مواضيع اليوم

التطرف الديني الوهابي سوف يقضي على فرص التعايش ج٢

إيهاب العمري

2013-05-30 20:56:07

0

 عندما تم تفويز الإسلاميين بالإنتخابات الجزائرية سنة ١٩٩١ نقل عن أحد قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ أنه اليوم هو نهاية الديمقراطية وعندما تم إلغاء تلك الإنتخابات سنة ١٩٩٢, أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وخرجوا إلى الجبال وقتلوا عشرات الآلاف من الأنفس وكعادتهم وكما يحصل الآن في سوريا, فقد تم إلصاق التهمة بالجيش والحكومة والأمن وكل مدني شريف حمل السلاح مع الحكومة ليدافع عن أهله وماله. طبعا أنا لست هنا في صدد البحث عن أسباب إلغاء تلك الإنتخابات سنة ١٩٩٢ ولكن الواضح وبما لا يدع مجالا للشك أن الإنتخابات أو لعبة الصناديق هي فرصة سوف تأتي للإسلاميين مرة واحدة في العمر فيتم إستغلالها للركوب على الشعب وإلى الأبد وتصبح بعدها أي إنتخابات هي إعادة وتكرار للمسلسل الممل الذي ينتهي بفوز الإسلاميين فهم لم ولن يسمحوا للكرسي أن يفلت من أيديهم حتى لو كان الثمن دماء الشعب.
وكيف سوف يحرص من قالوا طز في مصر على دماء أهل مصر؟ وهل سوف يراعي فرص التعايش في مصر من يقول أن مصر ديار كفر وأهلها لا عهد لهم ولا ذمة ولا ميثاق؟
هناك مثال آخر من مصر وهو الإنتخابات التي جرت مؤخرا وأدت إلى فوز المرشح عن حزب الحرية والعدالة الإخواني محمد مرسي حيث تبين وجود شبهات بالتزوير وشراء الأصوات وأقلها توزيع طرود تموينية لرشوة الناخبين ولعل أكثرها فضائحية تزوير بطاقات بالمطابع الأميرية يقال أنها بلغت مليون ونصف بطاقة والقضية الآن منظورة أمام القضاء. طبعا إتباعا لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة قام محمد مرسي وقبل أن تطير عصفورة الديمقراطية وتفلت من يده بإصدار إعلان رئاسي يحصن قرارات الرئيس المصري بالطعن عليها والنقد أو الإستئناف عليها من قبل أي محكمة, يعني حكم بالحق الإلهي الذي كان سائدا في أوروبا في العصور الوسطى هذا طبعا غير حبس معارضية ومضايقتهم وقتل بعضهم من قبل ميليشيات الإخوان وخصوصا في ميدان التحرير.
القضاء عند الأحزاب الإسلامية فاسد إلا أن يحكم لمصلحتهم فهو في هذه الحالة نصر من عند الله. وعملية الإنتخابات عند الأحزاب الإسلامية مزورة إلا أن تنتهي بفوز مرشحيهم لأن الله لن يسمح لعباده المؤمنين بخسارة العملية الإنتخابية لأنه لديهم زبيبة الورع من كثرة الصلاة أو حك جباههم بحجر يشترونه من محلات العطارة ولحية طويلة تشابه لحى حاخامات اليهود ورجال الدين المسيحيين الأرثودكس الذين لا يحلقون لحاهم مع أن اللحية هي مقدار قبضة اليد. هم أنفسهم إنقلبوا على معاييرهم الإسلامية وفتاويهم بأن الإنتخابات حرام والبرلمانات حرام والأحزاب حرام ولكن ميكافيلية الأحزاب الإسلامية تقول بأن الغاية تبرر الوسيلة.
يكتب أحدهم ويتكلم أن التطرف العلماني يوشك أن يقضي على فرص التعايش وكأن من يقتتل الآن في تونس هم قبائل الهنود الحمر؟ وكأن من إختلف ويحارب بعضهم بعضا عبر التويتر والفيسبوك والفضائيات في مصر هم من سكان كوكب عطارد؟
قيادات في حزب النور السلفي توقع على إستمارات حملة تمرد لخلع رئيس مصر المؤمن الحافظ للقرآن بتاع الصوابع والحارة المزنوقة وفي تونس إشتباكات بعضها بالأسلحة النارية بين قوات الجيش وعصابات سلفية قاعدية أعلنت تمردها على حكومة حزب النهضة الذي يمثل الحكومة والإخوان المسلمين المسيطرين عليها وتقوم تلك المجموعات السلفية بنصب كمائن للجيش وتستخدم الألغام المضادة للأفراد.
نادر بكار ليس ليبرالي بل هو متحدث بإسم حزب النور السلفي ولا يوجد داعي للكلام عن معاركه على الفيسبوك وتويتر والفضائيات مع المتشيخ السلفي عبدالله بدر الذي كان يوزع صور مركبة عن طريق الفوتوشوب للفنانة إلهام شاهين ويسأل كم واحدا إعتلاها بإسم الفن. أو من الممكن أن نتكلم عن علي ونيس بتاع الفعل الفاضح في سيارة الطريق الزراعي أو عمن كانوا متورطين في تهريب البنزين وبيعه في السوق السوداء أو سوف أترك هذا لموضوع قادم قد أكتبه عن فضائح هؤء المتأسلمين ولماذا هم لا يصلحون حتى لرعاية قطيع من الغنم. ولكن لنعد مرة أخرى للسلفيين والإخوان وفرص التعايش السلمي.
