مواضيع اليوم

التعليم العالي بين مطرقة البعث وسندان التخلف

Shuwan Hassan

2011-11-15 20:18:17

0

 
زوبعة اجتثاث البعث تاتي متقطعه ولكن هذه المره بحركه غير مسبوقه وتصريحات كان عنوانها "الضربه الاستباقية" وكأن متحدثي الحكومه وممثليها (وهم كثر)  يمثلون حكومة دولة عظمى يشكل التخطيط الاستراتيجي عنصرا مهما من مفردات حياتها اليوميه. وكنت كما هو الحال دائما عندما تخرج علينا حكومة الطوائف ببدعة جديده , كنت قد قررت السكوت فالسكوت ارحم والنوم في الفتنة خير من ان تكون مستيقضا فيها. لكنها تلك الجينات التي لا ادري من اين اتت خاصة اذا عرفنا ان الشخصية العراقيه لاتميل الى الحق ولاتدرك فن التفريق بين الحق والباطل علما ان الفرق بينهما اربعة اصابع. ومحدثكم لايملك هذه الملكة ايضا لكنه قد يملك قلما والقلم خير من السنة احزاب الحكومة التي خلقت من نار وتأبى السجود الا لصنم الطائفه

والسبب الاخر لالتزام الصمت هو انعدام الشعور بالانتماء لوطن سلم لجامه لمن لا يتقن النظر الى قامات الاوطان فطفقوا مسحا بسوق الدولة والاعناق ..وطن فقد احترامه لذاته وتاريخه بما صنعت يداه واساء الادب في محراب الحضاره فترك نفسه واستسلم وتركنا عرضة لكل انواع الهتك. فتدنس كل شيء فيه حتى اصبح ماء دجلة والفرات مادون القلتين لايصلح للوضوء.
ربما يتسائل القارئ عن اسباب كتابة هذا المقال والاسباب التي تجعل من مثلي ينتقد خطوة لوزارة التعليم والمتمثله باجتثاث كوادر الجامعات ممن "ثبت" انتمائهم للبعث؟ والجواب البسيط جدا ولكنه قد يتضمن في جنباته كل مآسي العراق "ومآسي العراق لاتهم احد حتى العراق نفسه". اقول الجواب هو ان كل آدمي كتب له ان يعيش في العراق او ان يكون متابعا للشأن العراقي يستطيع وبدون اقل جهد ان يقيس اداء دولة الطوائف واحزابها بدون اللجوء الى اداة بحث معقده او خيراء سياسه او اقتصاد.
فأي مؤشر اقوى واوضح من معالجة مسائل اساسيه تكاد تمثل الكم الاكبر من المفرده العراقيه المتداوله ...............الكهرباء............
أو مؤشر اخر اسمه مليارات العراق المسروقه ............ او مؤشر احتراق اقسام معينه في وزارات الدوله بقدرة قادر......او عجز قادة العراق على تعين وزير للدفاع مثلا او للداخليه...... او مؤشر برلماني العراق اللذين قرروا التصدي لمساوئ التدخين وتركوا العراق بملاينيه الثلاثين يتنفس الكاربون المؤكسد الذي تنفثه مولدات الكهرباء.........و و و.....والمؤشرات كثيره قد لاتكفي صفحات موسوعه لحصرها وشرحها ويكفي اننا ننافس الصومال في التخلف ونسعى جاهدين للحصول على المركز الاول في الفساد بعد ان تجنت علينا الامم المتحده بمنحنا المرتبه الرابعه ظلما وعدوانا.....
اما المرجعيات الدينيه الميكافيليه التي تقود العراق من وراء ستار الدين والزهد والمذهب والمظلومية والمقاومة الشريفة والغير شريفة والتي تتخذ من مبدء الغاية تبرر الوسيلة قرآنا ووحيا منزلا فهذا وحده يكفي لحفر حفر كبيره جدا نطمر العراق فيها حتى صدره نرجمه بعدها على زناه ونطمره فيها ونمضي بعدها لنتلوا مزمارا من مزامير داود بلسان عربي مبين.
وبما اننا في ايام البراءة من الشرك والذنوب والفسق والنفاق فانني اعلن برآئتي وان كانت لاتعني شيئا لمن يتمسح بابواب دولة الطوائف. اقول اعلن برائتي من احزاب الطوائف ودولتهم واعلن كفري بالبعث الذي جعل من العراق جثه هامده تكالبتم عليها بعدما امتص دمائها واعلن البراءة من اخر نسخة من بعث كنتم انتم يا دعاة العراق الجديد اول من تسابق على لعقها والتمسح بها في سوريا.
ان حالة السوء في العراق ماركة مسجلة لها مصمموها ومنفذوها وهي حالة متقدمة جدا حتى ان العالم لايملك منها مثيلا في السوء. حالة تستحق الدراسة بكل ماتحمل الجدية من معنى. وبكل ماتحمل الامانة العلميه والتاريخيه من اخلاص مجرد من التحزب والتمحور حول فكرة او دين او معتقد.
فلم يمر على التاريخ حسب معرفتي. حكومة وبرلمان واحزاب يكون نتاج كل خطوه وجهد مجتمعين او فرادى فرديا كان ام حزبيا الا وكانت النتيجه واحده وهي الخراب. بل لم يمر على التاريخ ان صادف وان اجتمع هذا الكم الكبير من الطاقات السلبية والمدمره في اطار دوله. ولم يحدثنا التاريخ بان تواطئ القدر بلغ الدونية التي بلغها في منحه السلطة والقوة الى هذا الكم الكبير من اللصوص والرعاع.
ولم يسجل التاريخ اسهام مثل هذا الكم الكبير ممن يسمى بالاحزاب والقيادات ورجالات الدين على تخريب بلد والتضحيه بشعب بمثل هذا القدر لتتجسد كلمة "ولية مخانيث" الى واقع ملموس موضوعه الاساسي هو العراق.
ولكي لاتظلم وزارة التعليم العالمي ممثلة بوزيرها علي الاديب . فان التعليم العالي شهد في طيلة حكم البعث اجتياحا بعثيا للوزارة . وشهدت الجامعات العراقية موجة بعثات لطلاب كانت مؤهلهم الوحيد هو انتمائهم لحزب البعث وقربهم للسلطه مع تطعيم كل بعثه ببعض الكفآءأت التي انتمت للبعث كوسيله مبررة للحصول على مقعد جامعي للدراسات العليا خارج العراق.
وصحيح ان منظر بعض كوادر التدريس في الجامعات العراقيه كان اشبة بالانضباط العسكري وهم يتجولون بلباسهم الزيتوني المقيت. وصحيح ايضا ان بعضهم كتب من التقارير الحزبيه اكثر مما كتب من بحوث ودراسات علميه. الا ان من الحق ان يقالايضا ان موسسات التعليم العالي في يومنا هذا امتلئت باللطامه والحراميه وسراق الشهادات فشكلت بواقي البعث مع القادمين الجدد من مزوري الشهادات اخر مسمار في نعش التعليم العالمي.
ومن المهم ايضا ان نفرق بين من ارتضى بالبعث للحصول على مقعد دراسه او بعثه ممن اختار التعليم كوسيلة للتكالب الحزبي. وهنا لابد من سؤال الحكومة العراقيه عما اذا كانت مهتمه ان تتعامل بنفس الطريقه مع مزوري الشهادات مما كان بعض البرلمانين يُنظر لتشريع قانون يمنع مسائلتهم وابقائهم في مراكزهم الحكوميه التي حصلوا عليها بحكم القرب الالهي التي تكفله المرجعيات الدينيه او التخلف الحزبي والفكري. حتى اصبحت مؤسسات الدوله في حالة نشاز تشبه العجوز التي عادت الى عهرها بمكياج رخيص وبضمانة اذواق لاتستطعم سوى الخبيث.
كنت قبل مايقارب الاسبوع في احدى المنتديات العراقيه الكثيره على الشبكة العنكبوتيه واطل علينا شخص اطلق على نفسه الدكتور فلان...... وعرف نفسه بانه سكرتير وزير التعليم العالي وصار الكل يلق عليه بالاسئله وكان سوالي عما اذا ماكانت الوزاره قد فكرت في بديل للتدريسين اللذين شملهم الاجتثاث وهل تمتلك الوزاره خطه لملئ الفراغ الذي سيتركه هولاء وخاصة ان السنه الدراسيه مازالت في بداياتها. مر السوال والكثير من الاسئله من دون اجابه حتى ان احدهم قال لي بالحرف الواحد" الجماعة اعتقد ناصبين علينه" وفكرت للحظه وتيقنت ان العراق صاير اكبر ميز واننا جميعا نصبة اخت الجذب.
عليه لاجدوى من الكتابه وليذهب التعليم العالي الى جهنم وبئس المصير .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !