التسامح والتعايش قيم وموقف
التسامح التعايش التعددية مٌفردات وتساؤلات ومواقف فلكل فردٍ رؤيته المنسجمة مع تكوينه الفكري والنفسي وذلك طبيعي والسائد هو تفسير تلك القيم بشكلٍ مٌبهم ومنزوعة الدسم .
التسامح والتعايش والتعددية قيم إنسانية حث عليها الدين الإسلامي الحنيف لكن هناك من يراها من زاوية مختلفة زاوية معكوسة مقلوبة زاوية مٌظلمة فإما تطرف وتزمت وإما انكسار وتقوقع وانكفأ على الذات , تلك الزاوية المٌظلمة نتاج طبيعي للجهل والتنشئة وقلب الحقيقة , التسامح والتعايش والتعددية لا تعني اضطهاد الأخر المٌختلف مع المجتمع دينياً أو مذهبياً أو عرقياً ولا تعني تحويله من إنسان إلى حيوان يأكل ويشرب فقط ولا تعني الحرمان من الحقوق المشروعة بحدها الأعلى والأدنى بل تعني العيش جنباً إلى جنب وقبول الأخر والعمل معه من أجل المجتمع وترك المعتقدات والأصول العرقية لمن أوجدها وأنشأها فالقانون هو الحكم والمواطنة للجميع بلا استثناء , التسامح والتعايش والتعددية ليست انكسار وتقوقع وانكفاء على الذات وتسليم بالأمر الواقع واعترافاً بصحة المعتقد المختل , فالاعتراف بصحة المعتقد يختلف كلياً عن حفظ حق الأخر في ممارسة طقوسه وصيانة حرياته وبين الأمرين بون شاسع !.
التعارف أساس العلاقات الإنسانية السوية وتفعيل القواسم المشتركة بين أفراد المجتمع الواحد وبين المجتمعات ككل هو الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات منذ القدم , المسميات والصفات والمعتقدات والأعراق لا تقف ضد التعايش والتسامح والتعددية والعيش جنباً إلى جنب فالإسلام أحتضن الجميع بلا استثناء فمعيار المواطنة قائمٌ على أمرين كف الأذى والعمل من اجل المجتمع ككل وبلا استثناء , متفحص التاريخ النبوي وتاريخ الخلفاء الراشدين سيضع يده على نماذج مٌشرقة ومشرفة نابعة من إنسانية تسامحيه تؤمن بالتعددية وحق الاختلاف وتؤمن بالتعارف بين البشر أعراقاً وشعوب فوثيقة المدينة والعهود والمواثيق المختلفة جميعها لم تكن انكفاءً أو قبولاً بخجل أو تطرفاً وتزمتاً بل كانت وسائل وأدوات تعزز السلم الاجتماعي وتحفظ الحقوق وتعزز المواطنة وقيمها وتحفظ للإنسان قيمته وأدميته ونحن اليوم أحوج ما نكون لتعزيز تلك القيم وإظهارها بالصورة الصحيحة التي لا لبس فيها .. ..
التعليقات (0)