قال تعالى:(فاذا جاء وعد أولاهمابعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار )الاسراء-5
غضب ونقمة صبها الله على ينى اسرائيل لافسادهم فى الأرض.فسلط عليهم البابليين بقيادة-بختنصر-فغزوهم غزوات متتابعة. وفى الآية جاءت كلمة(بعثنا) لتصور هؤلاء الغزاة بأنهم بعث الله الذى لا يغلب لقهر بنى اسرائيل المفهوم من
كامة(عليهم). ثم تأتى كلمة(فجاسوا) المأخوذة من مادة (ج س س)التى تعنىالاستقصاء وتتبع الخفايا والآثار لتصور فى جلاء فعل الغزاة وهم يتجولون باحثين باذلين الجهد فى طلب الرجا ل للأسر والأموال للنهب.حتى وصل بهم الأمر الى
المبالغة فى البحث بغية الوصول الى كل ما هو خفى.
وقال الله تعالى:(ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا)الزمر-29
الحق-جل وعلا- يضرب مثلا للرجل المشرك بعبد اشترك فى شرائه عدة شركاء متنافرين لا يتفقون على شئ.ولك أن
تتصور حال هذا العبد المسكين وقد أمره أحد أسياده بأمر وهو يهم أن يفعله فاذا بآخر يأمره بأمره واذا بثالث يفجعه بأمر
جديد وهو يتمزع بين تلك الأوامر ولا يستطيع تنفيذ شئ منها فيصب عليه سادته جام غضبهم.وهذا حال المشرك بالله
الذى تتناوشه الطواغيت فترهقه وتدمر سلامه الداخلى.
أما الموحد فهو كرجل مملوك لرجل واحد موصوف بأنه(سلم) أى فيه كل صفات الوداعة والرقة ولك أن تتصور حياة
هذا العبد السعيد فى كنف هذا الرجل..ال(سلم)؟ وهكذا يكون شأن الموحد الذى يتبع منهاجا واحدا هو منهاج الله الذى لا
يكلفه الا ما يطيق ويسامحه ان أخطأ ويجبر عثرته اذا تعثر بل يتحبب اليه بالنعم وجزيل الثواب.