إذا كان موضوع التطبيع حاضرا بقوة في المغرب وإن اختلفت تمثلاته إلا أنه هذه المرة حاضر بقوة اكثر من خلال موقف بعض أطر وزارة الصحة الرافض المشاركة في مؤتمر " تنقل البكتيريا عبر الماء و الامراض المعدية المستجدة" في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط. نظرا لمشاركة مجموعة من الصهاينة في هذا المؤتمر .
فتفسير هذا القرار الرافض للمشاركة يتعدد حسب الأطراف و حسب توظيف الحدث فهو قرار يحمل بين طياته مجموعة من الدلالات هاته الأخيرة يمكن أن يفهمها البعض حسب رغبته في توظيفها سياسيا فقد يعتبرها البعض نتيجة للحملات المتعددة على كل من يحاول التطبيع مع اسرائيل هذه الحملات التي يشارك فيها عدة أطراف من شعب و صحافة و مواقع الكترونية وقد يعتبرها البعض الآخر نضجا سياسيا خطيرا في المغرب يمثل تهديدا لصورة الكيات الغاصب داخل المغرب. .
يمكن أن نعتبر الحدث رسالة قوية أخرى إلى معهد أماديوس و كل من يحاول التطبيع أو استضافة مجموعة ممثلة للصهاينة لأنه سيؤثر على السير العادي للمؤتمر إضافة إلى أن هذا المؤتمر سيتعرض لحملة من الشعب و الصحافة و كل غيور على و طنه و مستقبله.
يتلقى هذا القرار دعما قويا من المغاربة و العرب عامة لأنه يمثل صفعة سياسية للمؤتمر و صفعة أقوى لإسرائيل التي تحاول و بكل الطرق التطبيع مع المغاربة إلا أنه رغم المحاولات المتكررة تجد المغاربة دائما سدا قويا لا يمكن زحزحة مبادئه رغم كل شيء .
إن هذا القرار هو رسالة أخرى إلى كل الدول العربية التي تحاول التطبيع مع الكيات الصهيوني و تحاول أن تجعله واقعا
لا مفر منه و تفرضه على شعوبها بغض النظر عن وجهة نظرهم فهذا القرار الرافض يمثل رأي أغلب المغاربة لذلك فهو سيجد من الدعم و التغطية ما كان سيناله من السب و الشتم لو كان مخالفا .
دماء قافلة الحرية لم تبرد بعد و لن تبرد إلا برد الاعتبار و بحرية الأرض المقدسة فرغم محاولات إسرائيل المتعددة في إرسال مجموعة من الرسائل التهديدية إلا أنها دائما تؤول إلى عكس ما تشتهي و جمال صورتها التي تحاول تسويقه يتحول إلى أبشع مما كان .
إنه موقف يشاد به و يضرب به المثل ليس لأنه نابع من صميم القلب و فقط بل لأنه يؤكد مرة أخرى على أن المغاربة متمسكون يقضينهم الأولى القضية الفلسطينية.
محمد الشبراوي
التعليقات (0)