يعود تاريخ التدريب المهني المنتظم في كوريا الجنوبية إلى ما قبل الاستقلال، حيث كانت مدة الدراسة خمس سنوات للمدارس العليا الفنية والزراعية والتجارية وبالرغم من أن العرض والطلب للتدريب المهني كان قليلاً، إلا أن التعليم الكامل للفنيين أصبح واقعاً خلال الستينيات. حيث شهدت هذه الفترة الاتجاه الرئيس للتعليم المهني المتضمن دورات دراسية في أساليب ما قبل التصنيع والتجميع لعمال خطوط الإنتاج. وبما أن الخريجين من المدارس العليا الفنية آنذاك غير مؤهلين وقليلين من حيث العدد، تولت الشركات التدريب داخل ورشها . ويسهم التدريب العسكري بشكل كبير في تدريب الشباب على مهارات كثيرة مثل الغطس، والتعامل مع المعدات المتطورة جداً، كما كانت هناك أيضاً برامج تدريب قليلة على التعامل مع أجهزة تعليم الأطفال الحساب والحساب العقلي ...إلخ. ومع تقدم الصناعة لم يعد تدريب المدرسة والشركة كافياً لمواجهة الطلبات المستجدة في المجال الصناعي، وهو ماحدا بالحكومة إلى فتح عدة منظمات تدريب مهني لتدريب الناس، كما فرضت ضريبة على الشركات لتدريب أو إعادة تدريب مستخدميها. وفي هذا المجال أيضاً وسعت الحكومة المناهج الدراسية العامة لتشمل التدريب المهني في التصنيع ومهارات أخرى مختلفة. وطرأت تغيرات هامة في (التعليم الفني) خصوصاً في صناعة الخدمات شملت إقامة دورات دراسية في مهارات تتعلق بالكمبيوتر وخدمات العميل، الأمر الذي يمكن اعتباره بداية الدخول نحو (مجتمع المعلومات) في كوريا، مع أن التعليم المهني في قطاع صناعة الخدمات قد بدأ قبل التحول إلى تلبية طلبات الصناعة، ولم يكن بالضرورة ذا علاقة (بتدريب تقنية المعلومات)، كما أن تعليم الكمبيوتر لايزال يركز على تشغيل الآليات والمكائن. وقبل الشروع في وضع أي خطة للتعليم المهني تتناسب التطورات الخدمية لابد أن نتخلص من المفاهيم والمسلمات والافتراضات القديمة التي كانت تعوق فعالية وكفاءة التعليم المهني في الماضي. المجتمع الصناعي الكوري في أوائل القرن العشرين 1-إطار زمني للتصور العملي بدخول القرن الحادى والعشرين يزداد الحديث عن أفكار مختلفة وتنبؤات عديدة . وفي معظم الأحوال لا نذكر الأطر الزمنية التي تدور في إطارها التنبؤات المستقبلية . فليس من المتوقع أن ظاهرة محددة ستستمر خلال المائة عام في القادمة. ولعلمنا بأنه يكاد يكون مستحيلاً التنبؤ بحالة العالم كله وكوريا في نهاية القرن الحادي والعشرين. فلابد أن نحدد الإطار الزمني الذي يمكنا من أن نقوم بتصور عملي للمستقبل من تجاربنا وخبراتنا الماضية وسرعة التغييرات الاجتماعية الحديثة على نطاق العالم، نعرف أن معظم هذه التنبؤات / التصورات قد لا تتحقق. على كل حال، مازلنا نستفيد من التنبؤ بالمستقبل لتطوير خطة ما. يجب أن تراجع الخطة باستمرار بناء على النتيجة المؤقتة لتنفيذها ووفق التغييرات والعوامل ذات العلاقة. حتى في هذه الحالة فإنه من غير العملي أن نقوم بتنبؤ أو تصور الخطة طويلة الأجل لأكثر من عشر سنوات. 