وطبعا إصطدم الإخوان بالسلفيين في مصر و تونس فما هي علاقة العلمانيين والفكر العلماني في الموضوع؟
في مصر بداية الإصطدام بين السلفيين والإخوان هو إقالة مستشار للرئيس المصري والمستشار من أعضاء حزب النور وطبعا ثارت قيادات حزب النور ولم تقعد ليس على ضحايا القطارات من الأطفال والمواطنين المصريين بشكل عام وليس على الفساد والتعدي على النيل والبناء عليه في وضح النهار وليس على المشاكل الإقتصادية التي تمر بها مصر بل على ما أحست به قيادتهم من أن الإخوان المسلمين يخططون لركل السلفيين بعيدا عن منطقة الجزاء وإعادتهم ليس إلى خط الوسط بل ماوراء خط التماس, أي التخلص منهم نهائيا والإستفراد بحكم مصر. وخرج نادر بكار يتكلم في الفيسبوك وتويتر والفضائيات وخرج المستشار المطرود ليتكلم وطبعا من طرف الإخوان خرج العريان ليردح ويهدد بكذا وكذا وكشف فضائح وتجاوزات كذا ومذا. وتم بعد الإتفاق على لملمة الموضوع في إجتماع بحضور خيرت الشاطر ويونس مخيون عن حزب النور وذالك حتى لا ينشروا غسيلهم الوسخ ولا يتفرج عليهم الرايح والجاي يعني الإحزاب والقوى اليسارية والعلمانية التي تهدد فرص التعايش السلمي.
ليس من يزعمون أنه التطرف العلماني من يوشك أن يقضي على فرص التعايش بل من قضى عليها هم من قاموا بالإفتاء بأن المرشح الذي لا يصلي لا يجوز التصويت له وأن ذالك إثم كبير وقد تورث صاحبها عذابا أبديا سرمديا إن توفاه الله قبل أن يصوت في إنتخابات قادمة لمرشح يصلي وعنده زبيبة ويحمل في يديه مسبحة. فالعلمانيون واليساريون ليسوا تجار دين وليسوا مقاولي أوطان ولا يصدرون الفتاوي ولا يستخدمون الدين لإقصاء منافسيهم بحجة أن فلان لا يصلي وعلتان ليس عنده زبيبة الورع. وأعطي هنا مثالا بسيطا على أول وزير داخلية في مصر بعد ما يسمونه الثورة اللواء محمد إبراهيم وله إبن ملتحي يعمل في الدعوة حيث فرح به السلفيون والإخوان المسلمون وهللوا له ثم تظاهروا ضده وسخطوا عليه بعد أن دك بعضهم في السجون لتورطهم في أحداث أمنية, وهكذا هم هؤء المتأسلمون ينخدعون دائما بالمظاهر.
محمد مرسي الذي تم تفويزه في الإنتخابات الرئاسية في مصر يقول هازئا بجمال عبد الناصر: الستينيات ومأدارك ما الستينيات؟ ثم قال في إحدى خطبه العصماء بأنه سوف يحكم بسيرة جمال عبد الناصر!!! مسخرة وتناقض عجيب ليس بغريبا عليهم وعلى أمثالهم.
رئيس مصر الذي من المفترض أنه ليس فقط درس في أمريكا بل وقام بالتدريس في جامعاتها لا يحسن الحديث باللغة الإنجليزية والمصيبة أنهم في محاولة لتلميعه فقد قاموا بالزعم أنه عمل في ناسا وعندما إكتشفوا أن ذالك قد ينهي فرصته كمرشح رئاسي قاموا بحذف ذالك من موقع الجماعة على الإنترنت لأنه تبين لهم أن ناسا لا توظف إلا مواطنين أمريكيين. محمد مرسي رئيس ليس له كاريزما(السي إن إن) وليس له هيبة وكل شاهدنا من يرسلون لإستقباله عندما يسافر للخارج حيث أرسلوا في روسيا عمدة مدينة وفي أثيوبيا وزيرة التعدين وأي مكان يزوره فهو يثير السخرية منه ومن طريقته في الكلام وتصرفاته التي تدل على تصرفات شخص قادم من شوارع المناطق العشوائية وليس رئيس دولة.
محمد مرسي أيضا مازال مقيدا كسجين هارب وخرج وزير الداخلية المصري الإخونجي ليستحمر المصريين ويوقل أن مرسي لم يكن في السجن ثم يتراجع ويقول أنه قد يكون مسجونا ولكن لا يوجد مستند بهذا الخصوص.
هل يعرف من يدافع عن حكم الإخوان المسلمين بأي تهمة كان رئيسهم مسجونا؟ بتهمة التخابر مع دولة أجنبية وخيرت الشاطر الذي تم حرمانه من الترشيح للإنتخابات عنده ماشاء الله اللهم لا حسد صحيفة جنائية حافلة بمدد سجن تبلغ ١٢ عاما وأيضا اللهم لا حسد ثروة طائلة كونها وهو في السجن يدير أعماله عن بعد.
إنتبهوا من اليسارية وإحذروا فخيرت الشاطر كان يساريا اليس كذالك؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !