مواضيع اليوم

التطور يكتسب ولا يهدى او يشترى

 
التطور يكتسب ولايهدى

كتبهاالدكتور محسن الصفار ، في 26 سبتمبر 2012 الساعة: 13:49 م

التطور يكتسب ولا يهدى

بقلم محسن العبيدي الصفار

هناك قصة ولا ادري ان كانت واقعا ام خيال ان شركة امريكية كانت تبني موانئ في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية ورفضت هذه الشركة تزويد اليابان باي من الخرائط للمشروع حفاظا على تقنياتها وبعد اصرار والحاح وافقت الشركة على ان يكون جميع الخبراء والمهندسين من الامريكان على ان تكون العمالة العادية من اليابان فقامت اليابان بتجنيد جيش من المهندسين والعلماء تم توضيفهم على انهم عمال يدويين وتحملوا انواع الاهانات والذل والعمل الشاق ولكن لدى انتهاء المشروع ابلغت اليابان الشركة بانها لم تعد بحاجة الى خدماتها وانها ستبني بقية الموانئ بنفسها وبمهندسيها الذين تعرفوا على كل خفايا بناء الموانئ .

العبرة من هذه القصة ان اي بلد يريد ان يتقدم ويتطور يجب على ابنائه تحمل كافة المشاق والصعاب لاكتساب العلوم والمعارف والتمكن من بناء بلدهم بايديهم وليس بالاتكال على الاجانب الذين لايرغبون في نقل اي من علومهم ومعارفهم وخبراتهم الى البلد الذي يعملون فيه .

اذا استوردنا خبراء او مدراء اجانب فيجب ان تكون عقودهم مشروطة بنقل خبراتهم خلال فترة معينة الى مدراء اخرين من ابناء البلد حتى لو اقتضى الامر دفع مبالغ اكبر لهم ثم يتم الاستغناء عن المدير الاجنبي في هذا الموقع ويستبدل بابن البلد ولكننا نرى ان هناك وظائف يستلمها المدير الاجنبي حتى يتقاعد ثم يخلفه اجنبي اخر في نفس المنصب والانكى من ذلك انها ليست وظيفة ذات اختصاص رفيع جدا ولا هذا الخبير المزعوم شخص ذو مواهب رفيعة فلو انه وجد في بلده وظيفة مناسبة ما اتى الينا اصلا .

ان دولا مثل الهند وماليزيا وتايلند تعتمد بالكامل على ابنائها في ادارة كل شيئ واي خبير اجنبي لايتعدي دوره الارشاد والتدريب لفترة محدودة ثم يستغنى عنه .

والعتب هنا ليس على الحكومات وحدها بل ايضا على الشباب الذين يتكاسلون في كثير من الاحيان عن اداء وظائفهم ويبحثون دوما عن طرق للتملص من العمل وقضاء الوقت في التفاهات التي لاتنفع عوضا عن اكتساب المهارات والخبرات التي تؤهلهم في المستقبل للحلول في وظائف الخبراء الاجانب المزعومين ولو ان احدهم عمل مع مدير اجنبي عن قرب فسيكون جل اهتمامه معرفة اخبار كرة القدم في بلده بدلا من التقاط كل كلمة يقولها او يكتبها .

قد نعذر الحكومات على توظيفها اجانب في الكثير من المناصب لان الاجنبي بخلافنا يعرف كيف يفرق بين وقت العمل وبين وقت اللهو وتراه في وقت العمل مشغولا باداء عمله فقط وليس الحديث في السياسة والجدل الديني ومناقشة مشاكله العائلية او المغازلة العاطفية والتسكع على الانترنت والاجنبي لايكون جماعات مثل المدير المحلي ويميز الموظفين الى قسمين معه او ضده فيتنعم الاول ويتعذب الثاني .

اذا يجب ان نتحلى باخلاق العمل قبل ان نكتسب خبراته وشهاداته والا فحتى لو تم تسليم المواطن ادارة اي شركة او مصلحة فلن تصل الي اي مكان سوى الخسارة والضياع .

ان ما لدينا من العقول والمواهب والخبرات في كل بلاد العرب يغنينا عن اي مدراء اجانب في اي قطاع ولكن ماينقصنا هي العقلية الادارية الناجحة التي تجعلنا قادرين على الفرز بين اعمالنا ومشاعرنا ومشاكلنا وارائنا الخاصة وننظر الى من حولنا من منطلق عملي انتاجي بحت .

اتمنى ان ارى يوما يكون فيه جميع المدراء من ابناء الوطن ويكون ادائهم افضل بكثير من اداء سابقيهم من الاجانب لان هذه الادارات والشركات هي ثروة لهم ولابنائهم من بعدهم عليهم واجب تنميتها وهذا الاحساس يجب ان يزرع في كل انسان من طفولته سواء في العائلة او المدرسة خصوصا ان الاسلام دين يشجع على اتقان العمل والتفاني فيه بكل الوسائل والسبل .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات