مواضيع اليوم

التسريبات

nasser damaj

2011-02-15 09:45:48

0

التسريبات ودورها
في تغيير المشهد السياسي المحيط بالصراع العربي الإسرائيلي

 

 

 

بقلم : ناصر دمج


هل صدقت تسريبات موقع ويكيليكس السابقة ،حول كل ما كشفت عنه من وثائق لغاية ألان ،أذا كنت قد فعلت ذلك فأنت ملزم بتصديق ما سينشره هذا الموقع خلال هذا العام عن ،مواضيع أخرى مشابه ومختلفة ،وخاصة المراسلات الداخلية لقادة تنظيم القاعدة، والتي تقود جميعها الى تأكيد فرضية الغرب الرائجة منذ بداية هذا العام ، بأن هناك حملة شريرة وظالمة تستهدف مسيحيوا الشرق الأوسط ، ولعل هذا الأمر يستقيم مع مساعي امبريالية القرن الحادي والعشرين في تجديد أهداف الاستعمار في هذه المنطقة ،وهي النابعة من استمرارية استهداف الغرب الرأسمالي للمنطقة العربية طمعا بخيراتها الوفيرة بدءا من أهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي،إلى امتلاك المنطقة لمصادر الطاقة الإحفورية كالنفط والغاز،ومصادرالطاقة المتجددة كالشمس والرياح، والتي من المتوقع أن لا تدركها النهايات الافتراضية بساعة محددة للزوال .
الى ذلك يمكن الجزم بعدم براءة تلك التسريبات، بل ورجحان كفة الاعتقاد بإنها جزء من مخطط جديد الوسيلة والطريقة ،أعدته أمريكا لإصابة أهداف محددة في المنطقة العربية،ولغرابة هذا الأسلوب ،يعتقد أيضا بان الهدف المقصود غريب وجديد ولم يسبق ان تم التصويب عليه من قبل ،ويمكن التكهن بماهيته من خلال الانعكاسات التي أحدثتها التسريبات لغاية ألان ،وهي تحريض الشعوب على الحكام والنظم الحاكمة ،وإصابة أهداف أخرى مدرجة على لائحة الاستهداف، وجزء كبير من تلك الأهداف كان في خير الإنسان العربي ، وهي نتيجة تلاقت مع رغبة الاستعمار الحديث في تغيير النمط السائد في السيطرة على خيرات المنطقة،من خلال الأنظمة الحالية،وقررت الانتقال من اعتناق الدكتاتورية الى الديمقراطية كمذهب جديد من مذاهب العمل السياسي ،للتحكم والسيطرة على المنطقة وإدارة أحوالها،الى ذلك فانه يمكن تسجيل الملاحظات التالية حول تلك الوثائق .
أولا - هي أوراق مزجت بين مراسلات حقيقية وأخرى افتراضية أعدت خصيصا من قبل مشغلي الموقع المذكور لخدمة أهداف محددة تخدم الإستراتيجية الغربية في المنطقة خلال السنوات القادمة،كالوثائق التي تم الإفصاح عنها ضد عمر سليمان بعد الإعلان عنه كنائب للرئيس المصري، ورئيس محتمل لجمهورية مصر،ولسوء حظ سليمان بان ذلك تم في الوقت الذي قررت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها باستثناء اسرائيل ، تغيير أدواتها ووسائلها في العمل في ساحة الوطن العربي،وبهذا أود الإشارة الى إنني لست متضامنا مع عمر سليمان في نفيه لصحة تلك الوثائق، ولا مساندا للقاعدة في براءتها من صحة مما سينسب إليها من قبل الموقع المذكور ،حول دورها في إبادة مسيحيوا المشرق العربي وشمال إفريقيا، فحقيقة كلا المستهدفين من قبل وثائق موقع ( ويكيليكس ) أسو وأمر من كل ما قيل عنهم لغاية الآن،وأنهما متورطان في مخططات خرائبية تستهدف الأمة العربية والإسلامية على نحو أشد وأبشع مما ذكر، لكن ما أود التركيز عليه هنا هو نجاح معد الوثائق في التوظيف المتقن والحرفي للوسائل والإمكانيات ، ونجاحه تاليا في الإمساك بخيوط رئيسة في اللعبة ، ولربما لوقت طويل قام .
ثانيا - ان معظم التسريبات كانت موجهة للنظم العربية الرسمية بما فيها السلطة الفلسطينية .
ثالثا - كان المقصود وما يزال تعرية تلك النظم بطريقة تقود الى نزع الشرعية عنها،وجعلها عرضة لتلق انتقادات شعوبها بدون مقاومة .
رابعا- بسبب حصر الأهداف في النظم العربية سنلاحظ بإنها خلت من الكشف عن وثائق ذات قيمة تمس الأمن الإسرائيلي،أو الإشارة من قريب أو بعيد الى تورط النظام الحاكم في اسرائيل في رذائل سياسية تشبه التي كشف عنها فيما يخص العرب .
خامسا - سنلاحظ بان الوثائق في هذا الجانب ، تقترب كثيرا من حيث التصميم كفكرة مكرسة لخدمة صانعها فقط ،وهي تشبه حالة القراصنة في مضيق باب المندب ،وتنظيم القاعدة .
سادسا- مع اشتداد الأزمة المصرية، لوحظ بان الموقع قام بنشر وثائق جديدة ، من شأنها ان تأجج الصراع المصري الداخلي، وخاصة فيما يتعلق بثروة الرئيس حسني مبارك،ومواقف عمر سليمان ،وعقيدته السياسية والوطنية والأمنية، وهو مسعى على أية حال هدفه إطاحة هذا الرجل من منصب نائب الرئيس الذي اشتد حوله الجدل،لأنه لم يعد الرجل المفضل لأمريكا،تمهيدا للتحول الى اختيار شخص أخر مكانه،سيكون اقرب الى أمريكا مثل محمد ألبرادعي ،أو أخر ما زال مجهولا .
سابعا- لوحظ بأن الوثائق الخاصة بعمر سليمان ،كأنها أعدت خصيصا للازمة لأنها تحاكي مفاصلها الراهنة في مصر،ولم يبدو عليها بإنها تكهنت بما يحدث بشكل مسبق ،وذلك بسبب المبالغة في دقة التوصيفات اللحظية،وقدرتها على التحريض الميداني،وتوفير معطيات مصيرية ضد المستهدف من قبلها ،كما لو أنها أعدت في الحال، وهي وثائق تستحق ان نتوقف عندها لنتأكد من صحة اعتقادنا المؤسس لهذه المقالة وهو" ان تسريبات ويكيليكس " ليست بريئة، بهذا الخصوص، أو غيره ،وإنها اعتمدت منهج الخلط المتقن بين الحقيقي وغير الحقيقي منها، واستخدام مهارات الحذف والإضافة على نطاق واسع، والتأليف والابتكار بما يحقق مأرب صانعوها .
لقد أتاحت تسريبات موقع ويكيليكس ،فرصة حقيقة للشعوب للتعرف على حقيقة حكامها لأول مرة وهم في سدة الحكم وبشكل مباشر، مما عجل من إمكانية الصدام بينهما ،أو التأسيس لإرهاصات هامة له، وهذه فرصة مثالية لدعوة الشعوب التي تعاني من ظلم النظم الحاكمة الى ان تمسك بزمام المبادرة، فيما لو قررت الخلاص والانعتاق من قبضة الحاكم المستبد، وهو في لحظة تاريخية من الضعف والعجز ،وستساهم تلك التسريبات مستقبلا في فرض معطيات ووقائع وحقائق جديدة ذات صلة بالصراع العربي الإسرائيلي،ومن شأن هذه التسريبات أيضا ان تعزز ثقة واحترام الإنسان العربي للحضارة الغربية وأطروحاتها ،كأحد مصادر البحث عن الحقيقة ،الأمر الذي يوفر للغرب فرصة جديدة لنيل ثقة الصاعدون الجدد بعد هدوء العاصفة .
لعلها المرة الأولى التي من الممكن ان يستفيد فيها الشعب العربي من ثورة المعلومات ومن الفكرة بحد ذاتها ( نشر الوثائق ) بصرف النظر عن أهدافها، وأنا أميل الى الاعتقاد بان عملية التسريب لم تكن البتة عملا من صناعة احد أشقياء الانترنت، إنما هي فكرة إعلامية ذات أهداف سياسية خارقة ، أسست لإنفاذ رؤيا غربية جديدة لإدارة صراعات المنطقة ،والتحكم بها .
بصرف النظر عن أهداف الوثائق المسربة وفقا لرؤية مسربيها، فهي حالة قابلة للاستغلال والتكييف من قبل متلقيها وقابلة لإعادة الإنتاج والتشكيل من قبل المستفيدين منها منفردين ومجتمعين ،ولمن يتقن استغلالها فستشكل له فرصة نادرة للإجهاز على خصومة والعبور فوق جثثهم الى مستقبله الخاص .
بالمقابل فان هذه الوثائق توفر إمكانية جيدة لبلورة مادة تحريضية للخونة الداخليين ،الذين تم إعدادهم وتدريبهم قبل تسريب الوثائق ونشروا في كافة البلاد العربية لالتقاف كرة التغيير والاحتجاجات وقيادتها ان تمكنوا ،الى ان تستقيم النتائج لصالح الولايات المتحدةالامريكية ،في إطار استغلال مثالي لظرف استثنائي لتنفيذ أهداف الاستراتيجة الاستعمارية المتجددة،وهي إستراتيجية قابلة للنفاذ من خلال الانتفاضات الشعبية وحتى الثورات المسلحة والتمرد العام والكوارث الطبيعية ،وذلك بالتدخل في الحدث والمساهمة في صناعته قبل وقوعه،والتدخل في الحدث إثناء وقوعه والعمل على تطويره ، بما يكفل ان تؤول نتائجه لصالح الإستراتيجية الغربية،وسنجد إمامنا أكثر من مثال يؤكد على صحة هذه الفرضية :-
المثال الأول:-
ظاهرة القراصنة الصوماليين ،التي بدأت كحركة احتجاج من قبل بعض البحارة العاطلين عن العمل ،فقامت الولايات المتحدة بالتدخل فيها،بإشراف من قاعدتها العسكرية في أريتيريا ،وفقا لتقرير مجموعة الأزمات الدولية رقم 95 بتاريخ 11 /حزيران / 2009م جاء فيه " إن للولايات المتحدة قاعدة عسكرية في جيبوتي، وهي الوحيدة من نوعها في أفريقيا للتنسيق كمركز إقليمي لمحاربة الإرهاب، ودائرة اختصاص عملها الصومال،وميزانيتها السنوية تقدر بـ 100 مليون دولار، وقد مولت المخابرات المركزية الأمريكية عددا من الشبكات والتنظيمات الصومالية لمحاربة الإرهاب، وبمساعدة من هذه الوكالة كونت في إقليم ( بوتلاند ) الصومالي قاعدة عسكرية،من مهماتها الاستخبارية الإشراف والتحقيق واعتقال المشتبه بهم كإرهابيين، وفرض الرقابة على الموانئ والمطارات وحماية الأجانب، أي أن الولايات المتحدة تتمتع بسلطات واسعة في إقليم بوتلاند الذي تنطلق من شواطئه عمليات القرصنة وتستطيع واشنطن التحرك لوضع حد لها أن أرادت ذلك " وفى كل مرة تثير فيها وسائل الإعلام العالمية الانتباه إلى عمليات القرصنة الخطيرة في بحر العرب ، تخرج على الفور أصوات أمريكية ذات خلفيات استخبارية تقلل من شأن القراصنة بقولها بأنه لا يمكن فعل أي شيء يذكر إزاء هذا الأمر، وبأن الرد محفوف بالمخاطر على أمن الملاحين والسفن والشحن وتقدم الأدلة على أن لا علاقة للقراصنة بتنظيم بالقاعدة، أو بالإرهاب، أو ان لهولاء أية ارتباطات بالإسلاميين، لماذا لان هذه الظاهرة هي التي ستحقق للولايات المتحدة هدفها في توسيع نطاق الفوضى في باب المندب،تمهيدا للتواجد الدولي البحري هناك بحجة القضاء على الفوضى والسيطرة على مضيق باب المندب .
المثال الثاني:-
ظاهرة تنظيم القاعدة ، الذي بدأ كتنظيم رافض للهيمنة الأمريكية على العالم الإسلامي في أفغانستان ،وبعد تدخل الولايات المتحدة في أمره تم إنتاج نسخ اجراميه منه تعمل في المناطق التي تريد الولايات المتحدة احتلالها ،كاليمن ،وأفغانستان ،وأصبح إحدى تشكيلات وكالة المخابرات الأمريكية، إن الملاحظة الأولى، التي تستوقفني في هذا المقام هي أن غالبية قادة القاعدة الافتراضين كانت تربطهم علاقات متينة بوكالة المخابرات الأمريكية مثل بقايا المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان،أو الجيل الذي برز لاحقا مثل أنور الظواهري أبو عمر المصري وأنور العولقي، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الإمريكيه ولعل هذه الملاحظة جديرة بالتأمل للتعرف على من يقود القاعدة ،الملاحظة الثانية، أن تنظيم القاعدة هو عبارة عن تنظيمات منفصلة وليست متصلة لا يربطها ببعضها البعض أي رابط تنظيمي،الأمر الذي يسهل اختراق التنظيم ولربما العمل باسمه العديد من الأفعال ، الملاحظة الثالثة، اقتران عمليات التنظيم بالدول الاسلاميه والعربية المستهدفة من قبل الولايات المتحدة الإمريكيه ، وكافة هذه الدول ( دول المنطلق ) مدرجة ضمن الدول التي سيشملها التغير في مشروع الشرق الأوسط الجديد كأفغانستان وباكستان والصومال واليمن والعربية السعودية والسودان والعراق ولاحقا غزة ولبنان وسوريا،الأمر الذي يشكل مدخلا واقعيا لتداول أسماء هذه الدول من قبل الولايات المتحدة وحلفائها كدول مصدرة للإرهاب وتحتاج أحوالها للعلاج فيكون التدخل الخارجي بهذا المبرر بهدف احتواء الخطر أو إعادة الأعمار،إن تنظيم القاعدة يشبه القط الذي تشعل به النار ويطلق في الحقول بقصد حرقها بفعل فاعل ،عليه فأن كل واحدة من هذه الدول مرشحة ديارها للخراب بسبب القط القاعدي الذي سيلحقه رجل الإطفاء الأمريكي بآلاته الحربية وبعد انتهاء المهمة لربما سيستريح رجل الإطفاء في الديار بعض السنين، بعد إن يكون قد اخذ أجرة من خزائن وثروات الأمة .

المثال الثالث:-
زلازل هايتي، فتحت ذريعة التدخل الإنساني في ذاك البلد،احتلت قوات الولايات المتحدة مطار العاصمة وأجزاء هامة من البلاد تمهيدا لبناء قواعد عسكرية دائمة ، وهو هدف أمريكي قديم .

وهذه الرؤيا هي التي تحدد إستراتيجية الولايات المتحدة في التدخل في مختلف الظواهر السياسية عبر االعالم ، عملا بقاعدة " دعها تشرق لتزهر،ونشتم عبيرها " .لقد أجمعت كافة مراسلات السفراء الأمريكيين في العالم العربي،بعد الاطلاع على الوثائق التي سربها الموقع بان كافة الحكام العرب ،قد تعفنت العروش من تحتهم، وأنهم أجلا أو عاجلا الى زوال ،بسبب الفقر والبطالة وفساد برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية ،ومن المرجح أنهم لن يتمكنوا من خدمة الإستراتيجية الغربية كما يجب خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين،وهذا الأمر ينطوي على مخاطر جمة ليس اقلها صعود الإسلام الراديكالي الى سدة الحكم في غير بلد عربي ،وهنا تبدو أمام الولايات المتحدة وحلفائها فرصة في منتهى الضعف للنجاة من جحيم هذا التحول،وهو العودة الى توصيات منتدى إدارة الصراعات في لندن والذي يديره ضابط المخابرات البريطاني السابق ( اليستر كروك ) والذي اعد تقريرا دراسيا عن واقع الحركات الإسلامية الراديكالية والليبرالية الفلسطينية والعربية والإسلاميه،وقدم توصيته لكل من توني بلير وجورج بوش بضرورة فتح حوار جاد مع القوى الإسلامية الليبرالية في فلسطين ومصر والباكستان والجزائر وتونس والأردن ،لأنه توصل الى حقيقة هامة في نهاية بحثه ،وهي ان الصدام مع هذا المارد الإسلامي لن تكون له أية فوائد تذكر في صالح الأهداف العليا للامبريالية المتجددة .
لقد انعقد الرأي لدى كافة دوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة حول هذه الرؤيا، وهي التحول من الصدام الى الاحتواء البناء،للقوى الرافضة للوجود الغربي في الوطن العربي ،لان مثل هذه الخطة ستكفل لهم تواجدا دائما في هذه المنطقة بعد انتهاء العاصفة،وهنا سنجد اختلاف جزئي بين فهم الولايات المتحدة وإسرائيل للإحداث ،فالولايات المتحدة ستتعامل مع ما سيحدث كمتغيرات جيوبولوتيكية ستساهم في تغيير وجه العالم،وقابلة للاستغلال من قبل قوى دولية صاعدة ومنافسة كالصين وروسيا وإيران، إما اسرائيل فإنها ستتعامل معها من منظور امني بحت .
هنا ستبرز تبدلات أفقية وعمودية شاملة في مبنى التحالفات الدولية، ولربما ستصبح قطر أهم من اسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ،ولعله من المفيد التوقف هنا عند دور قطر وقراءة أهدافها من التسريبات التي نفذتها قناة الجزيرة،( كشف المستور ) ،واستهدفت قيادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية،وتعرية عقيدتهما الوطنية والقومية ،تمهيدا لشطبهما بالكلية من الوجود السياسي والوطني ،تمهيدا لصعود الإسلام الليبرالي في فلسطين .

 

 

كاتب ومحلل سياسي
n-damj@maktoob.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات