اي مجتمع لا يخلو من قيم اجتماعية سلبية او ايجابية بعضها يطفو على سطحه اذا وجد بيئة سياسية داعمة تستفيد من غلوائه و يخدم اهدافها . و النظام العربي منذ ما قبل الاسلام عايش الفروقات الاجتماعية و مورست كعادات و فرضت نفسها عليه كقيمة لها وقعها لدى الاخرين . و الاسلام لم يحد منها كما كان ينبغي مراعيا حداثة عهد العرب به و بتعاليمه التي لا بد من سلاستها و تدرجها تشريعا و تطبيقا .. اذ لم يتخلص من الرق و من خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام . و فضل المهاجرين و الانصار على غيرهم . لكن وفق ضوابطه التي علم انها ستؤول الى انهاء للرق بفعل و تعبد و كما انه لا هجرة بعد الفتح . الا اننا لا نريد ان ندرك ما دعت اليه حجة الوداع و هي التي وضع فيها كل امر للجاهلية تحت قدميه المبراكتين . فجاء بعد الراشدين ملك عضود , لهم ابواب مؤصدة و جعل للامراء و اموال للمقربين دون غيرهم . و توالت دول و سلاطين في المشرق و المغرب فهموا الاسلام كما ارادوا بفضل علمائهم و تقاتل تلك الدول فيما بينها تحت رايات شتى و الكل يدعي الصلاح و التقرب الى الله . و مع ظهور الحملات الصليبة تاصلت مشاعر الكره بين العرب و الافرنجة الى ان جاء الاتراك الذين انشغلوا بالحروب مع اوروبا ردعا و دفعا حينا و نشرا و توعية احيانا . و همش دور العرب الذين راوا ان لهم حقوقا تهضم سياسية تهضم . فكان الاستعمار البريطاني و الفرنسي و الاوربي عموما لعهذه البقعة من العالم و بذلك تنوعت الانتماءات و الاطياف الثقافية العربية و انسلخ المجتمع عن هويته . بالتماشيمع بزوغ القوميات الاوربية التي دعمت القومية العربية و حركت الفكر القومي في المنطقة و عملت في سياسات فرق تسد حينا و اخرى كما قيل وحد تسد . و نحن العرب ذاكرتنا الطيبة لا تحفظ في الاناء الا الغث اما السمين فيؤكل قبل الحين . بانتهاء الاستعمار العسكري و تجذر اطيافه الاخرى و توريث الحكم الى افراد او عائلات كانت تسنده في سيطرته قرر المستعمر ترك دويلات لها رايات و حكاما و اناشيد وطنية بحدود رسمت اعتباطا فقد قسمت بعض المناطق من منتصفها فترك كل شطر فيها تحت علم دولة اخرى مع ان اهلها اخوة او ابناء عم و هكذا ايضا في كثير من مناطق الحدود العربية العربية . و لتلميع الدولة الناشئة لا بد من وسائل اعلام و طوابير من المرتزقة الذين يمجدون الوطن و المواطنة الصالحة و المناداة بثالوثية غريبة وطنيه و قومية و اسلامويه ؟ ثم عملت الدولة القطرية على ما يسمى بالوحدة الوطنية لانها تعلم ان من فيها ليسوا ذوي دم او عرق او فكر متجانس ففيها بقايا من امم رحلت و فيها من حضارات ولت و فيها من اديان تنوعت و فيها من معتقدات تشكلت و فيها الكثير الكثير من التناقضات السياسية و الاتجاهات و الميول العقائدية و فيها من طبقات اجتماعية و علمية متنوعه .. فكيف تعمل اي دولة على ارضاء الكل او معاداة الكل ؟
هل بالسياسة ام بتحقيق اكبر حد من المصالح و المصالحة ام اللعب على الكل ..؟؟
اي سياسي او حاكم يعي و يدرك اهمية تناغم المجتمع و اطيافه باقل التكاليف و باعظم النتائج . اعطاء كل ذي حق حقه بالعدل و المساواة بتطبيق نظام قانوني يحتكم الى قيم المجتمع و اخلاقه و انه لا فرق بين احد من المواطنين و لا بين مواطن و مسؤول فالكل تحت القانون . بدون استثناءات و لا امتيازات . عدل حقيقي لا نسبي و بناء روح الانتماء الى المجتمع و رسم اهداف حقيقية و اقعية يسعى الكل الى تحقيقها ببث روح الامل و الاخلاص في العمل من غير تبعية و لا اذلال او تعسف في التطبيق .
التعليقات (0)