تقمع السلطات الأمنية في إيران لأي نشاط سياسي تابع للأحزاب السياسية في المناطق الإثنية للشعوب غير الفارسية و لا تتسامح مع اي نشاط لهذه القوميات رغم سماح الدستور الإيراني لتلك الشعوب بممارسة حقوقها بحرية تامة لكنّ ذلك يأتي في حين تسمح السطات الإيرانية بنشاط حزب"بان إيرانيست" وهو الحزب السياسي القومي الإيراني الأكثر تطرفاًً و ينتمي هذا الحزب للقومية الفارسية ويُعرف عنه بأنه الأكثر
عنصرية لأنه يمارس إضطهاداًً عرقياًً غير مسبوق ضد الإثنيات الأخرى مستخدماً المساحة الإعلامية التي توفرها له السلطات الإيرانية فمواقع الحزب لا تحجب في إيران والمكاتب السياسية لهذا الحزب تعمل بحرية في جميع المناطق الإيرانية خاصة في المناطق الأحوازية.
تأسس حزب "بان إيرانيست" في ستينات القرن الماضي ويعارض بشدة إنشاء دولة البحرين ويطالب بعودتها الى إيران و يدعو الى إعادة السلطة الإيرانية على معظم دول الشرق الأوسط في العالم العربي وأفغانستان والقوقاز ولديه مواقف متشددة حيال تسمية الخليج
بالعربي.ينتقد الحزب بشدة جميع الأحزاب الإيرانية القومية مثل الجبهة القومية التي كان يتزعمها محمد مصدق وهو صاحب مشروع تأميم النفط في ستينات القرن الماضي بسبب بعض مواقفه الديمقراطية ويعارض حزب بان إيرانيست منح الشعوب أي حق من حقوقها القومية والإستجابة للحد الأدنى من هذه المطالب بسبب إعتقاده السائد لدى قادته والذي يؤكد على ضرورة عدم التسامح مع المطالب الإثنية لأنها ستفتت إيران الى دويلات.ويفخر الحزب بإنجازاته القومية خاصة في اختياره امرأة لقيادة هذا الحزب.
لا تغفل حقيقة أنّ معرفة مبادئ هذا الحزب ستصبح أكثر سلاسة لو تعرّفنا على أيديولوجية الحزب النازي الألماني و كذلك الفكر والتعليم الممنهج لدى الحزبان و عداءهما المستفحل لليهود والعرب على حد سواء في إعلام النازيين و بان إيرانيسم الذي تأسس قبل عدة عقود وكذلك الرموز المستخدمة في الأعلام و التعليم.
تخرّجت جميع كوادر حزب بان إيرانيست تقريباً من منطقة الأحواز العربية التي تتعرض للإضطهاد القومي منذ زمن بعيد واشتد هذا الحرمان السياسي والإجتماعي خاصة بعد انتصار ثورة الخوميني لكن يمارس أعضاء الحزب نشاطهم السياسي في المنطقة بحرية غير معهوده دون مضايقة السلطات الأمنية لهم رغم استخدامهم للعلم الملكي في مكاتبهم و موقعهم الإلكتروني . وهذا يبيّن مدى استخدام
السلطات الإيرانية للمتحوّلين و المتطرّفين إثنياً ً خدمة لأغراضها و يسعى النظام في توئيف هذه الأحزاب كورقة يستخدمها لسحق معارضيه الحقيقيين الذين يعبرون عن رأي الشارع فميزان معرفة الأحزاب المعارضة قومية كانت أم سياسية هو مدى سماح السلطات لها بمزاولة عملها السياسي والإعلامي وهذا يعكس حقيقة تلك الأحزاب والشخصيات إنّ الوقت الراهن يبرهن على أنّ الأحزاب الفارسية المتطرّفة متحالفة مع نظام طهران في السرّ رغم نكرانها لهذه الحقيقة .
التعليقات (0)