2- المشاكل المتعلقة بالتصورات المستقبلية في المجتمعات غير الغربية يبدو أن أغلبية الناس، في الدول النامية والمتقدمة تعتقد أن أي مجتمع يمكن أن يتحول إلى مجتمع صناعي أو حديث من خلال العلوم، التقنية، رأس المال وباستنساخ الأنظمة الاجتماعية للدول الغربية، بغض النظر عن البنية التحتية الثقافية للمجتمع، وقد عزز من هذا الاعتقاد النتائج الناجحة التي حققتها دول شرق آسيا خلال السنوات العديدة الماضية، بل إن لهذا الاعتقاد خلفية نظرية أيضاً. وعلى أي حال، فإن أزمة الفشل الاقتصادي الأخيرة، في هذه المنطقة، وكذلك في مناطق أخرى غير غربية، قد أتاحت الفرصة لمراجعة هذا الاعتقاد، بل لعكس العلاقة ذات المغزى بين الأنظمة الصناعية الاقتصادية والبنية التحتية الثقافية للمجتمع. وفي المجمل يمكن القول بأن الحاجة إلى التعليم المهني للصناعات الحالية في كوريا ستبقى وسيزيد حجمها مقارنة بالطلب الناشئ الآن من أجل (صناعات، معلومات) وذلك خلال العشر سنوات القادمة. ولا حاجة بنا إلى القول بأن المهن من أجل الصناعات الحالية ستتطلب معرفة/مهارات لها صلة بجودة المعلومات وكميتها. 3- البنية التحتية للمجتمع: بعد إعلان ماكس وبر بأن التأسيس العقلي والثقافي للرأسمالية يعتمد على البروتستانتية، كان هناك الكثير من النقاشات والبحوث، وبشكل خاص حول النجاح الاقتصادي لليابان وهي دولة غير بروتستانتية، والتطور الاقتصادي للاتحاد السوفيتي السابق، دولة مجتمعات، والنمو الاقتصادي في الدول الآسيوية الأخرى، وهو مازاد من حجم التحديات لهذه النظرية وأفضى إلى ظهور العديد من الفرضيات لتفسير هذه الظاهرة الاقتصادية الجديدة، لكن مع انتهاء تجربة الاتحاد السوفيتي بالفشل ودفع تكاليف اجتماعية واقتصادية ضخمة بعد التجربة الاجتماعية الكبرى في تاريخ العالم، إضافة إلى العوائق الحديثة في الاقتصاد الياباني والدول الآسيوية الأخرى أدى إلى المزيد من البحوث لتحديد فيم إذا كانت الظاهرة الحالية طبيعية ومؤقتة داخل عملية/دورة التطور الاقتصادي أم لا، أم أنها نتجت عن مشكلات أساسية أكثر؟ ومع أن الإجابة لم تحسم على السؤال المتعلق بفرضية فيم إذا كان الأساس العقلي والاجتماعي للرأسمالية هو البروتستانتية كما قال (ماكس وبر)، أو إذا كانت الرأسمالية تستطيع أن تزدهر في أساسات ثقافية أخرى مثل الكونفوشية أو ديانات أخرى عالجها علماء الاجتماع/ الاقتصاد عندما أحرزت منطقة شرق آسيا تقدماً اقتصادياً ملحوظاً، إلا أن من الواضح أن هناك مكونات أكثر لازمة للرأسمالية والتنمية الاقتصادية غير الموارد /العوامل الظاهرة مثل المؤسسات، ورأس المال، والتقنيات. حتى إذا لم تحول مكونات الأساس الاجتماعي والثقافي مثل العقلانية والمهنية وأخلاقيات العمل إلى «إيدولوجية معينة «أعني البروتستانتية كما قال ماكس وبر، فإن هذه المكونات هي شروط لازمة لتحقيق التنمية الرأسمالية، والاقتصادية، والتحول إلى الصناعة أو العصرنة. صيانة التقنية وصناعة الخدمات لا يعترض أحد على ضرورة حماية الشركات المتوسطة والصغيرة الحجم من الشركات العملاقة وهو ما يقودنا إلى الوصول إلى أن المعرفة والمهارات العالية المستوى يحتفظ بها للأعمال التجارية التصنيعية. فصناعات الخدمة مثل مبيعات التجزئة وأعمال النقل لا تتطلب أي معرفة ومهارات ويمكن أن تؤدى من قبل أي شخص. ومع أنه لا يوجد وعي كامل باحتياجات التدريب المهني في عمل الخدمة التجاري، إلا أنه وبكل تأكيد فإن لكوريا أعمال خدمات تجارية في مجتمعها حتى قبل أن تتحول إلى التصنيع. وربما يكون صحيحاً أن نقول بأننا لم نعترف بحقيقة أن هناك مهارات مطلوبة لأداء وظيفة ما في عمل التجزئة وعمل الطعام والنقل والعقار، وأنه لذلك لا توجد مهنة في عمل خدمات. وقد يفسر البعض هذه الظاهرة بقولهم (ونحن نتحرك إلى داخل مجتمع المعلومات من المجتمع الصناعي، فإن عدد الناس المستخدمين في صناعة الخدمة يكبر بكثير من هؤلاء المستخدمين في الصناعة التحويلية. ولذلك فإن احتياجات التعليم المهني في صناعة الخدمة يجب أن تعالج). في الحقيقة وحتى قبل التصنيع في كوريا كان عدد الناس المستخدمين في صناعة الخدمة أكبر من عدد هؤلاء المستخدمين في الصناعة التحويلية بحكم أن حجم التصنيع ذاته صغير، كما أن صناعة الخدمة في المرحلة المبكرة للتنصيع لم تكن مماثلة لصناعة الخدمة بالمعنى المعاصر اليوم، على الأقل من منظور التعليم المهني. من المصنع إلى مهن مركزة في المكتب مع أن الاحتياجات للتعليم المهني في صناعة الخدمات، وكذلك في الصناعة التحويلية، قد أصبحت معروفة على نطاق واسع من قبل الجمهور، إلا أن معظم مجهودات التعليم المهني قد تركزت على تدريب عمال المصانع لاكتساب المهارات اللازمة إضافة إلى بعض التدريب على عمل المكتب بشكل استثنائي مثل التضريبات والحسابات،والطباعة...إلخ. وعندما أدخلت الكمبيوترات الكبيرة في شركات الأعمال، في المراحل المبكرة، كان تدريب الكمبيوتر يتم فقط لعدد محدد من المستخدمين. أما عندما أصبحت الكمبيوترات معدات مكتبية خاصة، فقد أصبح الحاسب الشخصي (Pc) ضمن الدورات الدراسية للتعليم المهني المطلوب بالذات لعمال المكاتب. مثل هذا التعليم المهني لعمال المكاتب، حدث أولاًً لتحسين أعمال الخدمة/ الترفية والكفاءة مثل المهارات الشخصية البينية للعمل مع رئيسهم وزملائهم ومرؤوسيهم- إن وجدوا- والدور/ الوظيفة المطلوبة كعضو منظمة. كان الإدراك والتصور هو أن هؤلاء المستخدمين وأعضاء المنظمات متوقع منهم وببساطة متابعة التعليمات المعطاة لأداء الواجب المعين بمعرفة/مهارة فنية اكتسبوها من خلال تعليم الكفاءة الفنية. ولعل هذا هو السبب الذي أدى إلى حصر تعليم الإدارة. فقط على التنفيذيين والمديرين وأهمل غير المديرين، من تعليم الإدارة. في أثناء ذلك بدأ التغيير الحديث في المفاهيم التنظيمية يسهل الحاجة لتعليم الإدارة لغير المديرين. وقد أكد هذا الاتجاه الكثير من العلماء والبروفسيرات وتبعته شركات كثيرة خصوصاً بعد أن أصبح ملحاً، وإن ما يسمى بالهرم أو التنظيم الهرمي (يسمى النوع «A» هنا في هذه السطور) يجب أن يشكل إلى منظمة منبسطة (يسمى النوع«B» في هذه السطور). وعلى أية حال فإن التغييرات العقلية والسلوكية للمستخدمين العمل في هذا النوع الجديد من التنظيم لم تحدث بعد، فمازال البعض غير مدرك أن التغييرات العقلية والسلوكية مطلوبة لكل مستخدم ليبقى في النوع الجديد من التنظيم، وأن هناك القليل من برامج التدريب والتعليم قد صممت، من أجل المواكبة مع تغييرات سريعة ومفاجئة كهذه في المفهوم التنظيمي، وبشكل أكثر تحديداً، في حالة إعادة الهيكلة من النوع (A) إلى (B)، فإننا ببساطة نعيد مواقع التنفيذيين/ المديرين الكبار والمستخدمين الذين في أسفل الخط في النوع (A) إلى المواقع نفسها في النوع (B) ونقطع مديري المستوى المتوسط. ومن ثم نقول باقتناع تام إن (التحول إلى النوع الأحدث من التنظيم المنبسط قد اكتمل بنجاح). لجعل هذا التغيير التنظيمي فاعلاً من الضروري الاعتراف بأن الإدارة العليا للنوع (B) تحتاج إلى امتلاك ممارسة بعض الوظائف التي كانت للمديرين الوسط في النوع (A)، إضافة إلى كافة الوظائف التي لدى التنفيذي الأعلى في النوع(A). في السايق نفسه يحتاج هؤلاء العمال الذين في الخط الأسفل من نوع (B) إلى امتلاك/ ممارسة بعض من الوظيفة، التي مورست من قبل مديري الخط الذين فوقهم مباشرة في تنظيم النوع (A). بالطبع، بعد الاعتراف بالضرورة، فإنهم يحتاجون إلى التعليم المهني ذي العلاقة، وبمجرد ما يعترفون بأهمية /ضرورة هذا النوع من المعرفة/ المهارات المطلوبة للمتدربين. فإن الممارسات وخبرات العمل على الموقع أساسية لتحسين الأداء والكفاءة في أماكن العمل. وهنا يمكن تحقيق تحويل المعرفة والمهارات المطلوبة من خلال (التعليم) في حين يمكن تحقيق الممارسات وخبرات العمل من خلال «التدريب». في الماضي، عندما كان الشخص يتعلم ويؤدي وظيفة واحدة فقط في حياته، كانت الخبرات الطويلة تعني تحسناً مستمراً للكفاءة الفنية للشخص أو المهارات. اليوم عندما تتغير الكفاءة الفنية الجديدة المطلوبة بسرعة، فإن محتويات الكفاءة الفنية تتغير أيضاً بدورة قصيرة الأجل، إن هذا يتسبب في تناقص أهمية (الخبرات)، في حين أنه في حالة كفاءة التأسيس- والتي لا تتغير كثيراً- فإن الخبرات تساعد فعلاً في تحسين الكفاءة. كمثال، وبما أن لوحة المفاتيح الكهربائية في حجرة الطيار تعمل بالكمبيوتر، فإن المهارات الفنية المطلوبة للطيار تتغير كثيراً، في حين أن مهارات التأسيس مثل معالجة أوضاع الأزمة لاتزال باقية غير متغيرة . في حالة كهذه، وبما أن الطيار مسؤول عن ملايين من أرواح الناس وطائرة ببليون دولار فإن من الأهمية بمكان بالنسبة له (أو لها) أن يجمع مهارات التأسيس خلال خبرات الطيران الفعلية لمدة طويلة من الزمن فضلاً عن الحصول على مهارات فنية تدريبية بمبشبهات (أجهرة تشبيهية)متطورة جداً في حجرة الطيار. 5- مؤسسات للتعليم المهني 5-1 تعليم الكفاءة الفنية في مؤسسات التعليم المهني التقليدي كما أشرنا سابقاً فقد بدأ التعليم المهني الكوري في المدارس المهنية العليا ومن ثم المدارس الزراعية/الهندسية/ التجارية التابعة للجامعات ومؤسسات التعليم العسكرية والحكومية. وقد ركزت كلها حتى الآن على بناء الكفاءة الفنية باستثناء بعض برامج التدريب العسكري، فإن معظم المؤسسات اعتمدت على تقديم دورات دراسية لفصول كبيرة الحجم، فضلاً عن ممارسات تستخدم أدوات/معدات، وذلك بسبب التوفر المحدود للمرفق والتسهيل وعدم وجود المدربين المؤهلين. هذا يعني أن تعليم الكفاءة الفني كان إلى حد ما موجهاً نظرياً/ معرفيا أكثر منه تدريب مهارة عملية. ومهما احتوت برامج التدريب الأجنبية على كفاءة تأسيس بداخلها، فإن الشركات الكورية سوف لن تنتبه إلى حقيقة أن هناك كفاءة تأسيس مضمنة وهو ما يبين كيف أن الشركات الكورية ظلت تنفذ تعليم كفاءة التأسيس في منظماتها على النمط الغربي. ومن المهم الإشارة إلى أن خط البداية- المتطلبات المسبقة- لتعليم الكفاءة الفنية في كوريا، مختلفة كثيراً عن تلك الموجودة في الدول الأخرى. من هنا يمكن القول أن على مؤسسات الأعمال التجارية أن تتحمل عبئاً إضافياً في تعليم مستخدميها كفاءة التأسيس، والتي كان من المفترض أن تعلم مبكراً في أيام الدراسة، ومع أن الشركات تقوم بالتدريب لاحتياجاتها الخاصة بها إلا أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن تدريب الكبار غير فعال مع وجود برنامج تعليم كفاءة التأسيس في المؤسسة التجارية، الذين أكملوا من قبل صياغة خصائصهم الشخصية. إن هذا يكلف مبالغ ضخمة على الشركات التجارية ولكافة المجتمع ككل، ومما يثبط أن الجمهور العالم لا يكن أي تقدير تقريباً لهذا النوع من المجهود البائس. تستحق التكتلات والمجموعات الكورية نوعاً ما من اللوم الاجتماعي لما فعلته في الماضي. ومع أن هناك القليل من الناس الذين يقدرون التكتلات الكورية على إسهاماتها في الإنجاز الاقتصادي، إلا أن مجهودات هذه الشركات وإسهامها في تطوير أساس ثقافي عقلاني في كوريا، لم يلق التقدير الكافي من الجمهور. صحيح أن التكتلات هي التي أدخلت المكونات الثقافية الحديثة، مثل أفكار ومفاهيم الدقة والعقلانية وضبط الجودة ورضى العميل ...إلخ في كوريا. إلا أن قصدها كان ببساطة تحسين فوائدها. نعرّف (العولمة بأنها ظاهرة للوصول إلى مستوى القيمة نفسها مع دول أخرى) في مجالات العمل التجاري على نطاق العالم، قد وضع القانون التجاري لكل دولة على المستويات العالمية والتي في الحقيقة هي المستويات الغربية، مع بعض استثناءات الدول الشيوعية/ المقفولة. الآن من المستحيل لأي مؤسسة عمل تجاري أن ترفض الأحكام الغربية للعمل التجاري. لهذا السبب يمكن القول بأن المنظمات المتغيرة بشكل سريع والتي تقوم بالتبرير الذاتي في العالم غير المتقدم هي منظمات عسكرية ومؤسسات تجارية. إن التعليم العسكري المفروض لمدة سنتين أو ثلاث لا يغير الكبار، وبما أنه من المؤكد أن الكثير من الناس يحتاجون إلى عدة مرات من التعليم المهني والتدريب خلال حياتهم، إذا تمت برمجة تعليم كفاءة التأسيس بشكل صحيح في التعليم الموحد، فإنه بكل تأكيد أنه سيصبح التعليم المهني الأكثر كفاءة على الإطلاق. خاتمة أكملت الدول المتقدمة في العالم الغربي تحولها إلى التصنيع والعصرية بأنفسها، حيث كانت العناصر الاجتماعية والثقافية للكفاءة الأساس أو التأسيس موجودة بعمق في مجتمعاتها وثقافاتها. من المهم أن نعترف بأن كوريا ودول أخرى، لديها بنية تحتية ثقافية مختلفة عن الدول الغربية، أن تبدأ/تنفذ التعليم المهني بشكل مختلف، لأن معظم الكبار في المجتمع لا يملكون كفاءة الأساس اللازمة. في الوقت نفسه- وحتي يتم تعليم الجيل الجديد بموجب النظام الجديد ويكون أغلبية القوة العاملة في مجتمعنا- فإن المجهودات المنتظمة والاجتماعية مطلوبة لتطوير نظام متكامل تماماً في المدارس والمنظمات العسكرية والمؤسسات التجارية والحكومة والمؤسسات التعليمية والاجتماعية الأخرى ودمج تخصصات كل مؤسسة مع أنها حقيقة معلومة تماماً بأن تعليم الكبار ليس فاعلاً ولا كفئاً بدون هذه المجهودات فإن تعليم الكفاءة الفنية فقط لن يكون فاعلاً أبداً. من المنظور - وحسب تجربتنا- إن الضرورة/ الأهمية لتعليم الكبار التي ستركز على كفاءة التأسيس لن تقدر تماماً من قبل الجمهور العام، وأن تنفيذها سيكون غير محبوب أوشائع، لذلك من أجل قبول أفضل لدى الجمهور يجب دمج تعليم كفاءة التأسيس كجزء من التعليم المهني. نشر في مجلة (التدريب والتقنية) عدد (9) بتاريخ (رمضان 1420هـ)
التعليقات (0)