التعليم في البحرين يحتاج إلى رعاية

التعليم في البحرين يحتاج إلى رعاية

عام يذهب وعام يأتي وأناس تنجح وأناس تفشل ، هذا هو حال الدراسة أو التعليم ففي هذه الفترة من السنة يعيش المجتمع البحريني حالة من الاضطراب والهيجان والقلق والسبب في ذلك دراسة الأبناء وهاجس النجاح أو الرسوب .

يقول الكاتب مصطفى صادق الرفاعي في قيمة المعلومة (( إذا لم تضف ياصاحبي شيئاً جديدا الى الحياة فأنت زائد عليها أو فضول)) بمعنى أن قيمة الإنسان هي في ما يتقنه ويضيفه إلى الحياة وللناس من معلومات تتجلى آثارها على المجتمع والفرد .

إن واقع التعليم في البحرين يعاني من مشاكل كثيرة من أهمها التعليم المبرمج الذي يكمن في ضعف المناهج التعليمية التي تقتصر على حشو رأس الطالب بالمعلومات التي لا تغني ولا تسمن من جوع والتي تستوجب حفظها لتقديم الامتحان لينجح إذا كان يملك موهبة الحفظ أما إذا لم يكن كذلك فالرسوب حليفه وهذا يذكرني بمهنة بالكتاب في القدم حيث كان يتبع أسلوب التلقين في التدريس الذي يجعل الطالب ينفر منه .

كما أن عدم وجود جرعات من المحفزات الدراسية للطالب مثل المسابقات العلمية وورش العمل التربوية التي من شانها تحفيز عقل الطالب وتشغيل هذا الدينمو الذي لا فائدة منه إذا كان لا يعمل .

أما عدم الاهتمام بالمهارات الذاتية والموهبة الشخصية فهي غائبة عن مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية بشكل ملحوظ إذ لايسع القائمين على التعليم أن يقوموا بعملية تنقيب عن المواهب والفطاحل في المدرسة .

فالعلم لا يقاس بكمية ماأحفظه بل يقاس بمدى الاستفادة من ماأحفظه ، لذلك فنحن بحاجة لإستطصلاح التعليم من جذوره عن طريق إعادة تقييم لمناهجنا التعليمية وتغيير مايجب تغييره ووضع الخطط اللازمة التي من شأنها أن تنمي في الطالب هذه الملكه وترتقي بمدركاته وتصقل مواهبه .

ويجب علينا إشراك الطالب في العملية التعليمية ليكون عنصر فعال له حضور في ومشاركة في هذه العملية التي هي في المقام الأول خلقت لأجله وهذا ماطالعننا به جريدة الوسط في عدد أمس الأول عن مهاجر عراقي عمره 16 عاما يدرس في السويد وقد أستطاع حل شفرة مسألة رياضية حيرة العلماء 300 سنة ولم يأخذ برأيه في بداية الأمر ولكن بعد معاينة ماقدمه أتضح أنه قد وصل للحل .

كما يجب على المؤسسات التعليمية أن تفعل دور الأسرة في عملية التعليم وتقوم بالتنسيق في مابينها لأن الطالب يقضي وقته مابين المنزل والمدرسة لأن الأهل لا يهمهم مدى الاستفادة من المعلومات المقدمة للطالب في المدرسة بل يهمهم نجاح الطالب مهما كانت الوسيلة .

لذا على الحكومة أيضا ً أن تستثمر في التعليم لأن التعليم هو الاستثمار الذي لا يخسر أبدا ً ولكن تظهر تجلياته بعد سنين لتصنع مستقبل التعليم الذي يرفع اسم المملكة في الأوساط الدولية والمحلية الإقليمية .