التشدد وطيران الرقاب
كثرت حوادث طيران الرقاب وإزهاق الأنفس دون مسوغ أو سبب مقنع , وكثر مع تلك الممارسة الغير سوية قلوب مكلومه ونفوس مجروحة , وتكونت صورة ذهنية أن الإسلام دين دموية وعنف وقمع , فالرقاب طارت والنفوس أٌزهقت بفتاوى غٌلفت بغلاف ديني جعلت ممن أطلقها بطلاً ومن الضحية مهراً للجنة والحور العين ..
لا تكاد تمر سنين معدودة الإ ويخرج من بين ظهرانينا دعاة لتجديد الإرهاب والقتل والخراب , دعاة جدد يسلكون طريق من سبقهم في نشر ثقافة العنف والدموية باسم الدين , لو تأمل متأمل في كتب التراث المسيحي واليهودي وكتابات مفكري الغرب لو جد أن ثقافة الموت والدموية نتجت من تحريف النصوص ولي أعناق الأثار تحت مسوغات متعددة , فأتباع المسيح واليهود يتباهون بالتسامح والحوار ويدعون تطبيق تعاليم المسيح ويحاولون تصوير ديانتهم المحرفة على أنها ديانة وسطية , لكن الواقع يقول غير ذلك فالثقافة المسيحية واليهودية المحرفة تدعو لقتل الجميع بعنف ودموية بلا استثناء , بل تقاتلوا فيما بينهم كما فعل الكاثوليك بالبروتستانت وما يقوم به اليهود تجاه الفلسطينيين من احتلال وقتل دليل على الدموية التي أنتجها التحريف والتزييف , الديانة المسيحية واليهودية ديانات سماوية مغرقة في الروحية لكن تم تحريفها حتى أنتجت ثقافة عوراء لا هم لها سوى البطش والتنكيل والدموية وذلك ناتج طبيعي للتحريف والتشدد الذي ألقى بظلاله على كل شيء .
الإسلام دين الوسطية والاعتدال هذا ما يجهله بعض من ركب موجه التشدد وسلك طريق العنف وركن للهوى , لقد أصبح بعض أبناء الإسلام شبيهون بدعاة الدموية في عصور الظلام , فنقلوا الظلام إلى المسلمين عن طريق تحريم المباحات والتضييق على الناس بدعوى سد الذرائع فنشروا الموت ورائحته بدعوى الجهاد وتحرير الأمة من الطاغوت .
لاتحتاج الأمة لعملية تحرير من الطاغوت الوهمي بل تحتاج لعملية تحرير من الطاغوت الفكري الذي جثم على صدرها طوال عقود كثيرة , طاغوت سلك مسلك التشدد فأنتج عاهات فكرية لا ترى الا بعين واحدة , وبفعل ذلك الطاغوت الفكري المتشدد تحولت الأجساد إلى قنابل موقوتة تنتظر أمر التنفيذ في أي لحظة , وتحولت عقول الشباب من عقول تفكير وإبداع إلى وسائط تخزن ما تلقته من تعاليم وأوامر .
عند غياب ثقافة الحوار والتسامح والتعايش تنتشر تقافة التشدد والتطرف , ويظهر النفس الغير سوي في كل شيء , حتى في أدق التفاصيل والأشياء , ونحن في أمس الحاجة لمواجهة ذلك الطوفان الذي لم يعد يؤمن بأي شيء يهم الإنسان .
الأصوات المتطرفة تنتج أفعال متطرفة ودموية وتنعكس بالسلب على المجتمعات وعلى سلوكها وثقافتها , والمجتمعات من طبيعتها التعايش والسلام فهل سيواجه المعتدلون من كل الأديان والثقافات المتطرفين مواجه فكرية لأن بقاء الوضع على ماهو عليه يعني إعادة إنتاج لحقبة عصور الظلام التي أهلكت كثيرين تحت شعار أقتل من خالفك بأمر الله وهنا تكمن كارثة صدام الحضارات والقتل على الهوية والانتماء ...
التعليقات (0)