لا شك أن الاختلاف سبيل ناجع للتوصل للميكانيزمات الأساس لتحصيل الإقلاع نحو الدموقراطية في بلد يصارع شبابه ونشطاؤه السياسيين بمعية حركة العشرين من فبراير ، وفد نتج هذا الحراك نتيجة الغضب الشعبي المتنامي ، إزاء تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية . لكن السؤال المطروح هو : مدى احتياج الثورات أينما وجدت لاديديولوجيا معينة ؟؟ وان كان وجودها ضرورة ملحة ؟؟ وإمكانية تدبير هذا الاختلاف عبر الجمع بين مقارباتها السياسية بالنسبة للمعارضة السياسية ؟؟ وهل من الممكن اخضاعها للترميم وفق الفكر القومي والعربي والإسلامي كمشترك تاريخي وجغرافي ؟؟
هناك ضرورة ملحة للتذكير بأخطاء الماضي القريب ، وأريد أن اكشف بعض هذه الإشكالات التي علينا طرحها لنقاش معمق قبل تحقيق أي قفزة مثلية او مثالية إذا ما اعتبرناها نجاحا ثوريا هائلا فإننا نكون قد سلبنا الثورة لبها واصبغنا عليها فقط ظاهرا من النجاح السلبي .
إن مكامن هذا الخلل في تكوين و نظام الثورة هو حقيقة لمسناها وعاينا مظاهر الردة والانطواء. ردة من جانب أسس قيامها وانطواء تام على الأخر ، بحيث لا حديث إلا عن المهندسين الأولين للثورة ، لا احد يجادل أو يناقش من خارج أسياد الثورة وأحيان حتى من الداخل . وهذا بالفعل ما حدث لثورة الشعب الإيراني . الثورة المصرية ........
بعد ما تم إسقاط الشاه في إيران وبعد ما أسموه نجاحا مبهرا للثورة الإسلامية حلة الردة ومعها الانطوائية التي تصبح مع تعاقب الأيام والسنين دكتاتورية ويبقى السبب الرئيس حلول ايديولوجية مكان أخرى تهاوت، ولقد ترعرعت الايديولوجية الامامية الإيرانية كسبيل لخلاص الشعب الإيراني لكن حقيقة الأمر سرعان ما انكشفت وتبين أنها ليست سوى كسابقها ، وهناك ثورة ماو التي لم تجلب سوى الدمار والانحطاط للشعب الصيني . وهناك ثورة معمر في ليبيا ........ويبقى عنصر التشويق هو تقارب كل هذه الايديولوجيات التي بنيت على أنفاض شبيهتها التي لم تجلب سوى الخراب المبين . لذلك أؤكد أن المزيد من الايديولوجيا ومزيد من التعصب لها قد يقلب أماني التغيير راس على عقب ، فتحتاج هذه الثورة إلى من يثور وتستمر الثورات إلى ما لا نهاية والمستفيد الأول هو الغرب وجرثومته الخبيثة إسرائيل .
إن الشعوب لا تضحي من أجل ولادة عقيمة لمجد زائف . إنها تبحث عن سلام الحياة ، تبحث عن حريتها وليست تضحي من اجل ما واو لينين أو الخميني وباقي مجرمي القرن الماضي والظرفية الآنية .أن الفكر الايديولوجي هو ما يصنع الموت والتخلف والشطط السلطوي ولا ندري لما تتشبث الاحزاب الساسية حول العالم بمفهوم وحيد وهناك عقل بشري ليس بعاجز اذا ما تعلق الامر باستمرار الحياة واعتماد الفكر المتجدد والسليم؟ لطالما كانت هناك عقول تفكر بعمق في إيجاد الحلول الممكنة فليس هناك داع لاستمرار الفكر الواحد الذي يجلس رجلا يصبح فيما بعد المفكر الوحيد .
هذه رسالتي لكل شعوب العالم . أما شبابنا المغربي فأقول له استمر وبدون ايديولوجيا . لان همنا الوحيد هو كشف حقيقة النظام القائم وكشف مايلي :
المغرب في المرتبة 63 في مجال الأمن ، هذا لا يعني قضاء عادلا لكنها قبضة حديدية مطبقة ، فبينما هناك ألاف ملفات الفساد ما تزال عالقة في المحاكم ، هناك من يسجن لشهور لقاء سرقة قطعة خبز تمنيه خلاص الجوع .
المغرب ضمن المرتبة 126 في مؤشر التنمية البشرية وهذه هي المفارقة الغريبة . استتباب الأمن بعصا من حديد هذا يعني وجود شبيه للدموقراطية وهي الخوفوقراطية .
بالنسبة للتعليم المغرب ضمن المرتبة 11 – حذاري ليس بمقياس عالمي – إنما من بين 14 دولة عربية فقط ، التعليم في غزة أفضل من رباط الذل والعار .
أكثر من 55 بالمائة من سكان المغرب فقراء تحت معدل الفقر أي اقل من دولار في اليوم .
المغاربة : عطالة . ظلم .جوع . عصا . ارهاب مصطنع لجني رضا الغرباء الغربيين .........................
اما الملك فسابع اغني رجل في العالم . اغني من ملكة بريطانيا واسبانيا وتقدر ثروته بحوالي 2 مليار دولار حسب مجلة فوربس .انه ملك الفقراء ..........
اقتصاديا : الشركة الملكية تحتكر كل القطاعات والربح الصافي لبعض هذه الشركات يساوي أكثر من مليار درهم وتتزايد باستمرار في حين تنهار القدرة الشرائية للشعب المغربي يوما بعد يوم اللهم إن هذا لمنكر .تمتلك الاونا جل الأسواق التجارية لتبقى دون منافسة ومنع دخول شركات مثل hard discount – وغيرها من الشركات التي تستورد مواد غذائية اقل تكلفة لتبقى الاونا وأسواقها السيد المطلق .
فهل من الإيجاب أن نفكر بعمق في إسقاط هذا الفساد المستشري ، أم أن نستمر في صراع ايديولوجي لا طائل منه . وكيف لا وقد احتاج هؤلاء السياسيون دو الاديولوجية المتعددة في وطننا العربي الى شباب سبتمبر وايلول وفبراير وووووووووووووووووو..ان الفكر الحقيقي هو الذي يلزم كل التيارات السياسية بما فيهم اليساريون والاسلاميون على بناء جسر للثقة من خلال اعتناق الأفكار المتجددة وليس اعتناق فكر ماركس او اوباما وغيرهما .
إن العقل العربي ليس دو صفحة واحدة في الحساب ، أو انه لا يحسب الصفحات المحتملة بطريقة حركية . في حين تؤكد الحضارة الإسلامية والعربية بشواهد قارة أنها قد حسبت أدق الصفحات والاحتمالات في كافة شؤون الحياة والعلم ، في وقت كانت جميع الأمم تعيش دياجير الظلام والتخلف . لذلك نحن باقون هنا ...جالسون هنا .....لنكون ، وسوف نكون . محمد قاسمي .
التعليقات (0)