قبل أيام تناولنا وبكل شفافية وموضوعية , حالة الإحتراب الداخلية والغير معلنة بين أقطار المغرب الإسلامي , وبينا وبروح وعقل إسلامي, جسامة تداعيات هذه الحالة على مجمل الأصعدة , وما ستفضي إليه من مظاهر التشرذم في بنيوية الشعب المسلم هناك , وتأثيراتها على عقله ووعية وبالتالي تسطيح تفكيره , وكنا أيضا قد سقنا ظاهرة دعم بعض الأقطار لحالات طارئة ظهرت على السطح, من بعض القبائل أو الفئات أو المجموعات , والتي تطالب بالإنفصال عن اوطانها الأم ولإسباب واهية ودوافع ضالة وبتحريض من البعض , وقد إستعملت هذه لإملاء بعض الصيغ السياسية لتحقيق مطامع , أو أوراق ضغط من أجل كسب شئ ما ؟ ولا نعرف ضمنيا ماذا تريد تلك الأقطار المسلمة من بعضها البعض ؟! , وأخذنا ( الصحراء الغربية ) مثالا .
وبعد طرحنا لهكذا إشكالية مريبة , تلقينا عددا من الرسائل مرحبة بما طرحناه , وخصوصا مطالبتنا من الأخوة في الجزائر العظيمة, أن تكف عن زعزعة الأمن القومي للبلاد الإسلامية , بل ينبغي عليها أن تطرح المشاريع الوحدوية والجمعوية , كذلك قلنا أن أول الغيث قطرة , وهو التعاون الإقتصادي الشامل بين تلك الأقطار , لكي يصار بعد ذلك ومن خلال التطور الحاصل في هذا المجال, الى الحالة التنموية العامة والشاملة لكل ما من شانه أن يوحد الجهود بإتجاه المنظومة الوحدوية المتكاملة , وطرحنا أيضا التداعيات السياسية السلبية العميقة , التي ستحصل نتيجة هذه الإنفصالات, على وجود وحدة البلد الواحد , وما سيصيبه من إنقسامات وتجزئة داخلية .
واليوم ونحن نسمع بالتعاون الإنمائي في مجال الإستثمار بين ليبيا والمغرب , في صناعات الفوسفات وغيرها , وكذلك التعاون الإستثماري والإستكشافي بين ليبيا والجزائر في مجال التنقيب عن النفط , وهذا بدوره حتما سينتج تكاملا على الصعيد الإقتصادي والإنمائي بين بقية الأقطار لاحقا, مما يسهل عملية التنمية في بقية المجالات , وهنا لانريد أن نسهب في تعداد الفوائد الجمة التي ستعم تلك الأقطار الإسلامية , وهذا حتما سيكون حافز مؤكد ومن المثيرات الهامة والجديرة بالدراسة لبقية أقطار العالم الإسلامي ,ومنه ستنطلق الكثير من دراسة الجدوى الإقتصادية للكثير من المشاريع التنموية الكبيرة والتي قد تكون معطلة بفعل هذا التباعد والتفكك في العلاقات .
إن العمل على حل جميع القضايا السياسية العالقة بين العالم الإسلامي, لهو مطلب ملح في هذا الخضم الهائل من المشاريع العدائية المطروحة ,التي إستغل أصحابها الشياطين هذا الشرخ الضعيف على مستوى العلاقات الإسلامية العامة , وبالتالي العمل على تفعيل كل المشاريع التي من شانها أن تقرب سكان هذا العالم من بعضه , من اجل تحقيق طموحاته في الحياة الحرة الكريمة .
إن التعاون القائم الآن في الجانب الإقتصادي, والذي يبعث على السرور والتفائل بالمستقبل الزاهر في الحالة التنموية , إبتداءا من الإستثمار ووصولا الى السلة المتكاملة من المفردات الإقتصادية , وطرحها كمشاريع إستراتيجية كبيرة تكون بالنتيجة, عاملا مهما في التخطيط الى المنظومة الوحدوية والتي ننشد ,وإن أملنا وسعادتنا في أن يراجع إخوتنا وأحبائنا في المغرب الإسلامي كل مايتعلق بتفاصيل العلاقات بينها وعلى كافة الأصعدة , وأن تتحرك كل الرؤئ والتصورات التي في جعبتها بإتجاه الحل الكامل والشامل , ولا نقبل بل ونرفض كل حالات التهدئة, من أجل تحقيق مكاسب سياسية, على حساب الحل الشامل, والذي نعتقد أنه يؤمن الإستقرار الدائم داخل وبين أقطار المغرب .
إننا نعتقد , أن أي نوع من هذا التعاون القائم, والذي نأمل أن يتصاعد بعون الله ,لكي يشمل تونس وموريتانيا ومصر والسودان , وبيقة الأقطار الإسلامية في القارة الأفريقية , لهو دليل على لفتة وإنتباهة يشكر عليها القائمين على الأنظمة السياسية هناك,وهي لاشك خطوات بالإتجاه الصحيح والذي ينبغي , على أننا نتمنى أن تسير الأمور بوتائر أعلى وبخطى أسرع من أجل الوصول الى الحالة التكاملية , لأن في الحقيقة الغير قد سبقنا وتخطانا كثيرا , وهو على مرمى حجر منا, ولا يفصلنا عنهم غير ذلك البحر الضيق , ولكن كم هو الفارق بيننا ؟! , علما اننا نمتلك مايفتقرون له قطعا .
نشد على أيديكم ونؤازركم ونبارك خطواتكم هذه ( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين ) , راجين منكم تجاوز كل مامن شانه أن يكون عائقا أو مانعا أو عقبة في مسعاكم هذا ,ونتمنى عليكم أن تبذلوا قصارى جهودكم الى لم شمل هذه الأمة والتي أنهكتها المشاكل واتعبتها المصاعب .
علي المطيري
2552008
التعليقات (0)