التسامح لا يعني التنازل

كثيراً ما نسمع عن مصطلح التسامح وأن الإسلام دين التسامح والتعايش، لكن ماذا يعني ذلك بلغة سهلة ومُبسطه!

التسامح هو التساهل لغةً واصطلاحاً العفو والإحسان، ولا يمكن أن تقوم العلاقات الإنسانية بغير عفو وإحسان متبادل، لكن ذلك المصطلح المطاطي حوله البعض لطوق يطوق به كل شيء وإن كانت ممارسته تلك ضد العقل والمنطق.

جميل أن يكون التسامح سلوك يومي يقوم به الفرد فيتسامح مع الجميع بلا استثناء لكن الأجمل أن يكون تسامحه ذلك نابعُ من اعتزازه بقيمه الدينية والوطنية وليس تنازلاً يقدمه ليظهر بمظهر المتحضر، كثيرُ من المسلمين يتسامحون لأنهم تلقفوا تلك الكلمة دون فهم معانيها وكيفية تطبيقها، هناك من يتسامح مع الآخرين لكنه لا يتسامح مع ذوي القربى فتسامحه هنا حضاري بمعنى يريد أن يكون في نظر الآخرين متحضراً!

تسامح مع جميع البشر لكن لا تفقد قيمتك ففقدان القيمة يبدأ عندما تتنازل عن قيمك الدينية.

لم يكن التسامح في يوم من الايام تنازلاً وإن كان تنازلاً فلماذا كان للأوائل صوله وجوله على الرغم من تسامحهم مع مختلف الأديان والأعراق، مشكلتنا أننا نقرأ ونقفز بعد قرأتنا بعيداً فلا نقف نحلل ونتمعن فيما قرأنا ولا نحاول تطبيق ما قرأناه وتعلمناه بشكل صحيح، سنبقى كذلك طالما أن قرأتنا وفهمنا محدود ومحاط بسياجِ صنعناه بأيدينا سنبقى متنازلين لا متسامحين وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن اخفائها..