مواضيع اليوم

التصيد الساذج

نزار النهري

2012-03-01 18:46:30

0

محاضرة رائعة اقامتها جامعة اوكسفورد جمعت كل من المبدع ريتشارد دوكينز من جهة والقس روان وليامز من جهة اخرى وادار الحوار الفيلسوف انتوني كيني وهو من اللاادريين وقد اختير لادارة الحوار لحياديته .. موضوع المحاضرة كان عن طبيعة الكائن الحي .. وكان هناك اربعة محاور للمحاضرة هي: الطبيعة الخاصة للانسان الحالي، اصل الجنس البشري، اصل الحياة على الارض واصل الكون.
ومن الواضح هنا غياب الحديث عن الاله وانا اعتقد ان هذا كان شرطا من شروط القس ليحضر المحاضرة، لان المتدينين لا يستطيعون ان يصمدوا امام تساؤلات الملحدين عن ماهية الاله وطبيعته واثبات وجوده الى اخره من هذه الاسئلة التي يقف اي متدين عاجزا امامها لا يعرف ماذا يقول.
ولكن مع هذا يحسب للمسيحيين جلوسهم مع الملحدين على طاولة واحدة للنقاش وهذا ما لم نجده مع شخص مسلم وان دل هذا على شيء فانما يدل على ان الدين الاسلامي هو دين الهروب الى الامام .. ولكي يخرج المسلمون انفسهم من هذا المأزق يحضرون دائما الاية 68 من سورة الانعام التي تقول: "واذا رايت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين"
وكانما امر قرآنهم بهذا يعد حجة على الملحدين! انه حجة عليهم هم. لان من المفترض ان تكون عقولهم اكبر مما يؤمنون به.

في المحاضرة كان البروفسور دوكينز هو محور الحديث وهو اكثر شخص تكلم واجاب على الاسئلة بكل سلاسة وثقة، ومن الامور العلمية التي طرحها البروفسور على سبيل المثال لا الحصر، العصب الصوتي الذي يمتد من الدماغ الى الحنجرة مرورا بالصدر، والذي لا يستطيع اي مؤمن ان يعطي تفسيرا عقلانيا لهذا الشيء، فحتى الزرافة التي تملك اطول رقبة بين الحيوانات يذهب العصب السمعي من دماغها الى الصدر ثم يعود الى الحنجرة في رحلة معقدة تستغرق عدة امتار بينما من الاسهل المرور مباشرة الى الحنجرة من الدماغ واختصار كل هذا التعقيد الذي ليس له اي فائدة. وتستطيع نظرية التطور تفسير هذه الظاهرة ابتداء من السمكة الاقل تطورا والتي تتقارب فيها منطقة الدماغ والصدر والحنجرة وتطورا الى الفقريات.
لقد اثارت هذه المحاضرة ضجة كبيرة بين صفوف المؤمنين المساكين ليس لمحتواها بل بسبب كلمة قالها البروفسور دوكينز في المحاضرة، وهي انه ليس ملحدا مئة بالمئة بل هو ملحد 6.9 من 7 اي انه مؤمن بما مقداره واحد بالمئة تقريبا بوجود اله!!!
ورغم ان هذه ليست من الامور الجديدة ولم يصرح به البروفسور دوكنز لاول مرة بل ذكره في اكثر كتبه شهرة واعني به "وهم الاله"، الا انهم اقاموا الدنيا ولم يقعدوها واعتبروا ان هذا الايمان الضعيف جدا بوجود اله هو من اكبر المعجزات!
تصرفهم هذا يدل على انهم اما لا يقرأون، فلم يقرأوا كتاب دوكينز او انهم قرأوا ولم يفهموا وكلا الامرين اصعب من بعضهما.
والشيء الذي لا استطيع فهمه ابدا، هو حشر المتدينين ـ مهما كانت ديانتهم ـ انوفهم في الاله الذي قد يؤمن به احد العلماء، فلا اعلم ماهو دخلهم باله هو جزء من الطبيعة وهل هذا يعني شيئا؟ فما دخل اله المسلمين مثلا باله دوكنز او آينشتاين او اي عالم آخر؟
فرغم ادعاء المسلمين ان ربهم هو نفسه رب اليهود او المسيحيين الا ان الامر مختلف تماما .. فاله اليهود، يعتبرهم من المختارين ليكونوا فوق البشر، اما اله المسيحيين فهو اله غريب لا نعرف ان كان هو الابن ام هو الاب وما هي الروح المقدسة واين مكانها؟ لا اعلم ما دخل هذه الاله التي تحمل صفات البشر من غضب ومكر وتكبر ومن وتعالي .. الخ بهذا الاله المفترض من قبل بعض العلماء ليكون منظما للكون ومسيرا لقوانينه؟
عموما ريتشارد دوكينز لم يناقش الاله من ناحية فيزيائية علمية بل ناقشه من ناحية فلسفية ولهذا وقع في بعض الاخطاء التي قد نتطرق لها في مواضيع قادمة.
والان نضع امامكم المحاضرة كاملة فوقتا ممتعا






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !