مواضيع اليوم

التسول

مجدي المصري

2009-01-26 08:42:30

0

 

 

التسول أو الشحاته

انتشرت في الأونه الأخيره ظاهره "التسول" أو بمعني أدق استشرت بطريقه أقل ما توصف بأنها تثير قلق في جميع الأوساط المجتمعيه

فقديما كان هناك "تسول" ولكن كان يختلف تماما عما يحدث الأن حيث كان المتسول رجل أو امرأه "كبير السن" غير قادر علي العمل معتل الصحه أو يحمل عاهه ظاهره مما يدفع علي "الشفقه" ويحض علي "العطاء" وكانت أعدادهم قليله نسبيا وغالبا ماكانوا يتواجدون بجوار الأضرحه والمساجد وقلما تجدهم يتجولون في الشوارع أما اليوم فقد تبدلت الصوره تماما وتقريبا اندثر المتسول طاعن السن رث الثياب الا قليلا … وظهرت نماذج أخري مختلفه تماما حتي في الأسلوب المتبع في التسول لأن العملات النقديه الصغيره أصبحت غير مجديه بالنسبه لهم فهم يطلبوا "مبالغ" وليس مجرد أي قطعه عمله يتقوتون بها

فمثلا نري سياره تحمل عده أشخاص بينهم شخص يبدو "شبه ميت" للناظرين ملفوف فيما يشبه الكفن وتحمل السياره مكبر صوت يتحدث به أحدهم ويعلن بأن معه شخص يحتاج عمليه جراحيه فوريه أو مريض بالفشل الكلوي أو غيره من الأمراض المستعصيه ولا يملكون نفقاتها وتجوب هذه السياره بين المدن والقري تجمع من الناس ما تيسر

أو نجد رجل يجوب المحلات بروايه أنه قادم من احدي المحافظات النائيه وأنه تعرض للسرقه ويريد أن يشتري تذكره قطار للعوده الي محافظته

أو امرأه تبكي زوجها المسجون وتريد أن تجمع مبلغ الكفاله لتخرجه من محبسه

أو امرأه تحمل طفلا وقد غطت وجهه باصباغ مختلفه وتريد شراء دواء له

أو فتاه يافعه تقترب منك في خجل وتهمس في أذنك أنها لديها ظروف مختلفه تختلف من فتاه لأخري وتطلب منك مساعده وهي كلها خجل

أو تجد أحدهم ضخم الجثه حاد الملامح عريض المنكبين وقد انشقت الأرض عنه لتجده يقف أمامك .. لأنه اختارك بعنايه .. وجها لوجه لتصاب بالرعب وعندما تتمالك نفسك تجده يطلب منك شيئا لله فهل تستطيع الا أن تخرج كل مافي جيبك دون أن تحول نظرك عنه لتلتفت بنظرك لتري كم تعطيه وبعدها تصلي ركعتين شكرا لله لأنك خرجت سليم معافي من هذا الموقف

أو تجد من يتعلق بزجاج سيارتك في اشاره المرور وان لم يكن لديك نقود جاهزه للسداد الفوري تتعرض لبصقه متقنه تظل علي زجاج سيارتك طيله الطريق معلنه لمتسولي الاشارات التاليه بأنك من هذه النوعيه الغير معطائه لتري منهم كل نظره ازدراء لتصاب بكل صغار طيله الطريق

وأيضا المتسول الذي يرتدي زي عمال النظافه ويحمل في يده مكنسه ويتوقف بائسا وكأنه لم يري أي طعام منذ عده أشهر

وأيضا متسولي المناطق السياحه والأثريه وهم فئه من المتسولين الذين يأبون مجرد النظر الي كل من ينطق "بالضاض" لأنهم يقبلون فقط الدولار أو اليورو

واذا استرسلنا في عرض النماذج لن تكفينا عده مقالات ولكن الي أين تصل هذه الظاهره فلا أحد يعرف

أحيانا نري الحملات الشرطيه للقبض علي المتسولين في بعض المناطق السياحيه أو الأثريه أو الراقيه فقط وتترك المتسولين في باقي البلد ولكن ما هو التوصيف القانوني للتسول؟؟؟؟

لأننا نري المتسول يعود الي نفس المكان بعد عده أيام بعد أن تفرج الشرطه عنه فاذا لم يكن هناك عقاب قانوني لهذه الفئه القادره علي العمل والتي احترفت التسول لما يحققه من عائدات ماديه يوميه تفوق بكثير عائدات الأعمال المشروعه مما يغريهم بالاستمرار في التسول

لذلك هناك سؤال مطروح علي سلطه "التشريع" وهو لماذا لايسن قانون يعاقب كل من يضبط متسولا بقضاء فتره عقوبه مدتها سته أشهر في "معسكر عمل حكومي" علي أن تغلظ العقوبه في حاله العود

وبذلك نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد وهو القضاء علي ظاهره التسول نهائيا واستفدنا من طاقه المتسولين كقوه عمل يعود منها خلالها عائد مادي نستطيع من خلاله تجميع المتسولين كبار السن والغير قادرين علي العمل في أماكن "كدور الايواء" والانفاق عليهم من متحصل عمل المتسولين القادرين علي العمل أثناء قضاء العقوبه دون الاقتراب من الموازنه العامه

اليست فكره قابله للبحث؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات