مواضيع اليوم

التعليم بوابة التطور

Riyad .

2013-12-23 15:23:41

0

التعليم بوابة التطور 

لا يمكن لأي أمة أن تتقدم و تعليمها تلقيني مؤدلج يسيطر عليه فكر واحد يختزل الأراء ويصفها بأقبح الأوصاف , لا يحقق التعايش ولا يعزز التعددية ولا يقدم العقل على النقل , ومن كانت حال تعليمه كذلك فكيف يحلم الحالمون بتقدم يغير واقعهم إلى الأفضل , يعيش تعليمنا بأحضان وثيقة إسترشادية شجعت أصحاب الأفكار الأيدلوجية على بث أرائهم وسموم بعضهم بالمناهج , وشجعت على تحويل البيئة التعليمية بكل مافيها من هموم وأمال إلى محاضن لنشر أفكار التطرف والإقصاء والتجنيد وبوابته الأنشطة الطلابية , وليس ذلك فحسب بل وصلت الأدلجة إلى مكتبات المدارس بنين وبنات فطغت على رفوفها كتب تؤدلج القاريء الغير متمرس فكيف بالقاري إن كان طالباً يافعاً تحولت المكتبة من منبر للتنوير ومشعل للثقافة إلى رماد ووسيلة غسيل مخ يكون نهايتها تعبئة فكرية على حساب وسطية مجتمع وحياة أمة .

تنفق دول العالم المال وتسخر الجهود للنهوض بالتعليم ومؤسساته المختلفة لأن نهضة التعليم مرتبطة بنهضة المجتمع وتقدمه على كافة الأصعدة , ولنا في النمسا وماليزيا واليابان وغيرها من دول العالم المتقدمة أمثلة تصيب الناظر بالخجل وتفتق ذهنه للتساؤلات المتعددة .
 قديماً كان العرب والمسلمون يعيشون حضارة ومعرفة متقدمة على الرغم من الظروف السياسية التي كانت تحيط بهم بداً من الخلافة الأموية وحتى الخلافة الإستعمارية العثمانية , والسبب في ذلك مرده للإنفتاح على الأراء والأفكار المختلفة وإنتشار الترجمه والتواصل المعرفي والثقافي على الأخر بعيداً كان أو قريباً رغم أن الظروف السياسية والإجتماعية والإقتصادية أسوأ مماهي عليه الأن الإ أنهم صنعوا حضارة ومعرفة بفضل إيمانهم العميق بالتعددية والتعايش وتقبل الأراء والأفكار وتواصلهم مع الأخر مهما كان إنتماءه أو توجهه فياخذون المفيد ويتركون ما لا يفيد قاعدة سليمة لا تستنزف الجهود ولا تزرع الأحقاد والكره والإنقسام في صفوف المجتمع !
معضلات كثيرة تواجه تحديث وتطوير التعليم لن يكون أولها مواكب الإحتساب الطاغية والمتحولة لوسيلة تعبئة والمعطلة لكثير من الأفكار التنويرية والتحديثية وليس أخرها تشويه صورة وواقع بعض المشاريع التطويرية كمشروع تطوير التعليم العام ومدارسه النموذجية التي لم يزرها من شوه ومارس التضليل ؟
تطوير التعليم عملية معقدة وصعبة تواجهها كثيرٌ من العراقيل والصعوبات وأكثر العوائق هي عقبة الأفكار المؤدلجة والأصوات الرافضة لأي تقدم وتطور تعليمي لان تقدم التعليم بداية فعلية لسقوط الاراء المتشددة و لمن أطلقها , لا يمكننا إغفال المعلم الذي هو من مخرجات تعليمنا المؤدلج فحالته الراهنة لن تسهم في تقدم التعليم يفتقد للمهارات والثقافة والفكر التنويري الحر , ويفتقد للأمان الوظيفي وضعف الحوافز فضلاً عن الإرهاق الذي بدأ يفتك بجسده الغض النحيل !
ينشد المجتمع تطوير للتعليم ونهضة تنقله من خانة الصفر إلى مرتبة أعلى فالتعليم بوابة المستقبل ولا يمكن العبور نحو المستقبل بتعليم مؤدلج يؤدلج العقول وينال من الوسطية والتعددية والتعايش ويحشو العقول حشواً , فالمستقبل يعتمد على المعرفة والإنتاج المعرفي والتكنولوجي والثقافي الذي به تٌبنى الحضارات وتستقر بفضله الشعوب وأول خطوة هو الإنفتاح على الأراء والافكار والإستفادة من النماذج التعليمية العالمية وجلب الخبرات وإستبدال وثيقة سياسة التعليم بنظام واضح ومكتوب يضع النقاط على الحروف ويشجع التعددية المعرفية والإنفتاح وتبادل الخبرات مهما كان مصدرها فخطوات التطوير والتحديث لابد أن تبدأ من حيث أنتهى الأخرين ؟

 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات