التطرف لا دين له ولا مذهب
تسليط الضوء على التطرف أمرٌ في غاية الأهمية والروعة والشجاعة خاصةُ إذا كان ذلك التطرف مبنياً على فهم خاطيء للنصوص الدينية والشرعية .
التطرف المحسوب على السنة كطائفة ذات ثقل بالعالم الإسلامي لا ينحصر في مدرسة فقهية أو حركة وقوة سياسية "الإسلام السياسي" بل يتجاوز كل ذلك ليصل إلى ممارسات وسلوكيات دفعت المجتمعات ثمنها سابقاً وما تزال تدفع نفس الثمن اليوم , " التطرف السني " تحت مجهر النقد اللاذع خاصةً في الأعمال الفنية والبرامج الحوارية والمناقشات الصحفية وذلك طبيعي خاصةً وأن السٌنة تتربع كطائفة على عرش النسبة الأكثر عدداً وحضوراً في المشهد بالعالم الإسلامي , التطرف الشيعي لا يختلف عن التطرف السني فكليهما لهما نفس الغاية والهدف والاختلاف فيما بينهما ينحصر في جزئيات معينة , التطرف الشيعي لم يتعرض للنقد اللاذع على غرار التطرف السني , قد يكون لمكانة الطائفة دورٌ في ذلك وأقصد بالمكانة هنا الحضور والعدد والنسبة إلى عدد السكان , لكن ذلك ليس بمبرر يبرر غض الطرف عن تطرف معين فالحقيقة تقول أن التطرف الشيعي يوازي التطرف السني في البشاعة والدموية والفتك بالمجتمعات والتضييق عليها بشتى الأساليب والصور وهذه هي الحقيقة .
لا ينحصر التطرف في الممارسات والسلوكيات الدموية كالجرائم التي ترتكبها المليشيات المحسوبة على السنة أو الشيعية بل يشمل التكفير الركيزة الأساسية للدموية البشعة ويشمل أيضاً التضييق على المجتمعات باسم صحة المعتقد وسلامة الممارسة التعبدية ويشمل أيضاً فرض مذهب معين أو مدرسة فقهية معينة على المجتمعات ومنع التعددية وقمع المذاهب والمدارس الفقهية الأخرى وتهميشها ومنع أفرادها من ممارسة ونشر وتداول ما يؤمنون به وهذا ما يحدث في العالم العربي اليوم ومن قبل , في المجتمعات السٌنية يبرز للعيان مذهب فقهي واحد يتصدر المشهد على حساب بقية المذاهب وفي المجتمعات الشيعية يحدث ذلك أيضاً وتلك لعبة لها أبعادها السياسية وجذورها التاريخية القديمة !
نقد التطرف حقٌ مقدس للشخص ومحاربة التطرف أياً كانت صورته واجب لاستقرار المجتمعات , إهمال تطرف والتركيز على أخر لا يخدم قضية محاربة التطرف بل يشرعن التطرف ويجعله مقدساً في بعض المجتمعات , التطرف السني يقابله تطرف شيعي أكل الشيعة قبل السٌنة مثلما أكل التطرف السٌني السٌنة قبل الشيعة ,كلا التطرفيين سيأكلان بعضهما البعض لسبب واحد وهو إحداث تغيير ديموغرافي داخل المجتمع الواحد بغية السيطرة وفرض واقع جديد على المجتمعات , الحديث عن تعايش سني شيعي هرطقة فالسنة ليسوا متعايشين فيما بينهم والشيعة كذلك فالتطرف داخل كل طائفة بلغ مداه وأصبح ظاهراً للعيان , منابر السٌنة تفوح منها رائحة الموت والتكفير ومنابر الشيعة كذلك السنة يٌكفرون من الشيعة ومن أفراد وحركات مسلحة محسوبة على السٌنة والشيعة يٌكفرون من السٌنة ومن أفراد وحركات محسوبة على الشيعة وهذا هو الواقع اليوم , ما تعيشه المجتمعات من تطرف ودموية وتعصب إفراز طبيعي لحقب تاريخية قديمة فكل طائفة تسعى للانتقام من الأخرى والضحية مجتمعات وتاريخ وسلام وتعايش بين أفراد المجتمع الواحد وأصل البلاء سياسي فكري فكل طرف يظن أنه الأحق بالدين والدنيا معاً !
التعليقات (0)