة عمرية لوضع مناهج تلاءم تفكيرهم وتستهويهم وتجيب على استفساراتهم وتنمى معلوماتهم ومواهبهم وقدراتهم ليشعروا بشغف للعلم والرغبة فى الأزدياد منه، كما أنه لابد من الاهتمام بالجانب العملى فى المواد الدراسية وعدم الاكتفاء بالشرح النظرى، فيجب إنشاء معامل لمادة العلوم فى جميع المراحل التعليمية ليقوموا بالتجارب المقررة عليهم عملياً بأنفسهم فيسهل عليهم استيعابها وكذلك يجب أن يراقبوا الظواهر الطبيعية المختلفة بأنفسهم وكذا تكون هناك رحلات تعليمية تشمل جميع المواد الدراسية.
ولابد من تشجيع الأطفال منذ المرحلة الابتدائية على دراسة المواد التى تتفق وميولهم والمواهب التى يتمتعون بها وتنمية تلك المواهب لهم، كما أنه لابد أن يدربون على الوظيفة التى يريدونها عملياً من المرحلة الثانوية، فمثلاً من يريد أن يعمل كمترجم أو مرشد سياحى يخرج إلى المناطق السياحية، ويرافق المرشدين السياحيين، ويحتك بالأفواج السياحية تحت رعاية وإشراف المدرسة ومن يريد أن يعمل فى الصحافة تساعده المدرسة على تنمية مواهبه ونشر كتاباته الصحفية فى جريدة مقروءة، وهكذا ... ليؤهلهم ذلك إلى الدراسة الجامعية عن تعمق فى تخصصهم.
وللرقى بالعملية التعليمية لابد من زيادة المساحة الرقابية لمجلس الآباء وإعطائه الحق فى تقييم الهيكل التعليمى، ويكون تقريره أساساً فى الترقية للمعلمين أى أن لتطوير التعليم فى مصر لابد من القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية بإحياء ضمير المعلم، وسد حاجاته المادية بتقدير المرتب بما يتناسب مع الحياة الاقتصادية فى البلاد. وكذلك بتوافر جميع الأسئلة والنماذج الأمتحانية والشرح الوافى بكتب الوزارة كما أنه لابد أيضاً من الاهتمام بمواهب الطلاب وتنميتها وتشجيعهم على ممارسة هواياتهم وتخصيص حصة أسبوعياً للهوايات يمارس فيها كل طالب هوايته المفضلة ويتعلم جميع جوانبها من معلم مختص ويكون الاهتمام بتلك الحصة كالاهتمام بحصص المواد الدراسية الأساسية.
وكل ذلك لنرقى بأبنائنا الطلاب الذين هم أمل المستقبل ليرقوا بمجتمعهم وتعود مصر إلى سابق عهدها مهد للحضارة والرقى والتقدم فى جميع المجالات، ورائدة لكل الدول وسابقة لها.

 

 

بقلم
سارة الليثى




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !