التعايش مع المتغيرات
الوقوف ضد المتغيرات العصرية والضرورية متعبة للنفس، فالعجلة تمشي ومن يقف ضدها فإنها ستسحقه بلا رحمة، من الطبيعي جداً أن يتغير المجتمع فلا يوجد مجتمع خامل أو متقوقع فكل عشرة أعوام هناك مجموعة من المتغيرات تُصيب المجتمعات وهي إفراز طبيعي للحراك والتفاعلات المجتمعية، المجتمعات العربية لا تتقبل أي تغيير نظراً لطبيعتها الفكرية والدينية فالقبول يكون على مضض والصراع الداخلي يبلغ مدىً لا يمكن وصفه، الشخص الطبيعي يتقبل أي تغيير لأن ضرورة التاريخ تحتم ذلك ومن طبيعة المجتمعات التغيير والتطلع إلى الأفضل، المجتمع السعودي مر بتحولات تاريخية وفكرية كغيره من المجتمعات العربية لكنه لم يتجاوز مرحلة الصحوة إلا بصعوبة رغم بقاء بعض المتباكين على تلك المرحلة التي كانت في نظرهم تمثل الإسلام الصحيح، تجاوز المجتمع الناصرية والبعثية والاشتراكية ولم يؤمن بتلك الاطروحات إلا قلة قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، لكن الصحوة تمكنت من المجتمع حتى وصلت إلى العظم نظراً لطبيعة المجتمع الدينية والتي تم ادلجتها واختطافها خدمةً لمشروع إعادة إحياء الخلافة على منهاج النبوة..
مع حالة التحديث والانفتاح توارت كثيرُ من مظاهر الصحوة خلف الجدران المغلقة وبقي الترويج للصحوة باساليب متعددة أهمها الحنين إلى الماضي ودغدغة مشاعر الناس بعبارات يمكن القول عنها بأنها عبارات جوفاء تئن منها مواقع التواصل الاجتماعي، المجتمع تقبل التغيير وإن كان البعض تقبله على مضض إلا أن غالبية السكان وهي فئة الشباب تقبلته لأنها تؤمن بتلك الضرورة وبتلك الحالة التاريخية الطبيعية، القبول بالتغيير يعني القبول بالحياة ورفض التغيير يعني بداية الموت السريري للمجتمع..
التغيير المتوافق مع قيم المجتمع أمر محمود ومقبول اما ماعدا ذلك فمرفوض وما حدث ويحدث لا يتعارض مع قيم المجتمع الحقيقية وما يحدث من تجاوزات ليست بسبب التغيير بل بطبيعة الفهم الفردي لمفردة التغيير والانفتاح ، كان لدى المجتمع السعودي قيم هلامية صنعتها الصحوة لكنها لم تصمد بل ذابت واصبحت بلا وجود ولم يبقى إلا القيم الصحيحة والتي تربى عليها اباءنا وأمهاتنا ممن وقفت لهم الصحوة موقف المحارب والمناهض..
الدفاع عن التغيير دفاع عن الحياة وعن مستقبل الأجيال القادمة ودفاع عن وطن كتب الله له النجاه من شباك الصحوة بفضل رجل قال كلمته "سندمرهم اليوم وفوراً"..
التعليقات (0)